يالها من بطاقة مؤلفة مزعجة تضرب اعماقك في مقتل تلك البطاقة التي تخبرنا بفراق الأحباب.. هكذا فجعتنا تلك البطاقة بالأمس بفراق الزميل والأستاذ محمد عبد المقصود صاحب أجمل وأعلي ضحكة في «أخبار اليوم».. كل يوم لا داعي لأن تسأل عنه موجود أم لا.. فقط عليك أن توارب باب مكتبك قليلا فإذا سمعت ضحكة مجلجلة تعرف أن عبد المقصود وصل وإذا لم تسمعها فاعرف أنه لم يصل بعد.
منذ أيام لم أعد أسمع ضحكة عمقصود - هكذا كنا نناديه - فتوجس قلبي خيفة عليه سألت فأخبرني الزملاء أنه بعافية- وبالأمس عرفت أنه ودع الحياة إلي دار الحق ولم نعد نسمع ضحكته الصافية الرايقة التي لم تحمل يوما حقدا ولا ضغينة لأحد.
طوال حياته المهنية وهو يعمل بجد واجتهاد والأهم من ذلك في صمت لم يطلب منصبا ولم يسع إليه فهو صاحب مقولة الرضا التي أخرجت الكثير من زملائه من دائرة اليأس- كان دائما ما يردد مقولة والده رحمه الله: أبويا قاللي إن لم تجد ما تحب فأحب ما تجده.
يا أبو أحمد أخيرا ذهبت لمن تحب وعزائي للزملاء في دار أخبار اليوم الذين أحبهم وأحبوه.. عزائي لأسرته الصغيرة زوجته وأبنائه.. عزائي لأهالي المعصرة تلك البقعة التي أحبها حتي النخاع وكان بمثابة شيخ البلد بالنسبة لأهلها جميعا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.