أحمد السرساوى
أحمد السرساوى


نوبة صحيان

لماذا نكره الأشجار ؟!

أخبار اليوم

الجمعة، 24 سبتمبر 2021 - 05:53 م

لا أعرف السر.. ولا أجد سببا واحدا لحالة العداء مع الشجر فى مصر!!
الشجرة هبة ربانية، تضخ ١٤٠ لترا من الاوكسچين النقى كل صباح، وتمتص ألفا و٧٠٠ جرام من ثانى أكسيد الكربون!!
شهدت بلادنا أوسع حركة للتشجير فى عهد محمد على وأولاده بالتزامن مع مشروعاتهم الإنمائية فى شق الترع وانشاء القناطر وتمهيد الطرق، فغرسوا من أسوان حتى رشيد نصف مليون شجيرة وقت ان كان تعدادنا ٤ ملايين نسمة فقط «بمعدل شجرة لكل أسرة».
لكننا الآن صرنا نعادى الشجر وبدلا من الإضافة إليه مع تضخم أعدادنا ٢٥ ضعفا.. نقيم له المذابح فى الريف وفى المدن على السواء.. وخير شاهد على ذلك التعدى على أشجار حديقة المريلاند وشوارع مصر الجديدة ومدينة نصر، ومشروع تبطين الترع.. وقبلها حدث فى المعادى والجيزة وحديقة الأورمان، وبطول كورنيش النيل!!
لا ينكر أحد وجود جهود مُقدرة من الحكومة الحالية لحماية ثروتنا الخضراء، مع محاولات لتعويض مافات.. لكنها جهود مبعثرة، غير متكاملة، بل وأحيانا متناقضة!!
فمثلا تهتم وزارة الزراعة باستنبات الأشجار الخشبية على مياه الصرف الصناعى المعالج.. لكن خطتها فى الأراضى البعيدة عن العمران، ولا تصل للمدن.
كذلك وزارة البيئة تنفذ ٤ برامج لدعم القضية، لكن يغلب عليها الطابع الكرنڤالى أو الاحتفالى مثل «اتحضر للأخضر» أو «زراعة الأسطح»، أكثر منها سياسة ناجزة متكاملة الأركان!!
ورغم أن الوزيرة د. ياسمين فؤاد وعدت البرلمان بداية عام ٢٠٢٠ بمشروع قومى لزراعة ١٠ ملايين شجرة خلال ٣ سنوات انقضى منها عامان.. إلا أننا لا نرى الـ ٦ ملايين شجرة التى كان يُفترض انجازها!!
إننى أدعو مجلس الوزراء لتولى  هذا الموضوع، باعتباره حياة أو موت.. ليكون له اليد العليا فى تنفيذ خطة محددة ومعلنة للتشجير تشارك فيها وزارات الزراعة والرى والبيئة والتنمية المحلية والإسكان وهيئات الإعلام، على غرار ما يجرى من نجاح فى «النهر الأخضر» بالعاصمة الإدارية الجديدة.
ولتكن بدايتنا تشجير جبل المقطم ليصبح رئة خضراء للقاهرة، وبنفس الوقت تحمى تربته من التصدع، وتحمى الملايين من عباد الله من ترابه وزعابيبه.. تعالوا نعلن هدنة سلام مع الشجر. 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة