‭ ‬بقلم:إيهاب‭ ‬فتحى
‭ ‬بقلم:إيهاب‭ ‬فتحى


عروس داعش وقرار لندن

أخبار الحوادث

السبت، 25 سبتمبر 2021 - 01:37 م

 

‭ ‬بقلم:إيهاب‭ ‬فتحى

‬قبل‭ ‬عام‭ ‬كانت‭ ‬بريطانيا‭ ‬كلها‭ ‬مشغولة‭ ‬بقصة‭ ‬رئيسية‭ ‬واحدة‭ ‬عنوانها‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬أو‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬الفتاة‭ ‬الانجليزية‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬بنجالى‭ ‬والتى‭ ‬سافرت‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬2015،‭ ‬وانضمت‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬وتزوجت‭ ‬من‭ ‬داعشى‭ ‬هولندى‭ ‬وتحولت‭ ‬إلى‭ ‬إرهابية‭.‬

كان‭ ‬يمكن‭ ‬لقصة‭ ‬بيجوم‭ ‬أن‭ ‬تمر‭ ‬كما‭ ‬مرت‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬الداعشيات‭ ‬اللائى‭ ‬انضممن‭ ‬للتنظيم‭ ‬الإرهابى‭ ‬الأخطر‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬وانتهت‭ ‬حياتهن‭ ‬إما‭ ‬بالموت‭ ‬أو‭ ‬الاختفاء‭ ‬الغامض‭ ‬عقب‭ ‬انهيار‭ ‬التنظيم‭ ‬الداعشى‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬والعراق‭.‬

نجت‭ ‬بيجوم‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬وقتل‭ ‬زوجها‭ ‬الداعشى‭ ‬الهولندى‭ ‬فى‭ ‬المعارك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أنجبت‭ ‬منه‭ ‬وتوفى‭ ‬طفلها‭ ‬عقب‭ ‬ولادته‭ ‬بفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬زميلاتها‭ ‬المختفيات‭ ‬أو‭ ‬الهاربات‭ ‬من‭ ‬عضوات‭ ‬التنظيم،‭ ‬تصدرت‭ ‬بيجوم‭ ‬واجهة‭ ‬الأخبار‭ ‬الانجليزية‭ ‬والعالمية‭ ‬لأن‭ ‬بعد‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬وإيداعها‭ ‬أحد‭ ‬المعسكرات‭ ‬الخاصة‭ ‬بنساء‭ ‬داعش‭ ‬فى‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا‭ ‬تفاخرت‭ ‬بانضمامها‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭ ‬ورأت‭ ‬أن‭ ‬أعمالها‭ ‬الإرهابية‭ ‬أعمالا‭ ‬عظيمة‭ ‬ولكنها‭ ‬بعد‭ ‬قليل‭ ‬تحولت‭ ‬وطالبت‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬وأن‭ ‬يغفر‭ ‬لها‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬انضمامها‭ ‬إلى‭ ‬داعش‭. ‬

دموع‭ ‬بيجوم‭ ‬التى‭ ‬سالت‭ ‬و‭ ‬نبرة‭ ‬الضعف‭ ‬فى‭ ‬صوتها‭ ‬التى‭ ‬أجادت‭ ‬استخدامها‭ ‬حركت‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬البريطانى‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬وصدقوا‭ ‬الدموع‭ ‬والضعف،‭ ‬بدأ‭ ‬المتعاطفون‭ ‬يضغطون‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الانجليزية‭ ‬حتى‭ ‬تسمح‭ ‬بعودة‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭. ‬

جاء‭ ‬رد‭ ‬الحكومة‭ ‬الانجليزية‭ ‬واضحًا‭ ‬وصادمًا‭ ‬للمتعاطفين‭ ‬وللعروس‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬الدموع‭ ‬تسيل‭ ‬على‭ ‬خديها‭ ‬فى‭ ‬براءة‭ ‬كأنها‭ ‬لم‭ ‬تنضم‭ ‬لأخطر‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وعاشرت‭ ‬القتلة‭ ‬وأصبحت‭ ‬واحدة‭ ‬منهم‭ ‬بمحض‭ ‬إرادتها،‭ ‬أصدرت‭ ‬الحكومة‭ ‬الانجليزية‭ ‬قرارًا‭ ‬بسحب‭ ‬الجنسية‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭  ‬العروس‭ ‬لأنها‭ ‬تمثل‭ ‬خطرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬البريطانى‭. ‬

لم‭ ‬تستسلم‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬أمام‭ ‬قرار‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬واستمرت‭ ‬فى‭ ‬ابتزاز‭ ‬مشاعر‭ ‬المتعاطفين‭ ‬معها‭ ‬الذين‭ ‬لايعلمون‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬عضوًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬فى‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭.‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬دشنت‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬واحدة‭  ‬من‭ ‬أشرس‭ ‬المعارك‭ ‬القضائية‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬التى‭ ‬امتلكت‭ ‬معلومات‭ ‬مؤكدة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أجهزتها‭ ‬الأمنية‭ ‬بأن‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬ليست‭ ‬تلك‭ ‬المرأة‭ ‬المسكينة‭ ‬كما‭ ‬تصور‭ ‬نفسها‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬إرهابية‭ ‬تمثل‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الخطورة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬البريطانى‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬الأراضى‭ ‬الانجليزية‭. ‬

بدأت‭ ‬المعركة‭ ‬عندما‭ ‬رفع‭ ‬ذوى‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬دعوى‭ ‬قضائية‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬البريطانية‭ ‬لأجل‭ ‬أن‭ ‬تسترد‭ ‬بيجوم‭ ‬جنسيتها‭ ‬المسحوبة‭ ‬وحسب‭ ‬القانون‭ ‬البريطانى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬رافع‭ ‬الدعوى‭ ‬القضائية‭ ‬بنفسه‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭. ‬

سمحت‭ ‬أحدى‭ ‬درجات‭ ‬التقاضى‭ ‬فى‭ ‬الدعوى‭ ‬بعودتها‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬المتعاطفين‭ ‬المغيبين‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬أثمر‭ ‬تعاطفهم‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬وهنا‭ ‬تدخلت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ممثلة‭ ‬للحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬للطعن‭ ‬فى‭ ‬قرارعودة‭ ‬بيجوم‭ ‬ووصلت‭ ‬الدعوى‭ ‬الى‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬أوالمحكمة‭ ‬العليا‭ ‬التى‭ ‬يرأسها‭ ‬اللورد‭ ‬روبرت‭ ‬ريد‭.‬

تقدم‭ ‬السير‭ ‬جيمس‭ ‬إيدى‭ ‬نائبًا‭ ‬عن‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬جلسة‭ ‬الاستماع‭ ‬التى‭ ‬حددتها‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬قبل‭ ‬الفصل‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬وأوضح‭ ‬موقف‭ ‬حكومته‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬تفاصيل‭ ‬أوأسباب‭ ‬غيرسبب‭ ‬واحد‭ ‬قاله‭ ‬فى‭ ‬مرافعته‭ ‬إن‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬تمثل‭ ‬تهديدًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬للأمن‭ ‬القومى‭ ‬وأن‭ ‬جهاز‭ ‬المخابرات‭ ‬الداخلية‭ ‬البريطانية‭ "‬MI5‭" ‬أخبر‭ ‬وزيرالداخلية‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بأن‭ ‬بيجوم‭ ‬عضوخطيرفى‭ ‬داعش‭ ‬وسيتم‭ ‬تفادى‭ ‬المخاطرالتى‭ ‬تشكلها‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬عندما‭ ‬تحرم‭ ‬من‭ ‬جنسيتها‭.‬

أصدراللورد‭ ‬روبرت‭ ‬ريد‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬بريطانية‭ ‬حكمه‭ ‬فى‭ ‬القضية‭ ‬وتكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحكم‭ ‬الى‭ ‬أى‭ ‬قيمة‭ ‬انحازت‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬البريطانية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬المتعاطفين‭ ‬المخدوعين‭ ‬فى‭ ‬دموع‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬

تسمح‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬باستئناف‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ولا‭ ‬تجيز‭ ‬ذلك‭ ‬للسيدة‭ ‬بيجوم‭ ‬لأن‭ ‬المحكمة‭(‬المقصود‭ ‬المحكمة‭ ‬التى‭ ‬سمحت‭ ‬بالعودة‭). ‬لم‭ ‬تعطِ‭ ‬قرار‭ ‬وزيرالداخلية‭ ‬الاحترام‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬لأن‭ ‬وزيرالداخلية‭ ‬تمنحه‭ ‬مسئوليته‭ ‬إجراء‭ ‬تقييمات‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭.‬

أجرت‭ ‬المحكمة‭(‬نفس‭ ‬المحكمة‭ ‬التى‭ ‬أجازت‭ ‬العودة‭)‬تقييمها‭ ‬الخاص‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬وفضلته‭ ‬على‭ ‬تقييم‭ ‬وزيرالداخلية‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬ذى‭ ‬صلة‭ ‬معروض‭ ‬أمامها‭.‬

نأتى‭ ‬للسبب‭ ‬الأخيرالذى‭ ‬أرتأته‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬البريطانية‭ ‬لعدم‭ ‬عودة‭ ‬بيجوم‭ ‬أومناقشة‭ ‬موضوع‭ ‬سحب‭ ‬جنسيتها‭ ‬وهويوضح‭ ‬طبيعة‭ ‬الفكرالقضائى‭ ‬البريطانى‭ ‬وأى‭ ‬الأولويات‭ ‬يضعها‭ ‬فى‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬رأى‭ ‬عام‭ ‬مخدوع‭ ‬فى‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ "‬أن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة‭ ‬ليس‭ ‬مقدماً‭ ‬ولايتفوق‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاعتبارات‭ ‬لأخرى‭ ‬مثل‭ ‬سلامة‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المستحيل‭ ‬الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬فلايمكن‭ ‬للمحاكم‭ ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬العادية‭ ‬أن‭ ‬تنظرفيها‭".‬

لقد‭ ‬وضعت‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬البريطانية‭ ‬سلامة‭ ‬الناس‭ ‬والمجتمع‭ ‬قبل‭ ‬أى‭ ‬اعتبار‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬المحاكمة‭ ‬العادلة‭ ‬وارتكنت‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬تقييم‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المختصة‭ ‬أوالسلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتشكك‭ ‬لحظة‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التقييم‭ ‬واعتبرته‭ ‬أمرًا‭ ‬مسلمًا‭ ‬به‭. ‬

كان‭ ‬يمكن‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬وبعد‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬أن‭ ‬تنزوى‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬فى‭ ‬معسكرها‭ ‬المحتجزة‭ ‬فيه‭ ‬بشمال‭ ‬سوريا‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬إدراك‭ ‬المتعاطفين‭ ‬معها‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أمرًا‭ ‬غامضًا‭ ‬فى‭ ‬قصتها،‭ ‬فالمعلومات‭ ‬التى‭ ‬صنفت‭ ‬سرية‭ ‬ووضعتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬أمام‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬قضائية‭ ‬فى‭ ‬البلاد‭ ‬لايمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بها‭ ‬شك‭. ‬فإصرار‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬وأجهزتها‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬موقفهم‭ ‬وتأييد‭ ‬السلطة‭ ‬القضائية‭ ‬لهذا‭ ‬الموقف‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬ليست‭ ‬هذه‭ ‬البريئة‭ ‬المسكينة‭.‬

قبل‭ ‬أيام‭ ‬عادت‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬للظهور‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬قناة‭ "‬ITv‭" ‬البريطانية‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬صباح‭ ‬الخير‭ ‬بريطانيا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬معسكرها‭ ‬فى‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا،‭ ‬ولكن‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الإطلالة‭ ‬بالنقاب‭ ‬والدموع‭ ‬ظهرت‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬بمكياج‭ ‬كامل‭ ‬وشعر‭ ‬منسدل‭ ‬وملابس‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أى‭ ‬علاقة‭ ‬بنقابها‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬وصفتها‭ ‬الصحافة‭ ‬الانجليزية‭ ‬فى‭ ‬إطلالتها‭ ‬الجديدة‭ ‬بأنها‭ ‬مثل‭ ‬شابة‭  ‬انجليزية‭ ‬ذاهبة‭ ‬للتسوق‭ ‬فى‭ ‬شارع‭ ‬أكسفورد‭.‬

طالبت‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬فى‭ ‬المقابلة‭ ‬الصحفية‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬البريطانى‭ ‬الصفح‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬جاهلة‭ ‬بما‭ ‬تفعله‭ ‬داعش‭ ‬والجرائم‭ ‬التى‭ ‬ارتكبها‭ ‬التنظيم‭ ‬الدموى‭ ‬وأنهاهى‭ ‬الأخرى‭ ‬فقدت‭ ‬أحباءها‭ ‬بسبب‭ ‬داعش‭ ! ‬ولم‭ ‬تكتف‭ ‬بالاعتذار‭ ‬بل‭ ‬عرضت‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬بريطانيا‭ ‬بورس‭ ‬جونسن‭ ‬فى‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬لأنه‭ ‬لايعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ !‬

حاولت‭ ‬بيجوم‭ ‬أن‭ ‬تنكر‭ ‬ماقالته‭ ‬فى‭ ‬أول‭ ‬ظهور‭ ‬لها‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬عندما‭ ‬ألقى‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭ ‬وتفاخرت‭ ‬بانتمائها‭ ‬لداعش‭ ‬وسعادتها‭ ‬بالأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬ارتكبها‭ ‬التنظيم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تدخل‭ ‬فى‭ ‬إطلالة‭ ‬الدموع‭ ‬والاستضعاف‭ ‬وأخيرًا‭ ‬إطلالة‭ ‬فتاة‭ ‬شارع‭ ‬أكسفورد‭ ‬التى‭ ‬تعتذر‭ ‬وتعرض‭ ‬المساعدة‭.‬

أمام‭ ‬هذا‭ ‬التلون‭ ‬المستمر‭ ‬من‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬سربت‭  ‬أجهزة‭ ‬الاستخبارات‭ ‬البريطانية‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬شيموم‭ ‬بيجوم‭ ‬ودورها‭ ‬فى‭ ‬داعش‭ ‬فهى‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجرد‭ ‬ربة‭ ‬منزل‭ ‬في‭ ‬الرقة‭ ‬عاصمة‭ ‬التنظيم‭ ‬الدموى‭ ‬بسوريا‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬عضوًا‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬الحسبة‭ ‬التابعة‭ ‬للتنظيم‭ ‬الإرهابي‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬حفظ‭ ‬أمن‭ ‬التنظيم‭ ‬وكانت‭ ‬مسئولة‭ ‬عن‭ ‬تجهيز‭ ‬السترات‭ ‬الناسفة‭ ‬للمفجرين‭ ‬الانتحاريين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بالأعمال‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وأنها‭ ‬كانت‭ ‬تتجول‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬عاصمة‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابى‭ ‬حاملة‭ ‬رشاش‭ ‬كلاشينكوف‭.‬

لم‭ ‬تكتف‭ ‬الدولة‭ ‬البريطانية‭ ‬بالتسريبات‭ ‬فخرج‭ ‬وزيرالصحة‭ ‬البريطاني‭ ‬ساجدجاويد‭ ‬الذي‭ ‬أسقط‭ ‬جنسيتها‭ ‬البريطانية‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2019‭  ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬وزيرالداخلية‭ ‬وقتها‭ ‬قائلا‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬واضحة‭ "‬أن‭ ‬بيجوم‭ ‬تكذب‭ ‬بشأن‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬أم‭ ‬وزوجة‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وأضاف‭ ‬جاويد‭ ‬لن‭ ‬أخوض‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬لكن‭ ‬ماسأقوله‭ ‬هو‭ ‬أنكم‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لم‭ ‬تطلعواعلى‭ ‬نفس‭ ‬الوقائع‭ ‬التي‭ ‬علمت‭ ‬بها‭ ‬إذاعرفتم‭ ‬ما‭ ‬أعرفه‭ ‬فأى‭ ‬شخص‭ ‬عاقل‭ ‬ومسئول‭ ‬كان‭ ‬سيتخذ‭ ‬نفس‭ ‬القراربالضبط‭ ‬ولايوجد‭ ‬لدى‭ ‬شك‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭"‬

عقب‭ ‬تصريحات‭ ‬الوزير‭ ‬جاويد‭ ‬خرج‭ ‬ريتشاردوالتون،الذى‭ ‬تولى‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬شرطة‭ ‬لندن‭ ‬بين‭ ‬عامى‭ ‬2011‭ ‬و2016‭ ‬ليصرح‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬لايجب‭ ‬التساهل‭ ‬بأى‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬مع‭ ‬بيجوم‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬معاملتها‭ ‬كإرهابية‭. ‬وسخر‭ ‬والتون‭ ‬من‭ ‬إطلالة‭ ‬بيجوم‭ ‬الجديدة‭ ‬قائلا‭ :‬إنها‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬كما‭ ‬لوكانت‭ ‬مجرد‭ ‬طالبة‭ ‬ضاعت‭ ‬أوتاهت‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬في‭ ‬تايلاند،‭ ‬بينما‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬اعترفت‭ ‬بارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬إرهابية‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬المقابلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭"‬

عندما‭ ‬نتابع‭ ‬قصة‭ ‬عروس‭ ‬داعش‭ ‬منذ‭ ‬لحظة‭ ‬هروبها‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬وانضمامها‭ ‬إلى‭ ‬التنظيم‭ ‬الإرهابى‭ ‬والقبض‭ ‬عليها‭ ‬ثم‭ ‬إطلالاتها‭ ‬الثلاث‭ ‬المتلونة‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬الدولة‭ ‬البريطانية‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬التنفذية‭ ‬والقضائية‭ ‬والتشريعية‭ ‬لأن‭ ‬أغلب‭ ‬النواب‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬العموم‭ ‬البريطانى‭ ‬أيدوا‭ ‬سحب‭ ‬جنسيتها‭ ‬وعدم‭ ‬عودتها‭ ‬إلى‭ ‬أراضى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬يعطى‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬البريطانى‭ ‬إشارة‭  ‬هامة‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬وظيفتها‭ ‬الأولى‭ ‬والأخيرة‭ ‬هى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬القومى‭ ‬وسلامة‭ ‬مواطنيها‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬تسامح‭ ‬أو‭ ‬تهاون‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الإطلالات‭ ‬والدموع‭ ‬والاعتذارات‭.‬

بالتأكيد‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الصلب‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإرهابيين‭ ‬ستجده‭ ‬فى‭ ‬واشنطن‭ ‬كما‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬عاصمة‭ ‬غربية‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يرتكب‭ ‬الإرهابيون‭ ‬جرائم‭ ‬على‭ ‬أراضيهم‭ ‬لكن‭ ‬لعبة‭ ‬المصالح‭ ‬والضغوط‭ ‬والادعاءات‭ ‬باسم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تدفع‭ ‬هذا‭ ‬الغرب‭ ‬للتلون‭ ‬مثل‭ ‬عروس‭ ‬داعش،‭ ‬ويطالب‭ ‬الغرب‭ ‬الآخرين‭ ‬بالصفح‭ ‬عن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وتركهم‭ ‬يمارسون‭ ‬إرهابهم‭ ‬مادام‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدموى‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬الغربية‭.‬

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة