حركة‭ ‬طالبان
حركة‭ ‬طالبان


«الديوبندية» عقيدة «طالبان».. بن لادن بايعها والملا عمر أبرز طلابها

آخر ساعة

الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 11:01 ص

كتب.. خالد‭ ‬حمزة

‭"‬كل‭ ‬طالبانى‭ ‬هو‭ ‬ديوبندى‭".. ‬هكذا‭ ‬صرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عضو‭ ‬بارز‭ ‬بحركة‭ ‬طالبان‭ ‬ليس‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬دخولهم‭ ‬للعاصمة‭ ‬كابول‭ ‬واستيلائهم‭ ‬على‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬ولكن‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬حينما‭ ‬تخرج‭ ‬قادتها‭ ‬ومعظم‭ ‬أفرادها‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬الديوبندية‭ ‬ومدارسها‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬طول‭ ‬وعرض‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية،‭ ‬والتى‭ ‬يصفها‭ ‬خريجوها‭ ‬بأنها‭ ‬منارة‭ ‬العلم‭ ‬وأنها‭ ‬مثل‭ ‬أزهر‭ ‬مصر‭ ‬تعد‭ ‬أزهر‭ ‬ ‬والباكستان‭ ‬والهنود‭ ‬وما‭ ‬حولهم،‭ ‬أما‭ ‬منتقدوها‭ ‬فيقولون‭ ‬ببساطة‭ ‬إنها‭ ‬مفرخة‭ ‬الإرهابيين‭ ‬الذين‭ ‬روّعوا‭ ‬العالم،‭ ‬وأبرزهم‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬الذى‭ ‬باركها‭ ‬فى‭ ‬خطاب‭ ‬شهير‭ ‬ومؤسس‭ ‬طالبان‭ ‬الملا‭ ‬عمر،‭ ‬وآخرون‭ ‬كثر‭. ‬

الديوبندية‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬وتاريخ،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬كتبهم‭ ‬المنشورة‭ ‬وموقع‭ ‬جامعتهم‭ ‬الأم‭ ‬فى‭ ‬الهند،‭ ‬وبعض‭ ‬تصريحات‭ ‬المنتسبين‭ ‬إليها‭ ‬وأبرزهم‭ ‬قادة‭ ‬طالبان‭ ‬أنفسهم،‭ ‬فالتاريخ‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬النصف‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر؛‭ ‬استطاعت‭ ‬بريطانيا‭  ‬فرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬شبه‭ ‬القارة‭ ‬الهندية‭.‬

وشهد‭ ‬عام‭ ‬1857‭ ‬حدثًا‭ ‬هاما‭ ‬فى‭ ‬الهند،‭  ‬بنشوب‭ ‬الثورة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬انضمت‭ ‬شرطة‭ ‬العاصمة‭ ‬دلهى‭ ‬إلى‭ ‬المتمردين‭ ‬واستولت‭ ‬عليها‭ ‬وأعلن‭ ‬الجنود‭ ‬المتمردون‭ ‬ولاءهم‭ ‬للشاه‭ ‬بهادر‭ ‬الثانى‭ ‬آخر‭ ‬سلاطين‭ ‬المسلمين‭ ‬بالهند،‭ ‬وانضم‭ ‬الملايين‭ ‬للثورة،‭ ‬وشهدت‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬انتصاراتٍ‭ ‬للثوار،‭ ‬وهزائم‭ ‬للاحتلال‭ ‬ولكن‭ ‬الأمور‭ ‬تغيرت‭ ‬لصالح‭ ‬الإنجليز،‭ ‬الذين‭ ‬عادوا‭  ‬لاحتلال‭ ‬دلهى،‭ ‬وخلال‭ ‬عامين‭ ‬تم‭ ‬قمع‭ ‬الثورة،‭ ‬وسرت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الصدمة‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬مسلمى‭ ‬الهند‭ ‬بعد‭ ‬فشل‭ ‬الثورة‭.‬

ورأى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الهند‭ ‬الشرعيين،‭ ‬ومنهم‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬قاسم‭ ‬النانوتوى،‭ ‬الذى‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬القتال‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المعارك‭  ‬ضد‭ ‬الإنجليز،‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭  ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تجنب‭ ‬الصدام‭ ‬المباشر‭ ‬مع‭ ‬الإنجليز‭ ‬الأقوى‭ ‬سياسيًّا‭ ‬وعسكريًّا،‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬الاستعداد‭ ‬طويل‭ ‬المدى،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدين‭ ‬بنشر‭ ‬العلم‭ ‬الشرعى‭ ‬ومنها‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬مدرسة‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬بمدينة‭ ‬ديوبند‭ ‬الصغيرة‭ ‬الواقعة‭ ‬فى‭ ‬ولاية‭ ‬أوتاربراديش‭ ‬الهندية‭ ‬التى‭ ‬تضم‭ ‬أبرز‭ ‬أثر‭ ‬تاريخى‭ ‬إسلامى‭ ‬فى‭ ‬الهند،‭ ‬وهو‭ ‬مقبرة‭ ‬تاج‭ ‬محل‭ ‬الشهيرة‭.‬

وكان‭ ‬تأسيس‭ ‬المدرسة‭ ‬بدائيا‭ ‬واشتملت‭ ‬المناهج‭ ‬على‭ ‬فروع‭ ‬العلوم‭ ‬الشرعية‭ ‬واللغة‭ ‬العربية،‭ ‬التى‭ ‬يتلقاها‭ ‬التلاميذ‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشيوخ‭ ‬وفق‭ ‬الأسلوب‭ ‬السماعى‭ ‬الشائع‭ ‬فى‭ ‬مدراس‭ ‬التعليم‭ ‬الإسلامى‭ ‬التقليدى‭. ‬

ويذكر‭ ‬الموقع‭ ‬الرسمى‭ ‬لعلماء‭ ‬ديوبند‭ ‬بما‭ ‬يسميه‭ ‬أدوار‭ ‬المدرسة‭ ‬التاريخية‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الاستعمار‭ ‬وذيوله‭ ‬مثل‭ ‬البهائية‭ ‬والقاديانية‭ ‬وانضمامها‭ ‬لحركة‭ ‬تحرير‭ ‬الهند‭ ‬بزعامة‭  ‬غاندى‭.‬

واستمر‭ ‬العلماء‭ ‬والطلاب‭ ‬الديوبنديون‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬الإنجليز،‭ ‬حتى‭ ‬لحظة‭ ‬رحيلهم،‭ ‬مع‭ ‬انفصال‭ ‬باكستان‭ ‬المسلمة‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬من‭ ‬الهند‭ ‬ذات‭ ‬الأغلبية‭ ‬الهندوسية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬نقطة‭ ‬فاصلة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الديوبندية،‭ ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬لهجرة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الديوبنديين‭ ‬إلى‭ ‬باكستان‭ ‬وهناك‭ ‬أسسوا‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬المدارس‭ ‬التى‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬الديوبندية،‭ ‬مدرسة‭ ‬ندوة‭ ‬العلماء‭ ‬فى‭ ‬لكناو‭ ‬بالهند،‭ ‬التى‭ ‬ينتسب‭ ‬إليها‭ ‬أبو‭ ‬الحسن‭ ‬الندوى‭ ‬أبرز‭ ‬شيوخ‭ ‬الجهاديين‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭  ‬الشباب‭ ‬المنتمى‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬منهم‭ ‬للمدارس‭ ‬الديوبندية،‭  ‬ولعب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدور‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬مقاومة‭ ‬السوفييت‭.‬

وتصنف‭ ‬الديوبندية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬طريقة‭ ‬إسلامية‭ ‬تتبع‭ ‬المذهب‭ ‬الحنفى‭ ‬فى‭ ‬الفقه،‭ ‬أما‭ ‬فى‭ ‬العقيدة‭ ‬فهى‭ ‬تتبع‭ ‬المدرسة‭ ‬الماتريدية‭ ‬وتميل‭ ‬أحيانا‭ ‬للأشعرية،‭ ‬وللمتصوفين‭ ‬سلوكا،‭ ‬كما‭ ‬شاعت‭ ‬المدرسة‭ ‬الماتريدية‭ ‬فى‭ ‬آسيا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتنتسب‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬أبى‭ ‬منصور‭ ‬الماتريدى‭ ‬المولود‭ ‬قرب‭ ‬سمرقند‭ ‬فى‭ ‬أوزبكستان‭ ‬ولا‭ ‬يقبل‭ ‬الماتريدية‭ ‬فى‭ ‬مسائل‭ ‬العقائد‭ ‬إلا‭ ‬نصوص‭ ‬القرآن‭ ‬والسنة‭ ‬النبوية‭ ‬المتواترة‭ ‬قطعية‭ ‬الثبوت‭ ‬وقطعية‭ ‬الدلالة‭ ‬أما‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬الآحاد،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬توافق‭ ‬ما‭ ‬يرونه‭ ‬عقلا‭ ‬فيقومون‭ ‬بتأويلها‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الأخذ‭ ‬بظاهر‭ ‬النص،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الديوبندية‭ ‬ماتريدية‭ ‬فى‭ ‬المجمل‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الملامح‭ ‬الأشعرية‭ ‬ولذا‭ ‬يرميهم‭ ‬بعض‭ ‬السلفيين‭ ‬بالابتداع‭.‬

‭ ‬وتأثر‭ ‬الديوبنديون‭ ‬بأربع‭ ‬طرق‭ ‬صوفية‭ ‬هى‭ "‬النقشبندية‭ ‬والجشتية‭ ‬والقادرية‭ ‬والسهروردية‭"‬،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬علماء‭ ‬الديوبندية‭ ‬فى‭ ‬كتاباتهم‭ ‬وعبر‭ ‬مواقعهم‭ ‬بالجامعة‭ ‬والمدارس،‭ ‬يعارضون‭ ‬تقديس‭ ‬أضرحة‭ ‬الأولياء‭ ‬ويرونه‭ ‬بدعة‭ ‬وأن‭ ‬طلب‭ ‬الحاجات‭ ‬من‭ ‬المدفون‭ ‬فى‭ ‬الضريح‭ ‬هو‭ ‬شرك‭ ‬بالله‭ ‬وأن‭ ‬تقبيل‭ ‬الأضرحة‭ ‬من‭ ‬البدع‭ ‬المحرمة‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬والمسيحيين‭ ‬وأن‭ ‬طلب‭ ‬المدد‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الضريح‭ ‬حرام،‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬تشد‭ ‬الرحال‭ ‬إلى‭ ‬لمقابر‭ ‬الصالحين‭.‬

ويشيع‭ ‬بين‭ ‬الديوبندية‭ ‬توقير‭ ‬بعض‭ ‬رموز‭ ‬التصوف‭ ‬التى‭ ‬تعاديها‭ ‬السلفية،‭ ‬وأبرزهما‭ ‬الحلاج‭ ‬وابن‭ ‬عربى‭ ‬ويصرح‭ ‬بعضهم‭ ‬بتعظيم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ابن‭ ‬تيمية‭ ‬وابن‭ ‬عربى‭ ‬معا‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬بينهما‭ ‬من‭ ‬خلافات،‭ ‬كما‭ ‬نسبت‭ ‬إليهم‭ ‬بعض‭ ‬الاعتقادات‭ ‬الصوفية‭ ‬مثل‭ ‬الإيمان‭ ‬بوحدة‭ ‬الوجود‭ ‬وفناء‭ ‬العبد‭ ‬فى‭ ‬المعبود،‭ ‬وتعظيم‭ ‬شيوخهم‭ ‬وفق‭ ‬عقيدة‭ ‬تصور‭ ‬الشيخ‭ ‬وهو‭ ‬تخيل‭ ‬حضور‭ ‬الشيخ‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬للاندماج‭ ‬بالسلفية‭ ‬الجهادية،‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬شاركوا‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬الأفعانية‭ ‬بمراحلها،‭ ‬ومن‭ ‬أعضاء‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬الذى‭ ‬احتمى‭ ‬بحكم‭ ‬طالبان‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬عامى‭ ‬1996و2001،‭ ‬بصماته‭ ‬على‭ ‬صفوف‭ ‬طالبان‭ ‬الديوبندية،‭ ‬ولشهرة‭ ‬المدرسة‭ ‬بخصوصية‭  ‬الفكر‭ ‬والاعتقاد‭ ‬والسلوك،‭ ‬أصبحت‭ ‬لها‭ ‬طريقة‭ ‬إسلامية‭ ‬حملت‭ ‬اسمها،‭ ‬وكان‭ ‬للصعود‭ ‬السياسى‭ ‬والعسكرى‭ ‬لحركة‭ ‬طالبان‭ ‬الأفغانية،‭ ‬الدور‭ ‬الكبر‭ ‬فى‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليها‭.‬

وأقر‭ ‬مؤسس‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬لادن،‭ ‬الطريقة‭ ‬الديوبندية‭ ‬واعتبرها‭ ‬الإسلام‭ ‬الصحيح‭ ‬وأن‭ ‬بيعتها‭ ‬واجبة‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬كلمة‭ ‬له‭ ‬بمؤتمر‭ ‬علماء‭ ‬الديوبندية‭ ‬الذى‭ ‬عقد‭ ‬فى‭ ‬أبريل‭ ‬2001‭ ‬بمدينة‭ ‬بيشاور‭ ‬الباكستانية،‭ ‬احتفالاً‭ ‬بالذكرى150‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المدرسة‭ ‬الديوبندية‭ ‬وهو‭ ‬المؤتمر‭ ‬نفسه‭ ‬الذى‭ ‬بايع‭ ‬فيه‭ ‬الملا‭ ‬محمد‭ ‬عمر‭ ‬زعيم‭ ‬طالبان،‭ ‬باعتباره‭ ‬الحاكم‭ ‬والأمير‭ ‬الشرعى‭ ‬الذى‭ ‬يحكم‭ ‬بشرع‭ ‬الله‭.‬

وكلمـــة‭ ‬طالبــــان‭ ‬تعنى‭ ‬الطـــلاب‭ ‬باللغـــة‭ ‬الباشتونية‭ ‬وطائفة‭ ‬الباشتون،‭ ‬التى‭ ‬ينتسب‭ ‬مقاتلو‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬إليها‭ ‬وخرجت‭ ‬عناصر‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬صفوف‭ ‬طلاب‭ ‬العلم‭ ‬بالمدارس‭ ‬الدينية‭ ‬التقليدية‭ ‬فى‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬كما‭ ‬خرج‭ ‬معظم‭ ‬قيادات‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬الديوبندية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬المؤسس‭ ‬الملا‭ ‬محمد‭ ‬عمر‭. ‬لذا‭ ‬تعد‭ ‬طالبان‭ ‬التطور‭ ‬الحركى‭ ‬الإسلامى‭ ‬السياسى‭ ‬الأوضح‭ ‬لها‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬الاتجاه‭ ‬العام‭ ‬للديوبندية،‭ ‬كان‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬العلوم‭ ‬الشرعية‭ ‬واللغة‭ ‬العربية‭ ‬والمناقشات‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬غمار‭ ‬السياسة‭ ‬والصراعات‭ ‬المسلحة‭ ‬فإن‭ ‬أحداثا‭ ‬كبرى‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬مثل‭ ‬الحروب‭ ‬المتكررة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وباكستان،‭ ‬والمد‭ ‬الشيوعى‭ ‬ثم‭ ‬الاحتلال‭ ‬السوفيتى‭ ‬لأفغانستان‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬ونجاح‭ ‬الثورة‭ ‬فى‭ ‬إيران،‭ ‬وتمدد‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬السياسية‭ ‬السنية‭ ‬والشيعية‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬دفعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬المدرسة،‭ ‬للاندماج‭  ‬فى‭ ‬السياسة‭ ‬والحرب‭.‬

وقد‭ ‬تضاعفت‭ ‬أعداد‭ ‬الملتحقين‭ ‬بالمدارس‭ ‬التقليدية‭ ‬الديوبندية‭ ‬خاصة‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬الباشتون‭ ‬الأفغان‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬كمقاومة‭ ‬للغزو‭ ‬السوفيتى‭ ‬الشيوعى‭ ‬ثم‭ ‬ظهرت‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عام‭ ‬1994‭ ‬كرد‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬الفوضى‭ ‬التى‭ ‬ضربت‭ ‬أفغانستان‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬السوفييت‭ ‬ورحيلهم،‭ ‬وسقوط‭ ‬الحكومة‭ ‬الشيوعية‭ ‬عام‭ ‬1992‭ ‬وكان‭ ‬انتصارهم‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬تصل‭ ‬فيها‭ ‬الديوبندية‭ ‬إلى‭ ‬السلطة،‭ ‬ورغم‭ ‬مما‭ ‬يظهره‭ ‬علماء‭ ‬المدرسة‭ ‬الديوبندية‭ ‬الأم‭ ‬فى‭ ‬الهند‭ ‬وطلابها،‭ ‬من‭ ‬تقدير‭ ‬لطالبان‭ ‬وقتالها‭ ‬ضد‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فإنهم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬مسافة‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬تنظيميا،‭ ‬نافين‭ ‬أى‭ ‬علاقة‭ ‬مباشرة‭ ‬لهم‭ ‬بها‭.‬

وفى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬وعلى‭ ‬موقعها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬أكدت‭ ‬الجامعة‭ ‬ومدارسها،‭ ‬على‭ ‬نفى‭ ‬أية‭ ‬صلة‭ ‬مباشرة‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬طالبان‭ ‬وبأن‭ ‬معظم‭ ‬خريجيها‭ ‬من‭ ‬طالبان‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لهم‭ ‬زيارة‭ ‬الهند‭ ‬وأن‭ ‬علاقتهم‭ ‬بها‭ ‬هى‭ ‬مجرد‭ ‬أفكار‭ ‬مشتركة،‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬إدارة‭ ‬مدرسة‭ ‬دار‭ ‬العلوم‭ ‬فى‭ ‬ديوبند،‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬نفى‭ ‬شبهة‭ ‬نشر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬ملاحقة‭ ‬السلطات‭ ‬الهندية‭ ‬التى‭ ‬تعتبر‭ ‬طالبان‭ ‬حركة‭ ‬إرهابية،‭ ‬والهندوس‭ ‬الذين‭ ‬يرون‭ ‬أنها‭ ‬بؤرة‭ ‬للإرهاب،‭ ‬كما‭ ‬أكدت‭ ‬المدرسة‭ ‬رفضها‭ ‬للهجمات‭ ‬الانتحارية‭ ‬السلمى‭ ‬وذلك‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬أفغانستان‭ ‬بين‭ ‬مقاتلى‭ ‬طالبان‭ ‬وقوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الأمريكى‭ ‬وحلفائه،‭ ‬واستهداف‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬للمدارس‭ ‬التقليدية‭ ‬فى‭ ‬باكستان‭ ‬وخريجيها،‭  ‬بتهمة‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬منابع‭ ‬للإرهاب‭.‬

وأثرت‭ ‬الطريقة‭ ‬فى‭ ‬عدة‭ ‬جماعات‭ ‬متطرفة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬منها‭ ‬جماعة‭ ‬التبليغ‭ ‬والدعوة‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬كتبها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أبا‭ ‬الأعلى‭ ‬المودودى‭ ‬الذى‭ ‬أعاد‭ ‬إحياء‭ ‬مصطلح‭ ‬الحاكمية‭ ‬الذى‭ ‬اعتبرته‭ ‬الجماعات‭ ‬التكفيرية‭ ‬دستورا‭ ‬لها،‭ ‬التحق‭ ‬بالجامعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالهند،‭ ‬وتعلم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬مشايخها،‭ ‬والتحق‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأفغان،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الملا‭ ‬محمد‭ ‬عمر‭ ‬مؤسس‭ ‬طالبان‭ ‬ومعظم‭ ‬زعماء‭ ‬الحركة‭ ‬وأبرزهم‭ ‬مثل‭ ‬حكيم‭ ‬الله‭ ‬مسعود‭ ‬زعيم‭ ‬حركة‭ ‬طالبان‭ ‬باكستان،‭ ‬والذى‭ ‬قتلته‭ ‬طائرة‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬أمريكية‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة