شحتة
شحتة


شحتة الإسماعيلى.. الفنان الموهوب.. والمدرب المحبوب

آخر ساعة

السبت، 25 سبتمبر 2021 - 01:25 م

 

شوقى‭ ‬حامد

مشوارى‭ ‬فــى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجـلالـة‭ ‬زاخر‭ ‬بالمواقف‭ ‬حاشد‭ ‬بالأحـــــــداث‭ ‬ملــــــىء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭.. ‬لأنه‭ ‬طـــال‭ ‬لأكــثر‭ ‬مــن‭ ‬أربع‭ ‬حقـب‭ ‬زمنيــة‭.. ‬فقد‭ ‬اسـتحق‭ ‬التســــــجيل‭ ‬واســــــتوجب‭ ‬التــــــــدوين‭.. ‬وعــــــــلى‭ ‬صفحــــات‭ ‬اآخرساعةب‭ ‬أروى‭ ‬بعضا‭ ‬مـــن‭ ‬مشاهده‭.‬

من‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬التأمل‭ ‬ويهوون‭ ‬التعقل‭ ‬ولا‭ ‬ينزلقون‭ ‬لإغراءات‭ ‬الثرثرة‭ ‬وإغواءات‭ ‬السيطرة‭ ‬ينيبون‭ ‬الأعمال‭ ‬لتترجم‭ ‬الأقوال‭ ‬ويتركون‭ ‬ويعزفون‭ ‬عن‭ ‬الكلام‭ ‬لإبراز‭ ‬ما‭ ‬يجتهدون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أفعال‭.. ‬صمتهم‭ ‬معبر‭.. ‬وإشاراتهم‭ ‬موحية‭ ‬وأفكارهم‭ ‬ناضجة‭.. ‬وثقافاتهم‭ ‬عميقة‭ ‬ومتعددة‭.. ‬وخبراتهم‭ ‬متنوعة‭.. ‬موهبتهم‭ ‬أصيلة‭.. ‬ومهاراتهم‭ ‬جميلة‭.. ‬وتحركاتهم‭ ‬بديعة‭ ‬ورشيقة‭.. ‬وهو‭ ‬من‭ ‬فرسان‭ ‬الزمن‭ ‬الجميل‭ ‬الذين‭ ‬تعدت‭ ‬شهرتهم‭ ‬المجالات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتخطت‭ ‬الآفاق‭ ‬الساحلية‭ ‬ووصلت‭ ‬إلى‭ ‬الساحات‭ ‬الوطنية‭ ‬والقومية‭ ‬وشكّل‭ ‬مع‭ ‬رفيق‭ ‬دربه‭ ‬وصديق‭ ‬عمره‭ ‬رضا‭ ‬أشهر‭ ‬ادويتوب‭ ‬فنى‭ ‬أرعب‭ ‬كل‭ ‬المنافسين‭ ‬وأفزع‭ ‬كل‭ ‬المدافعين‭ ‬واخترق‭ ‬كل‭ ‬الشبكات‭ ‬وحقق‭ ‬الدراويش‭ ‬الانتصارات‭ ‬والبطولات‭.. ‬وُلد‭ ‬الكابتن‭ ‬محمد‭ ‬صديق‭ ‬الشهير‭ ‬بشحتة‭ ‬عام‭ ‬١٩٤٠‭ ‬بمدينة‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬عروس‭ ‬مدن‭ ‬القناة‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬متوسطة‭ ‬الحال‭ ‬يعمل‭ ‬ربها‭ ‬بشركة‭ ‬المقاولون‭ ‬وسبقته‭ ‬أربع‭ ‬شقيقات‭ ‬وكانت‭ ‬والدته‭ ‬تهفو‭ ‬للبنين‭ ‬ونذرت‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬إن‭ ‬وهبها‭ ‬الولد‭ ‬لأسمته‭ ‬شحتة‭.. ‬ورغم‭ ‬العواطف‭ ‬والمشاعر‭ ‬التى‭ ‬غمرته‭ ‬بها‭ ‬شقيقاته‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تربى‭ ‬تربية‭ ‬قويمة‭ ‬ونشأ‭ ‬نشأة‭ ‬سليمة‭ ‬وتحلى‭ ‬بالرجولة‭ ‬الحقة‭ ‬وكان‭ ‬خير‭ ‬خلف‭ ‬لخير‭ ‬سلف‭ ‬فناب‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مشاكل‭ ‬الحياة‭ ‬وفك‭ ‬الشفرات‭ ‬المجتمعية‭ ‬الصعبة‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬الأسرة‭.. ‬تميز‭ ‬شحتة‭ ‬بالسعى‭ ‬لاكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬والاجتهاد‭ ‬فى‭ ‬تنمية‭ ‬القدرات‭ ‬والتدبر‭ ‬والتفكر‭ ‬فى‭ ‬صقل‭ ‬الإمكانيات‭.. ‬وككل‭ ‬أقرانه‭ ‬لعب‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬التى‭ ‬أفرزت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬الشهيرة‭ ‬وواتته‭ ‬الفرصة‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموهوبين‭ ‬الصغار‭ ‬للانضمام‭ ‬لنادى‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬ورافق‭ ‬الزملاء‭ ‬بيضو‭ ‬وأبوجريشة‭ ‬الكبير‭ ‬وفتحى‭ ‬نافع‭ ‬ودميان‭ ‬وتفوق‭ ‬على‭ ‬أقرانه‭ ‬أمثال‭ ‬العربى‭ ‬ويسرى‭ ‬طربوش‭ ‬وميمى‭ ‬درويش‭ ‬والسقا‭ ‬وجودة‭ ‬وعبدالستار‭ ‬ومعاطى‭ ‬وزكى‭ ‬وأعمل‭ ‬فكره‭ ‬لكى‭ ‬ينفرد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬فشكل‭ ‬مع‭ ‬الصاروخ‭ ‬البشرى‭ ‬رضا‭ ‬ثنائيا‭ ‬متفاهما‭ ‬يجسد‭ ‬المقولة‭ ‬التى‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تزاوج‭ ‬المخ‭ ‬ـ‭ ‬متمثلا‭ ‬فى‭ ‬شحتة‭ ‬مع‭ ‬العضلات‭ ‬متجسدة‭ ‬فى‭ ‬رضا‭ ‬وكان‭ ‬معظم‭ ‬هؤلا‭ ‬ء‭ ‬قد‭ ‬عادوا‭ ‬أدراجهم‭ ‬للإسماعيلى‭ ‬واستردوا‭ ‬له‭ ‬مكانته‭ ‬اللائقة‭ ‬بدورى‭ ‬الأضواء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بل‭ ‬تمكنوا‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أول‭ ‬ألقابه‭ ‬ودروعه‭ ‬موسم‭ ‬٦6‭/‬٦7‭.. ‬لم‭ ‬يفتأ‭ ‬شحتة‭ ‬من‭ ‬سعيه‭ ‬نحو‭ ‬التعلم‭ ‬والتفقه‭ ‬ومواصلة‭ ‬مشواره‭ ‬العلمى‭ ‬ونجح‭ ‬فى‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬معشوقته‭ ‬المستديرة‭ ‬التى‭ ‬وهبها‭ ‬كل‭ ‬حياته‭ ‬وبين‭ ‬غايته‭ ‬الأكيدة‭ ‬التى‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬عائلته‭.. ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬البكالوريوس‭ ‬فى‭ ‬التربية‭ ‬الرياضية‭ ‬ثم‭ ‬دبلومة‭ ‬متقدمة‭ ‬فى‭ ‬فنون‭ ‬التدريب‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬ليبزج‭ ‬الألمانى‭ ‬وتولى‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬مهمة‭ ‬تدريب‭ ‬ناديه‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬ليرد‭ ‬له‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬أفضاله‭ ‬وتمثلت‭ ‬هذه‭ ‬اللفتة‭ ‬بحصوله‭ ‬مع‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬على‭ ‬ثانى‭ ‬ألقابه‭ ‬ودورى‭ ‬عام‭ ‬٩٠‭.. ‬وكان‭ ‬قد‭ ‬أسهم‭ ‬بعلمه‭ ‬فى‭ ‬حصول‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطنى‭ ‬على‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬الأمم‭ ‬الأفريقية‭ ‬عام‭ ‬٨٦‭ ‬مع‭ ‬الجهاز‭ ‬الإنجليزى‭ ‬بقيادة‭ ‬مايكل‭ ‬سميث‭.. ‬طلبته‭ ‬الاتحادات‭ ‬العربية‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬بحر‭ ‬خبراته‭ ‬فقاد‭ ‬نادى‭ ‬أهلى‭ ‬دبى‭ ‬ثم‭ ‬قاموا‭ ‬بتصعيده‭ ‬لقيادة‭ ‬منتخب‭ ‬الإمارات‭ ‬وانتقل‭ ‬للمملكة‭ ‬السعودية‭ ‬وقاد‭ ‬نادى‭ ‬القادسية‭ ‬ثم‭ ‬عاد‭ ‬لتولى‭ ‬قيادة‭ ‬نادى‭ ‬الخليج‭ ‬بالإمارات‭ ‬وعمل‭ ‬لفترة‭ ‬تالية‭ ‬بالإسماعيلى‭ ‬وغدروا‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬خسارته‭ ‬كأس‭ ‬مصر‭ ‬أمام‭ ‬المحلة‭ ‬فانتقل‭ ‬فى‭ ‬أخريات‭ ‬أيامه‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬قيادة‭ ‬النادى‭ ‬المصرى‭ ‬البورسعيدى‭. ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬الكابتن‭ ‬شحتة‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬وكنت‭ ‬ألجأ‭ ‬إليه‭ ‬وأستفيد‭ ‬منه‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أغطى‭ ‬أخبار‭ ‬المنتخب‭ ‬للأخبار،‭ ‬وأشهد‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬سامية‭ ‬من‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬فهو‭ ‬صاحب‭ ‬صاحبه‭ ‬ورجل‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬والعازف‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬المغريات‭ ‬المادية‭ ‬والإغواءات‭ ‬والأهواء‭ ‬الشخصية‭ ‬والذاتية‭.. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬موقفه‭ ‬عندما‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬د‭.‬عبدالمنعم‭ ‬عمارة‭ ‬محافظ‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬مبلغا‭ ‬خياليا‭ ‬كمقابل‭ ‬ليتولى‭ ‬تدريب‭ ‬الإسماعيلى‭ ‬ويترك‭ ‬المبالغ‭ ‬القياسية‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬مطروحة‭ ‬من‭ ‬أندية‭ ‬الخليج‭ ‬فوافق‭ ‬شحتة‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬للإسماعيلى‭ ‬متنازلا‭ ‬عن‭ ‬نصف‭ ‬المقابل‭ ‬الذى‭ ‬عرضه‭ ‬د‭.‬عمارة‭ ‬لوفائه‭ ‬وانتمائه‭ ‬لمدينته‭ ‬وناديه‭.. ‬كان‭ ‬فى‭ ‬تعاملاته‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬متواضعا‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬ادعاء‭ ‬هادئا‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬تزيُّد‭ ‬واضحا‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬رخص‭ ‬متفاهما‭ ‬فى‭ ‬غير‭ ‬إنكار‭.. ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قليل‭ ‬الكلام‭ ‬كثير‭ ‬الصمت‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يضن‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬طلاب‭ ‬المعرفة‭ ‬والعلم‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬ويجزل‭ ‬الأداء‭ ‬إيمانا‭ ‬منه‭ ‬بأنه‭ ‬فى‭ ‬موقعه‭ ‬العام‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يلبى‭ ‬هذه‭ ‬النداءات‭ ‬لخلق‭ ‬كوادر‭ ‬وقيادات‭ ‬فنية‭ ‬وإعلامية‭ ‬وتوفير‭ ‬المادة‭ ‬الفنية‭ ‬لها‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة