الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 05:50 م

رحم الله المشير محمد حسين طنطاوى رحمة واسعة ويستحق  الحزن الكبير الذى شعر به المصريون عند وداعه فقد أدى الرجل واجبه تجاه وطنه فى أصعب الظروف وقضى حياته  عسكريا من الطراز الاول فى ميدان الحرب وعندما انتقل إلى مقاعد المسئولية  السياسية كان سياسيا شجاعا  فى اصعب فترة مرت على مصر فى تاريخها الحديث ونجا  بمصر من مؤامرة استهدفت شعبها وجيشها  بأقل الخسائر الممكنة وأوصلنا هذا الموقف الى ثورة 30يونية المجيدة  وبداية الانطلاقة  نحو الجمهورية الجديدة.
وبرحيل المشير طنطاوى يكاد يكون غالبية من شارك فى حرب اكتوبر قد غادر دنيانا وشاء المولى عز وجل أن يأتى رحيله قبل أيام من احتفالنا بالذكرى 48 لهذا الانتصار العظيم  وإذا نظرنا لعدد السنوات التى مرت على الحرب نجد أن نصف  الشعب المصرى على الاقل لم يكن قد وُلد ومع حروب الجيل الرابع التى تستهدف  عقول وإدراك  الشعوب فإن العبور العظيم الذى تم فى 73والنصر العبقرى  الذى حققه الجيش المصرى  اصبح فى مرمى نيران  أهل الشر وأعوانهم يريدون محوه من ذاكرة العقول الشابة فى مصر والمنطقة العربية لتظهر أجيال فى عقود مقبلة  لا تعرف عنه شيئا.
فى السنوات التى تلت حرب اكتوبر كان من شارك فيها من جنود وضباط وأطقم طبية موجودون  فى نسيج المجتمع بمثابة شهادات حية على بطولات هذه الحرب ولكن الآن ومع رحيل معظم هؤلاء الابطال تكمن الخطورة ولذا يجب إعادة ربط الاجيال الشابة بنصر اكتوبر ليس فقط عن طريق الاحتفالات التقليدية فى شهر أكتوبر والافلام المقررة سنويا ولكن من خلال مناهج التعليم فى كافة المراحل بطريقة مبتكرة تناسب التطور الهائل فى وسائل الاتصال والتكنولوجيا وليس مجرد درس فى مادة التاريخ ليظل انتصار حرب اكتوبر محفورا فى قلب كل مصرى ولومر عليه الف عام .