«هات اللي عليك».. كانت ثلاث كلمات يرددها علي أذني وأذن الزملاء أول كل شهر ليذكرنا بفعل الخير لوجه الله تعالي.. لم يكن محمد عبدالمقصود زميل مهنة.. ولكنه كان استاذي وأخي الأكبر وصديقي.. فعلي مدي سنوات تجاورنا في المكاتب.. وكان يومنا يبدأ دائما بالحوار والمناقشات حول مختلف الأمور والأخبار والموضوعات المنشورة بالصحف.. ولايخلو حوارنا من «قفشات» عبدالمقصود ومداعباته لي ولصديقنا الثالث محمد صلاح الزهار.
عرفت فيه الانسان الذي يغرق من حوله بالحب والاهتمام.. لم أسمع منه يوما لفظاً يسيء للآخرين رغم خطأهم فيه.. عندما كان محررا للحوادث كان نجماً.. وعندما انتقل لتغطية أخبار مجلس الوزراء كان متميزا.. وعندما ذهب للبيئة كان خبيرا في شئون البيئة.. تجلس امامه بالساعات لتسمع وتتعلم.. حتي في أيامه الأخيرة كان يمسك بكتاب خلال جلوسه بالمكتب.
استاذي وصديقي وأخي الأكبر عبدالمقصود.. لن أقول لك وداعا ولكن إلي اللقاء.. ستبقي أيام وسنوات قضيناها ذكري معي.. حتي نلتقي ونتبادل الحوارات كما كنا نفعل.. وسبحان الله فقد اختار الله لك أن ترحل في «يوم اليتيم» والذي كان رعايته من أهم أولوياتك.. فقد كنت دائما تبحث عن إسعاد طفل أو زواج بنت أو إشعار شاب بأن له ألف أب.. لن أستطيع أن أوفي لك بحقك في هذه المساحة فلو تحدتث عن عبدالمقصود الانسان سأحتاج إلي مجلدات.. ولو تكلمت عن عبدالمقصود الصحفي سينتهي الحبر قبل أن أصل إلي جزء من مهارتك .. إلي اللقاء يا أعز صديق وأخ لم تلده أمي.