أشعر بالخجل عندما ألمح إحدي صور تمثال الكاتب المصري الفرعوني الجالس متربعاً واضعاً لفافة من ورق البردي فوق حجره. فأجدادنا القدماء كانوا يقدرون أهمية القراءة والكتابة بل كانوا يقدسونها. واليوم نحن أحفاد الفراعنة تتفشي الأمية بيننا فكثير من المصريين البسطاء غير قادرين علي قراءة أو كتابة جمل بسيطة باللهجة العامية، ورغم عدم وجود احصاءات دقيقة عن عدد الأميين في بلدنا اصبحت مكافحة الأمية هدفا قومياً وانشأت الدولة الهيئة العامة لتعليم الكبار منذ عام 1992 ولكن الحرب ضد الأمية ترجع إلي عقود ماضية من الزمن. ومن هذا المنطلق سارعت للمشاركة في احتفالية لجنة محو الأمية للمنطقة الروتارية 2451 لتخريج الدفعة الثانية من مبادرة «العلم قوة» والتي تم خلالها محو أمية عشرين ألف شخص علي مدي ثلاث سنوات والتي شارك فيها منظمة الروتاري عدة جهات مهتمة بالتنمية المجتمعية وإحدي شركات المحمول والهيئة العامة لتعليم الكبار. وهذه المبادرة شملت محافظة الفيوم (415 فصلا) محافظة القليوبية (59 فصلا) محافظة الجيزة (91 فصلا) ومحافظة الاسكندرية (40 فصلا) وهذه المبادرة قامت بتطبيق برامجها في مناطق عديدة وزارة التعليم، قصور الثقافة، المجلس القومي للأمومة والطفولة وزارة الداخلية متمثلة في قطاع الامن المركزي.
ولفت نظري ان اندية الروتاري ابتكرت اسلوبا وطريقة مختلفة في القضاء علي الأمية وهو برنامج المواجهة المكثفة لاستخدامات اللغة والمعروف باسم CLE والتي ابتكرت في تايلاند للقضاء علي الأمية وادخلها مصر محافظ الروتاري الاسبق سالم مشهور من 18 عاماً وتعتمد علي ربط فكرة التعليم بالتنمية حيث يتعلم الدارس من خلال موضوعات مرتبطة بحياته اليومية فيتعامل معها الدارس بتلقائية واهتمام كما يتعلم حرفا ومهارات تدر عليه أو عليها دخلاً ومنها تعلم حرفة تصنيع الجلود والشموع والاركيت والبامبو وتصميم الاكسسوار والحلي، وبالفعل تم تجهيز ثلاث ورش انتاجية في ثلاث قري بمحافظة الفيوم. وعلمت من محافظ الروتاري عادل حافظ وإيمان الغمراوي ورئيسة لجنة محو الامية أنه إلي جانب انجاز الهدف الاساسي بمحو أمية عشرين ألف شخص قدم المشروع فرص عمل ساهمت في حل مشكلة البطالة حيث عمل في مبادرة محو الأمية 728 فرداً من الجنسين عملوا كمدرسين ومنسقين ومتابعين وإداريين وجميعهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم من 25 إلي 35 عاماً.
واتمني ان يشارك جميع المصريين في حل مشكلة محو الأمية للنهوض بمصرنا الحبيبة فالتعليم لا يرفع من شأن المواطن فحسب بل أيضاً من شأن الوطن.