فوجئت بالخبر الأليم في الساعات الأولي من صباح الأمس.. لقد مات أخي الحبيب وزميلي المقرب جدا إلي قلبي محمد عبدالمقصود مدير تحرير الأخبار.. وهو من كان يستقبلني كل صباح ويناديني عمي ويقبل رأسي في مودة وحب عميق.. انه خبير البيئة والذي ذهب ضحيتها.. لقد شاء حظه العاثر ان يعيش في بلده المعصرة وسط مصانع الأسمنت التي تلقي بسمومها من طرة حتي تحجرت رئتاه ودائما ما كان يصاب بضيق في الجهاز التنفسي ومنذ شهور اشتد به المرض، ودخل بسببه المستشفي لكنه بقوته وصلابته خرج معافي، وكان في اليوم التالي في مكتبه.. وعاد ليواصل عمله منذ الصباح إلي ساعة متأخرة من المساء، إلي أن فاجأه المرض مرة أخري ودخل المستشفي.. وهنا قال الاطباء لقد انتشر المرض في الرئة الثانية، ووضعوه علي جهاز التنفس الصناعي وظل يقاوم إلي أن نفذ السر الالهي صباح أمس دون ان آراه خلال الاسبوع الاخير من وجوده في الرعاية المركزة.. رحمك الله حبيب قلبي عبدالمقصود، وعزائي انك ستكون في احضان الصديقين جزاء ما قدمته لوطنك وأسرتك وكفاحك من اجل هواء نظيف نقي وحماية للملايين الذين يقتلهم التلوث البيئي.