فقدتْ دفعتي.. الدفعة الأولي لكلية الاعلام بجامعة القاهرة واحدا من أبنائها المتميزين المخلصين لعملهم الملتزمين طوال حياتهم.. محمد عبد المقصود.. ابن مدينة المعصرة بين القاهرة وحلوان.. والمتاخمة لأكبر مصانع الأسمنت في مصر.. وكان هو واحدا ممن تأثروا بشدة من التلوث القادم من مداخن المصنع.. وعاش طول عمره يصارعه بالكتابة عنه وعن أخطاره.. ويطالب بنقله أو علي الأقل توفيق وضعه بيئيا.. وكتب العديد من التحقيقات والمقالات التي تؤكد خطورته.. وأنشأ بسببه جمعية لكتاب البيئة وكان يرأسها وأنا أحد أعضائها لنقل ثقافة حماية البيئة إلي المجتمع.. ومن أجله تم منع التدخين في صالة تحرير الأخبار رغم أن معظم من فيها من المدخنين.. وظل طوال حياته يقاوم أي تلوث بيئي يضر بالمجتمع.
اختار عبد المقصود وزارة البيئة لتغطية أخبارها منذ اللحظة الأولي لإنشائها وظل يتابعها لسنوات طويلة.. كان مهتما كثيرا بها لأنه أحد أبرز ضحايا هذا التلوث الخطير.. ومع الأيام والسنوات انتصر عليه المرض اللعين الذي افترس رئتيه لنفقده في نهاية المشوار الصحفي المتميز.. ونفتقد معه صحفيا متميزا مخلصا لمهنته.. ومحبا لعمله.. وصديقا لكل زملائه ومن عملوا معه.. ورجلا بحق.. بأخلاقه ومواقفه وشهامته ورجاحة عقله. رحمك الله يا رفيق العمر.