من الملاحظ أن أكثر التعليقات وردود الأفعال تداولا وانتشارا بين بعض الخبراء والمهتمين بالشأن العام، علي بيان الحكومة الذي القاه رئيس الوزراء أمام مجلس النواب يوم الاثنين الماضي، كانت ولا تزال تدور حول انه جاء متضمنا الكثير من الخطوط العامة والعناوين الرئيسية، لما يجب أن يتحقق من تغيير في واقع البلاد خلال المرحلة المقبلة، ولكنه لم يقدم وسائل هذا التغيير وطرق تنفيذه.
هذا بالاضافة إلي رؤيتهم أن البيان جاء معبرا عن طموح زائد وأمل كبير في غد أفضل، دونما الاشارة إلي ما يستند إليه للوصول إلي هذا الطموح وتحقيق ذلك الأمل، في ظل الواقع الاقتصادي السيئ الذي تمر به البلاد حاليا.
ويري هؤلاء ان هناك مبالغة في الطموح والأمل لا تتناسب مع قدر التحديات الخطيرة التي تواجه البلاد والمتمثلة في مخاطر الإرهاب والتطرف، والزيادة المستمرة للسكان وزيادة معدلات الفقر والبطالة، وتدهور البنية الأساسية، وسوء حالة الخدمات والمرافق العامة وانهيار حالة التعليم والصحة،...، هذا فضلا عن ارتفاع العجز بالموازنة والدين العام، وزيادة نسبة التضخم وارتفاع قيمة الدعم.
ومع احترامي لهؤلاء وتقديري البالغ لرؤيتهم الواقعية والصادقة، واتفاقي مع ما ذكروه من توصيف أمين لما نحن فيه وما نعاني منه،...، إلا انني اختلف معهم في الهدف والنتيجة، بل اراها رؤية متشائمة.
ولو اخذنا برؤيتهم المتشائمة لما تحركنا وما غيرنا من واقعنا وما انطلقنا للأمام علي الاطلاق،...، بل انني أري ان مصدر القوة في بيان الحكومة يعود في الأساس إلي القدر الواضح من الطموح والكم العظيم من الثقة في امكانية تحقيق الأمل،...، لان البديل عن ذلك هو السقوط فريسة اليأس والاحباط، وهو ما يؤدي بالضرورة إلي العجز عن الفعل وعدم القدرة علي التغيير،...، أما عن الوسيلة لتحقيق هذا الطموح وذلك الأمل، فهي العمل والجهد والمزيد من العمل والجهد.