كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

مصر والأردن .. الأشقاء

كرم جبر

السبت، 25 سبتمبر 2021 - 06:44 م

زيارة موفقة لوفد برلمانى وإعلامى من الأردن، قاموا خلالها بمقابلة عديد من المسئولين فى مصر، لتدعيم العلاقات البرلمانية والإعلامية بين البلدين، وكان لي شرف استقبالهم فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
فالعلاقات بين البلدين تشهد حاليا أفضل فتراتها من حيث التقارب والتجانس، سواء على صعيد العلاقات الثنائية فى المجالات التنموية بين البلدين، أو فى الرؤى المشتركة لمعظم القضايا الإقليمية والدولية، ويستند التمازج بين البلدين إلى إرث طويل من التفاهم والأخوة والجيرة فى مختلف القضايا، ويتجلى ذلك فى عقد العديد من لقاءات القمة والزيارات الكثيفة والمتبادلة على مستوى الوزراء والمسئولين، خاصة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم.
على المستوى السياسى يمثل الأمن القومى العربى المحور الرئيسى فى العلاقة الاستثنائية بين مصر والأردن، والمتابع لما شهده الأردن من إجراءات حاسمة وقرارات مصيرية للحفاظ على استقراره، يجد أن مصر وقفت مع الأردن فى كل قراراتها، والأمن القومى الأردنى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
ويدرك الزعيمان حجم التحديات التى تمر بها المنطقة، التى شهدت الكثير من الأحداث والأزمات، وكانت مصر دائماً إلى جانب أمن واستقرار الأردن وعمقاً استراتيجياً داعماً له، وكذلك حال الأردن بالنسبة لمصر.
ويمثل تطابق وجهتى النظر المصرية والأردنية تجاه القضية الفلسطينية، محوراً مهماً من محاور العلاقة الاستراتيجية بين القاهرة وعمّان، وهو ما تبرهنه تحركات الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجلالة الملك عبد الله الثانى ودورهما فى لم الشمل من أجل موقف عربى موحد لدعم القضية الفلسطينية التى كانت حاضرة بقوة فى كل لقاءاتهما ومباحثاتهما.
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية تعد الروابط الوثيقة بين مصر والأردن خطوة يحتذى بها، وقاطرة قوية نحو بناء علاقات أكثر متانة ورسوخاً وذلك من خلال الدخول فى مشروعات عملاقة مشتركة، تعتمد على ما تمتلكه البلدان من ثروات وموقع متميز، قادر على أن يجعل من المنطقة مركزاً لجذب الاستثمارات فى كل المجالات الصناعية والزراعية والسياحية والخدمية.
لاشك أن العلاقات المصرية - الأردنية الممتدة والضاربة فى جذور التاريخ، تشهد الآن أجواء من الترابط والتناغم والتوافق غير مسبوقة فى كافة المجالات، يدفعها ويعززها دعم قائدى البلدين تحت مظلة سياسية متفاهمة تهدف للارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى التكامل الاستراتيجى، بما يخدم تطلعات ورغبات الشعبين الشقيقين ويسهم فى خدمة الدفاع عن القضايا العربية.
التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين وتوافق الرؤى والمصالح وإدراك التحديات والقواسم المشتركة، من شأنه أن يفسر لماذا أصبحت هذه العلاقات «استثنائية» فى جوهرها، ملهمة فى تفاصيلها، وتمثل حصناً آمناً، ليس للقاهرة وعمّان فقط، وإنما للمنطقة العربية بأسرها، استناداً إلى ما للدولتين الشقيقتين من رصيد تاريخى واهتمام مشترك وروابط وأخوة، ودعم غير محدود لقضايا الأمة العربية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة