لطفى لبيب
قدامى النجوم.. «التمثيل» مهنة غدارة
السبت، 25 سبتمبر 2021 - 01:09 م
عصـام عـطــية
التمثيل مهنة جميلة لكنها غدارة، تقييمك كفنان وإنسان فى يد آخرين، الجمهور والنقاد يحكمون عليك إما بالرفع إلى عنان السماء أو العكس، وهنا تظهر القسوة، المهنة بها إغراءات وأيضا بها إبداع حقيقى، أسوأ عيوبها أنها غدارة، فما أكثر النجوم الذين رحلوا عنا ولا يملكون شيئاً، ليس فى هذا الزمن فقط وإنما فى الأبيض والأسود أيضا.
كل يوم يطالعنا خبر فنان تم نسيانه ولا يجد فرصة عمل بعد أن تجاهلته السينما والمسرح والدراما، وسرعان ما ينفى كلامه، مهنة بلا أمان وليس لها عزيز، فرغم أن هذه المهنة أعطتهم الكثير من المال والشهرة إلا أنها سلبت منهم كل هذا بلمح البصر، فأصبح نجومها يبحثون عن عمل آخر من أجل سداد احتياجاتهم.
جيل ذهبي من الفنانين ابتعد عن الساحة اختياراً أو إجباراً إلا أنه ترك فراغاً كبيراً في الفن بعد أن اتجه المنتجون لجيل آخر يوصفون بأنهم نجوم الشباك الآن، وسط ادعاءات بعدم وجود كتابات خاصة لجيل العمالقة، الأمر الذي أدى لانسحاب عدد كبير منهم من الساحة معلنين اعتزالهم الفن لعدم وجود كتابات تناسبهم بينما لجأ آخرون للاستغاثة بنقابة المهن التمثيلية لإيجاد عمل لهم في ظل بقائهم سنوات دون أن يعرض عليهم عمل واحد، وهناك فريق ثالث اتجه لأعمال أخرى بعيدة عن الفن.
الفنانة ليلى طاهر، أعلنت اعتزالها الفن نهائياً، وأكدت أن عودتها عن قرارها خطوة صعبة، لافتة إلى أنها قررت التفرغ لعائلتها، وقضاء ما تبقى من عمرها برفقة صديقات من خارج الوسط الفني. وقالت إن العديد من الأعمال تعرض عليها ولكنها لا تناسبها ولا تريد أن تشارك فى أعمال لمجرد الوجود، بعد ما قدمته من تاريخ، مؤكدة أن سبب اعتزالها أنها تحترم نفسها وجمهورها وأنها لا تعمل لمجرد الحصول على المال.
نجوى فؤاد قالت إحنا اتنسينا خلاص مفيش منتج يعرفنا الآن، إحنا مش لاقيين شغل، نجوى التى اشعلت أفلام الأبيض والأسود والألوان فى "برج المدابغ والمغامرة الكبرى وفيلم ممنوع فى ليلة الدخلة"، وتابعت نجوى فؤاد حديثها بأنها بعيدة عن العمل فى الوسط الفنى منذ 7 سنوات تقريبًا، مؤكدة أن المسئول فى اختيار الأدوار ليس زملاءنا بالمجال بل المخرجون والمنتجون، "ربنا شايف وهيجيب لينا حقنا".
كان آخر من أحدث ضجة الفنان أسامة عباس، عندما نشرت صفحة تحمل اسمه تغريدة يطلب فيها من المنتجين إعطاءه أدوارا فى أعمالهم، مؤكدا أنه رغم تقدمه فى السن لا يزال قادرا على العمل والإبداع، هذه التغريدة أثارت جدلا كبيرا واستياء من الجمهور للحالة التى وصل إليها عدد من النجوم الكبار، الذين انحسرت عنهم الأضواء كالفنان أسامة عباس الذى اضطر لطلب العمل رغم تاريخه الفنى الطويل، وعلى إثر ذلك، خرج نجل الممثل عن صمته، مؤكدا أن والده ليس لديه حساب على "تويتر"، ولديه فقط حساب على "فيسبوك" وأوضح أن الأسرة متواجدة حاليا فى الساحل الشمالي، ولم يكن لديها علم بالتغريدة المزعومة إلا بعد تلقى العديد من الاتصالات من صحفيين وجمهور الفنان للسؤال عنه، وأكد أن والده، أسامة عباس، لم يطلب من أى شخص العمل، مشددا على أنه فضل الابتعاد والراحة والاكتفاء بما قدمه من أعمال طوال مسيرته الفنية.
الفنانة فريدة سيف النصر، عبرت عن استيائها بسبب تجاهل شركات الإنتاج للفنان لطفى لبيب، موضحة أنه قادر على العمل، كما أنه يؤلف مسلسلين، معبرة عن ذلك قائلة اكلموه عيبب، ليرد عليها الفنان صلاح عبد الله: ابكلمه على طولب، فأوضحت فريدة سيف النصر للفنان صلاح عبد الله، أنها لا تقصد جيلهم، بل تقصد الجيل الحالى، الذى أصبح لا يقدر أحدا وينظر إلى نفسه ومصلحته فقط.
الفنان القدير حسن يوسف، صرح من قبل بأنه واحد من أهم الفنانين فى زمن الفن الجميل، ورغم ذلك تتجاهله شركات الإنتاج بشكل كبير، موضحاً أن الساحة أغلقت أبوابها أمامهم، فضلاً عن تحكم نظام الشللية فى اختيار الفنانين المشاركين فى الأعمال، كما عانى الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة من الاكتئاب، بسبب عدم تلقيه عروضاً للمشاركة بأعمال فنية، الأمر الذى جعله يفكر فى اتخاذ قرار الاعتزال، لينهى مسيرته الفنية، فيما عاش الفنان القدير رشوان توفيق بعزلة داخل منزله، خاصة أن المنتجين لم يعرضوا عليه أدوارا، موضحاً أنه لن يقلل من مكانته الفنية الكبيرة، التى حققها خلال مسيرته الفنية.
لجأ البعض إلى مواقع التواصل الاجتماعى من أجل استعطاف الجمهور، وتوضيح معاناتهم مع شركات الإنتاج، فكان من أحدث هؤلاء النجوم، الفنانة مها أحمد، التى عبرت عن استيائها من تجاهل شركات الإنتاج لها، وهاجمت بعض زملائها، وروت قصة بينها وبين أحد الزملاء الذى تخلى عنها ولم يساعدها فى الحصول على دور فى مسلسله الجديد رغم وجود علاقة صداقة قوية بينهما، وأوضحت إنها أصيبت بالاكتئاب بسبب قلة فرص العمل وتجاهل الوسط الفنى لها.
الفنان الراحل يوسف شعبان، أعلن قبل رحيله أنه أصيب بالاكتئاب وذلك بسبب جلوسه فى المنزل لفترة طويلة دون أى فرصة عمل، معبرا عن ذلك قائلاً: "طبيعى يجيلى اكتئاب وأزعل، ومش أنا بس، ده أنا وكل الممثلين والمنتجين والمخرجين الكبار، بعد ما كان لينا تاريخ فنى كبير، دلوقتى مش لاقيين شغل".
وينطبق ذلك تماماً على الفنانة سهير رمزى التى كانت يوماً ما نجمة الصفّ الأول، فبعد غيابها وارتداء الحجاب وعودتها إلى الشاشة الصغيرة وتعثّر مسلسلها "جرح عمرى"، الذى كان من المزمع أن تقدمه مع الفنان حسن يوسف، تعثر المنتج وعجز عن استكماله، ولم يجد منتجا يشاركه الإنتاج، وهو ما أجبر الممثلين حسن وسهير للجوء إلى القضاء لإعطائهما باقى مستحقاتهما المالية عن الأيام التى قاما بالتصوير خلالها.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة