فقدت الأخبار أمس أنبل الأساتذة وأطيبهم الأستاذ محمد عبد المقصود الخبير في شئون البيئة ومدير تحرير الأخبار, والأستاذ عبد المقصود كان من الذين نتعلم منهم المهنية واحترافية العمل الصحفي والإنساني, وأتذكر منذ بداية التسعينيات عندما بدأت العمل بالأخبار, كنت أري الأستاذ محمد من الكبار الذين لايستكبرون علي العمل في مشروعات ليلة القدر, كان يري أن العمل الخيري والإنساني لايمكن نكبر عليه مهما كبرنا في السن أو المهنة, ولم يكن يكتفي بالحالات القريبة في القاهرة ولكنه كان يسافر للمحافظات لعلاج حالة أو إعطاء مساعدة لعائلة محتاجة, ثم بعد ذلك بدأ نشاطه الخيري في إحدي جمعيات رعاية الأيتام, والأستاذ محمد إلي جانب إنسانيته
كان شديد المهنية ومستعدا لمناقشة صحفي تحت التمرين في خبر من سطرين حتي يفهم كيف يكتب الخبر, وأتذكر أنني في نهاية التسعينيات شدتني الصحافة البيئية وقمت بعمل عدة حملات صحفية في مجال البيئة وتصور البعض أنني أصبحت عدوة لمحمد عبد المقصود لأنني أضرب في مصادره وأنتقدهم بشدة بالحق, وعندما قلت له يا أستاذ محمد أريد الرد علي من يقول ذلك فأنت تدعمني
رد قائلا : لاتلتفتي لهم ماتكتبيه هو الحقيقة ولا أحد يستطيع أن يقول علي الحق باطل وأنا معك
عاش الأستاذ محمد طوال حياتة فخورا بمهنته ومكانه وفكره وجريدته وأسرته الصغيرة, وغرس في كل منهم غرسا طيبا وهو مايبقي, رحم الله الأستاذ محمد عبد المقصود وأسكنه فسيح جناته
وألهم زوجته وأبناءه أحمد وآية الصبر يارب.