مبادرة “بناء الوعي”
مبادرة “بناء الوعي”


معركتنا مع المتطرفين مستمرة .. وسنضيق عليهم الفضاء الإلكترونى

إطلاق مبادرة بناء الوعى بالتعاون بين الأوقاف والشباب والمجلس الأعلى للإعلام

اللواء الإسلامي

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 03:35 م

تابع المؤتمر :  محمد العيله - أحمد الصبيحى - إسراء عبد المعطى عمران 

بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بالاهتمام بقضية الوعى لدى المواطن.. تتضافر كافة الجهود بين الوزارات ومؤسسات الفكر والجهات المعنية بصناعة الوعى من أجل تحقيق ذلك المطلب الدينى والوطنى للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.. وفى هذا السياق أطلقت وزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والمجلس الأعلى للإعلام مبادرة “بناء الوعي” خلال مؤتمر صحفى عقد بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية فى مدينة السادس من أكتوبر لتستكمل بذلك دورها الريادى فى نشر الفكر الوسطى المستنير والتثقيف والتوعية المجتمعية
 

شهد إطلاق المبادرة، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، وبحضور المشاركين فى الدورة التدريبية الثانية المشتركة من أئمة وواعظات دولة السودان برئاسة الشيخ إبراهيم ميرغنى بالإضافة إلى عدد من الأئمة والواعظات من مصر.


كما حضر المؤتمر كل من د. مرفت سيد احمد رئيس الادارة المركزية للبرلمان والتعليم المدنى بوزارة الأوقاف، والاستاذة نجوى صلاح رئيس الادارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الأوقاف، والدكتور عبد الله الباطش أحد القيادات بمكتب وزير الشباب، والدكتور محمد حسن معاون وزير الشباب لتطوير القدرات الشبابية، وحسام احمد عبد الحكيم أحد القيادات بمكتب وزير الشباب.


وخلال كلمته بالمؤتمر، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن هدفنا هو بناء الإنسان حيث لا يوجد إنسان بلا وعي، وأن معركتنا مع الفكر المتطرف مستمرة، حيث اختبأ المتطرفون خلف مواقع التواصل الوهمية ونحن لهم بالمرصاد، وسنضيق عليهم الفضاء الإلكترونى بالفكر والعمل الجاد، فأهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق، ويجب ألا يكون حماس أهل الحق لحقهم أقل من حماس أهل الباطل لباطلهم.

تثقيف شامل 
 وأضاف أن مبادرة بناء الوعى تهدف إلى تثقيف شامل، ومواجهة مباشرة للتحديات المعاصرة، ومن محاور المبادرة تفنيد الفكر المتطرف، ومواجهة الظواهر السلبية كالإدمان والانتحار والتعصب الأعمى الذى يعد انحرافًا عن جادة القيم، كما أن الإدمان خطر داهم على الفرد والمجتمع، ولا تعقبه راحة بل عذاب أليم، وهو جريمة فى حق النفس والإنسانية.
وأكد وزير الأوقاف أن عملية بناء الوعى أو إعادة بنائه قضية محورية فى حياة المجتمعات والأمم والشعوب، خاصة تلك الأمم والشعوب التى تعرضت ذاكرتها لمحاولات المحو والشطب، أو التغيير، أو التغييب، ناهيك عن محاولات الاختطاف، وحالات الجمود والخمول والكسل التى يمكن أن تصيب الذاكرة الجمعية للمجتمعات.


وأشار إلى أن إعادة تشكيل وعى أمة ليست أمرًا سهلاً ولا يسيرًا، إنما هى عملية بناء شاقة، وتحتاج إلى جهود مكثفة، ودؤوبة، ومضنية، ولا سيما فى أوقات الشدائد والمحن والتحديات الجسام،  شأن تلك المرحلة الراهنة الفارقة فى تاريخ منطقتنا، وفى تاريخ العالم كله، بل فى التاريخ الإنسانى المعاصر، حيث صار الإرهاب والتطرف الفكرى صناعة وأدوات غزو واحتلال من نوع جديد،  ووسائل لإفشال الدول، أو إسقاطها، أو تركيعها، أو السيطرة على قرارها،  بل على مقدراتها ومكتسباتها أيًّا كان نوع هذه المقدرات والمكتسبات “اقتصادية أم سياسية أم جغرافية أم ثقافية أم تراثية”.. وإننا على يقين دائم لا يداخله ولا يخالجه أى شك فى أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق،  وأن على أهل الحق ألا يكونوا أقل حماساً لحقهم وقضاياهم التى يؤمنون بها من حماس أهل الباطل ودعاة الهدم والخراب لباطلهم.


واستطرد قائلا: وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة، فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطى المستنير،  فى المجال الدعوى والثقافى والتعليمى والتربوى والإعلامى،  وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد،  مع اعتبار العمل لخلق حالة من الوعى المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التى كانت مختطفة أولوية وواجبًا وطنيًّا على العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأى والفكر.


تنوع فكرى
وأضاف أنه لا يمكن حصر قضية الوعى فى بعدها الدينى أو الثقافى فحسب،  فالوعى بالوطن يقتضى العمل على بنائه ورفعة شأنه فى جميع المجالات: الاقتصادية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية،  والإنسانية، وبشتى السبل: بالعمل والإنتاج، بالجد والاجتهاد،  بالدقة والإتقان، بالتكافل والتراحم،  بالإخلاص للوطن،  والإخلاص فى العمل،  بالعلم والفكر، بالثقافة والإبداع،  بنشر القيم الإيجابية من الصدق، والأمانة،  والوفاء،  والرحمة، والتسامح، والتيسير، والمروءة، والنظافة، والنظام، واحترام الكبير، وإكرام الصغير، وإنصاف المظلوم، وإكساب المعدوم، وإغاثة الملهوف، وصلة الرحم، وحسن الجوار، وإماطة الأذى عن الطريق، والحرص على المنشآت العامة والمال العام، والترفع عن الدنايا، والبعد عن سائر القيم السلبية: من الكذب، والخيانة، والغدر، والأذى، والبطالة، والكسل، والفساد، والإفساد، والتخريب.


ولفت د. محمد مختار جمعة إلى أن الوعى بالوطن يقتضى الإحاطة والإلمام بما يحاك له من مؤامرات تستهدف إنهاك الدولة، وبخطورة الإرهابيين والعملاء والخونة، والعمل على تخليص الوطن من شرورهم وآثامهم، كما يقتضى أيضًا إدراك عمليات البناء والتعمير التى تتم على أيدى أبناء الوطن المخلصين.


وأوضح أن قضية الوعى بالوطن وبمشروعية الدولة الوطنية، وضرورة دعم صمودها، والعمل على رقيها وتقدمها، أحد أهم المرتكزات لصياغة الشخصية السوية، وأحد أهم دعائم الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على مقدراته وكل ذرة من ثراه الندي.


مواكبة فكر الدولة
من جانبه، قال الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، خلال كلمته بالمؤتمر، إن مستوى الأئمة أصبح متقدمًا مما يدعو للفخر حيث يزداد هذا الوعى يومًا بعد يوم، ويرجع ذلك للاهتمام البالغ من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وحرصه الدائم على تدريب وتأهيل الأئمة، فكل الشكر والتقدير لوصوله بوعى الأئمة إلى هذا المستوى الرائع، مؤكدًاً أن وزير الأوقاف سريع العمل، سريع الإيقاع فى مواكبة فكر الدولة وفى الاستراتيجيات التى تتبناها.


وأضاف أن وزارة الشباب والرياضة بدأت منذ فترة فى بناء الوعى بالقضايا الهامة ومنها قضية التعصب الكروي، فقضية بناء الوعى من أهم القضايا التى تناولها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ودائمًا نرى سيادته يركز على قضية الوعي، كما أن الوزارة حريصة على نشر مبادرة الوعى من خلال تحسين وتنمية الوعى العلمي، وتطوير وتعزيز المشاركة الوطنية فى المسابقات المحلية وتوفير الخدمات الشبابية.


تعاون مثمر
وأكد أن وزارة الشباب تعمل مع وزارة الأوقاف من خلال قوافل الأئمة والواعظات التوعوية بمراكز الشباب لنشر الفكر المستنير، ونلقى كل الدعم من وزير الأوقاف، كما نقوم بالاستعانة بمؤلفات الأوقاف لنشر الوعي، لافتا إلى أن قضايا الوعى عديدة ومنها “الانتماء والعمل والفساد والقدوة وتطوير الذات والمواطنة والطلاق والتعصب الدينى والكروى وغيرها”.
وأوضح وزير الشباب والرياضة أن أهداف حملة بناء الوعى هى نشر الوعى بين طوائف المجتمع، وإبراز إنجازات الدولة، والتركيز على بيان مخاطر التطرف وأثره على الدولة والتعاون والتنسيق بين المؤسسات، حيث إن بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها مطلب دينى ووطني، وبدون الإعلام المستنير لن تصل رسالة الحملة على أكمل وجه.


مصير واحد
من جانبه أكد الأستاذ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام على أهمية حملة “بناء الوعي” لما لها من نتائج إيجابية فى حماية الأمن القومى للبلاد، لافتًا إلى أن بناء وعى المواطن يكون بناءً لوطنيته وحماية لوطنه وبناء لثقافته وفكره الوسطي.


وأوضح أن الأمن القومى المصرى مرتبط بالأمن القومى السودانى فمصير البلدين الشقيقين واحد، وقد شهدت ذاكرة التاريخ بذلك فى العديد من المواقف التى تؤكد على ترابط الشعبين، حيث إن الشعب السودانى يتمسك بثوابت الفكر الوسطى للإسلام مثلنا تماما.


وأضاف أن معركتنا مع الجماعات المتطرفة لم تنته بعد، فالإسلام هو دين السلام بعكس ما تروجه تلك الجماعات من إشاعات وأكاذيب، ليتحول المجتمع إلى فوضى ودمار فالمعركة قوية وشديدة، فالإرهاب ليس له دولة ولا دين، مشيرًا إلى أن حماية الوطن والتعايش السلمى فى صدارة قضايا الوعى المختلفة، ومن هنا يأتى الدور الهام للإعلام فى تطوير العقول وحماية أجيال الشباب من الأفكار المتطرفة والشاذة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة