مشاهير «السوشيال ميديا» يقتحمون الدراما
مشاهير «السوشيال ميديا» يقتحمون الدراما
السبت، 25 سبتمبر 2021 - 03:09 م
محمد إسماعيل
أصبح مشاهير “السوشيال ميديا”، الذين يتصارعون على زيادة المشاهدات والفيديوهات لتحقيق أرباح خيالية، هدفا رئيسًا للمنتجين والمخرجين، وتأتي مشاركتهم في الأعمال الدرامية والسينمائية دون دراسة أو موهبة وكأن ظهورهم على الشاشة بات أمرا واقعا كمطرب المهرجانات عمر كمال الذى شارك في مسلسل “بين السما والأرض”، ودينا مراجيح في مسلسل” ليه لأ”، والانفلونسر حسين نصار في مسلسل “خلي بالك من زيزي”، وهو ما أثار موجة انتقادات وغضب من قبل الرافضين لهؤلاء ودخولهم التمثيل، واستيلائهم على أماكن الموهوبين من خريجي معهد التمثيل والفنون المسرحية.
وفي أعقاب حكم المحكمة الدستورية العليا بخصوص عدم دستورية عقوبة الحبس لمن يزاول العمل الفني دون ترخيص وكيفية التصدي للظاهرة قبل انتشارها من قبل النقابات الفنية، يقول المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، إن هناك مشاهير عديدة يحاولون باستماتة الدخول إلى التمثيل بشتى الطرق خاصة وأن شهرتهم أصبحت تنافس شهرة الفنانين أنفسهم، ولذلك قررنا التصدي لهم وهناك حالة من التكاتف من قبل النقابات الفنية الثلاث السينمائيين والممثلين والموسيقيين للحد من تلك الظاهرة قبل أن تتفاقم وتبقي “سداح مداح”.
ويتابع: “نقف لهم بالمرصاد لاننا لن نسمح باقتحام الحياة الفنية، وبالفعل تلك النقابات قررت عدم إعطاء تصريحات بالعمل لهؤلاء المشاهير قبل أن يكونوا أعضاء في إحدى النقابات الفنية أو تتوافر فيهم الشروط اللازمة لأنه لمصلحة من يتعمد افساد الذوق العام؟، وفي بعض الأحيان تسير الأمور بشكل ودي مع شركات الإنتاج حتى لا تسمح بمشاركة هؤلاء المشاهير في الاعمال الفنية من انتاجهم، وبالفعل هناك امتثال وتعاون من قبل تلك الشركات وفي بعض الاحيان نقوم بارسال انذارات رسمية لشركات الإنتاج التي تصر علي اشراك اليوتيوبرز والتهديد بايقاف تصوير العمل وتصعيد الامر لحين امتثالهم”.
ويضيف عمر عبد العزيز أن الفن للأسف يتعرض للتشويه بعد دخول غرباء عليه دون أدني موهبة او حتي مؤهلات فنية تمكنه من خوض مجال التمثيل والسبب في ذلك بعض المنتجين والمخرجين الذين وضعوا الإعلانات نصب أعينهم وهو الهدف الرئيسي ومبررهم الأساسي ان العمل لن ينهار بسبب مشاركة أحد الدخلاء على اعتبار أن أدوارهم ليست بطولة مطلقة، فمن التهور اسناد بطولة لشخص لايزال في بداية حياته الفنية.. وحتى نكون محقين، فالمنتج والمخرج من حقهما البحث عن مصلحتهما، إلا أن المصلحة العامة لابد وأن تأتي في المرتبة الأولي، فالمنتجون أصبحوا يبحثون عن الانفلونسرز ومطربي المهرجانات الأكثر شهرة وجدلا على السوشيال ميديا واعطائهم أدوار بمساحات كبيرة وليست هامشية للاستفادة من جمهورهم علي السوشيال ميديا الذين سيكونون حريصين علي متابعة المسلسل ونجمهم المفضل، وللاسف هؤلاء الدخلاء يقومون بالتمثيل بالعافية وحتي دون اختبارات اداء، وهو امر يدعو إلى الاحباط للمواهب الشابة التي تعافر في الدنيا من أجل نصف فرصة حصل عليها مشاهير السوشيال ميديا”.
ويشير عمر عبد العزيز إلى أن السوشيال ميديا أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، وتدخل ايضا في اختيارات الفنانين لادوارهم في الاعمال الفنية لمجرد أن متابعيهم بالملايين علي صفحاتهم الشخصية، او ان تواجدهم واسمائهم تتردد باستمرار وبالتالي فانه سينعكس بالايجاب على الأعمال الفنية وستزداد المشاهدات بدرجة كبيرة”.
أما المؤلف إسلام حافظ فيقول، إن مشاركة اليوتيوبرز والانفلونسرز لن تضر العمل في شيء ففي النهاية هي اختيارات المخرج، وهو الأدرى بمصلحة العمل الفني وفي مسلسل “بين السما والأرض” كان الدور يليق على عمر كمال لأنه مطرب مهرجانات في الاساس، وله جمهوره ولم يتم اقحام مشاهد له بعينها، فالسيناريو كان مكتوب الدور فيه بالتفصيل ومشاركة عمر كمال لم تضر العمل في شيء وكان ادائه طبيعي ودوره بسيط ولماذا ابحث عن مطرب للمهرجانات هو في الاساس مطرب عادي؟”.
ويؤيد الناقد طارق الشناوي مشاركة مشاهير السوشيال في الاعمال الفنية متسائلا: “ما الخطأ او المانع وراء رفض مشاركة اليوتيوبرز ومشاهير السوشيال ميديا في الأعمال الفنية؟ فهناك كثيرون ممن شاركوا في أعمال فنية ولم تكن لديهم الموهبة او الدراسة في الأساس ومن وجهة نظري فان الظروف التي نعيشها وزمن السوشيال ميديا جعل من مشاركتهم امر طبيعي، فالمنتج لم يرتكب جرمًا من اشراك الانفلونسرز في الاعمال الفنية وبالمناسبة دائما ما يبحث المنتجون عن المشاهير في مجالات عديدة ممن لهم جمهور ويطالبونهم بالتمثيل ومنهم المذيعين كتامر شلتوت ونجلاء بدر وريهام سعيد، ولاعبي كرة القدم كاكرامي واحمد برادة وحسام البدري وكانت هناك محاولات مع الخطيب ولكنه رفض بالاضافة الي المايسترو صالح سليم والذي شارك في ٧ افلام والادباء ايضا كيوسف ادريس ولكنه رفض ومن الملحنين السنباطي والموجي ولذلك فان مشاهير السوشيال ميديا هذا هو زمنهم وعصرهم ومن حقهم التمثيل والغناء طالما التزموا ولم يتعدوا الخطوط الحمراء، وبالمناسبة فان المنتجين لن يجازفوا باموالهم واعمالهم والبحث عن الفشل ففي النهاية هؤلاء المشاهير يشاركون بادوار بسيطة في الاعمال الفنية ولن تؤثر في شيء على الاطلاق ومنهم من يظهر على طبيعته وشخصيته الحقيقية ولا يحتاج الي اتقان واداء تمثيلي ولذلك ما المانع؟ وهو ما حدث مع مطرب المهرجانات عمر كمال والذي شارك في مسلسل “ بين السما والارض” لهاني سلامة ودرة رمضان الماضي وظهر في دور مطرب مهرجانات وكان ادائه معقولا دون مبالغة وسارت الامور بشكل طبيعي ولم تحدث ازمة”.
ويضيف طارق الشناوي: “تلك الموجة ايضا ظهرت مع بداية ظهور أبناء الفنانين وظهر المعارض لوجودهم على الساحة الفنية بدعوى الواسطة والمحسوبية الا ان التجربة اثبتت نجاحها بنسبة كبيرة والموهوب منهم هو من ظل علي الساحة الى الآن ومنهم محمد امام وأحمد سعيد عبد الغني وعمر مصطفي متولي ومنة شلبي واحمد خالد صالح وغيرهم ولذلك من وجهة نظري ان نقوم باعطائهم الفرصة دون التقليل منهم أو محاربتهم وأن نشاهد ونراقب التجربة إلى أي مدى ستنجح أو تفشل ونقوم بتقبيمها إلى النهاية، فليس كل من يشارك في أعمال فنية موهوب بالفطرة ولكن مع مرور الوقت تصقل الخبرة من قدراته، ومن الممكن ان نشاهد أحدهم في بطولة مطلقة في يوم من الايام وبالمناسبة فإن السينما هي الاكثر استقطابا للمشاهير ولكن انقلب الامر واصبحت الدراما هي بوابة مشاهير السوشيال ميديا في وقتنا الحالي”.