صديقي محمد عبدالمقصود.. زميل الدراسة بكلية الاعلام والعمل بمؤسسة أخبار اليوم.. علي مدي سنوات طويلة أعطي كل عمره لجريدة الأخبار.. حتي أنه في بداية الثمانينيات من القرن الماضي سافر للعمل بسلطة عمان.. من أجل بناء نفسه.. ولكن هذه التجربة لم تستمر إلا أياما قليلة لم تتعد الشهر بسبب عدم تأقلمه مع الجو الحار والرطوبة الخانقة.. وقرر العودة إلي الأخبار ليبدأ رحلة العمل من جديد لم يتخلف عنها يوما واحدا.. وبسبب اقامته في المعصرة ومعاناتها من مصانع الاسمنت.. أنشأ جمعية حماية البيئة وظل يدافع عن بيئة نظيفة لكل أنحاء البلاد.. وقام بعمل حملات كبيرة علي مصانع الأسمنت لكي توفق أوضاعها حتي يمكن حماية السكان من التلوث الذي يقضي علي الأخضر واليابس.. وانتقل للاقامة في مدينة ١٥ مايو عسي أن يبتعد عن هذا التلوث.. ولكنه لم ينس أهله في المعصرة.. فظل مرتبطا بهم.. وكون جمعية لكفالة اليتيم في المسجد الكبير هناك.. من أجل أن يجد اليتيم من يحنو عليه.. كان يحمل لواء عدم التدخين في صالة التحرير بالأخبار.. وكم كان معظم الزملاء لايستجيبون لطلبه.. فيخرج حزينا.. لأن دخان السجائر كان عدوه اللدود.. صديقي محمد عبدالمقصود.. استمرت رحلة عمله في الأخبار لأكثر من أربعين عاما.. لم يثير أية مشكلة لم يسع إلي المناصب.. كان همه الأول والأخير الحفاظ علي البيئة.. ولكنه للأسف مات بسبب التلوث انه مثل جراح الأورام الذي فشل في علاج نفسه.
رحمة الله عليك ياصديقي.. فعنقود العنب بدأ في التساقط ومن الصعب السيطرة عليه.. فإلي اللقاء..