محمد حماقي
عاشق الفلامنكو ..الذي قرر تغيير جلده !
الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 02:11 م
عمر السيد
بعد غياب عامين منذ طرحه لألبومه الأخير كل يوم من ده ، عاد محمد حماقي مجددا لنشاطه مع طرحه لعدد من أغنيات ألبومه الجديد يا فاتني، الذي اختار له استراتيجية جديدة لم يعتد عليها في الطرح من قبل، إذ لجأ للكشف عن أغنياته واحدة تلو الأخرى بشكل فردي، تماشيا مع ما هو سائد على الساحة الغنائية في الفترة الحالية، لكن على الرغم من أن تجربته مع هذا الألبوم لم يتم الكشف عنها بشكل كامل، حيث لم تتعد الأغنيات التي تم طرحها منه 4 أغنيات، وهي زيها مين، عرض مستمر، تك، لو هتسيب، إلا أنها كانت كافية لتؤكد على حالة الاختلاف التي شهده هذا ، والتي لم تكن قاصرة فقط على أسلوب وطريقة الطرح، أنما أمتدت لتشمل ما ضمه من أغنيات وأنماط وقوالب موسيقية جديدة كشف عنها في ذلك الألبوم.
عكست الأغنيات الأربعة التي اختارها حماقى للطرح من الألبوم – حتى الآن - وبشكل كبير رؤيته وتفاعله مع ما طرأ على الساحة الغنائية من متغيرات خلال الأعوام الأخيرة الماضية، والتي قرر معها الجنوح بعض الشيء خارج إطاره ومدرسته المعروف بها، ومغازلة جمهوره بأشكال وأنماط موسيقية جديدة، لم يكن معتادا عليها خلال ألبوماته السابقة،سواء مع تجاربه فى اللون الدرامي أو مع ايقاعاته ومدرسته الموسيقية المتأثرة بدرجة كبيرة بـ «ستايل الفلامنكو» الذى أشتهر به ،لكن على ما يبدو أن قراءته للمشهد هذه المرة لم تكن في محلها، إذا احتوت التجارب الأولى من الألبوم العديد من السلبيات ونقاط الضعف، كانت أبرزها مرتبطة بـالكلمة، التي جاءت بمستوى سطحي ضعيف، وأعتمد فيها وبدرجة كبير على الأفيه والكلمات السجعية بشكل مبالغ فيه، وأن كان أراد بذلك بناء إيقاع موسيقى سهل لأغنياته ليزيد من تأثيرها وتعلقها بالأذان، وأسوة بما بات منتشرا على الساحة في الآونة الأخيرة.
وكذلك جاءت ألحان التجارب الأولى من الألبوم لتؤكد رغبة بدت واضحة ومقصودة منه، لمحاولة الخروج عن نمطه الموسيقى المعروف به، وقد استعان على تحقيق ذلك - في ألحان بعض الأغنيات - بعدد من الإيقاعات الخفيفة، والقريبة إلى درجة كبيرة من إيقاع المقسوم الشعبي، أو ما بات يسمى بـالإيقاعات الشباب، التي لم تكن مناسبة إلى حد كبير لطبيعة وشخصية الغنائية، ولا لمقاوماته وإمكانياته الفنية التي أجاد التعبير عنها في ألوان وأنماط موسيقية عديدة أحبها منها الجمهور، وكانت نقطة تميزه بين جيله من المطربين، ولعل ما أظهر هذه الرغبة والسمة على الألبوم - أو ما طرح منه من أغنيات حتى الآن - إعتماده على الشاعر والملحن عبد العزيز الشافعي ، وهو أحد أبرز المتأثرين بهذه المدرسة فى كتاباته و الحانه خلال أغنيتين من الألبوم، برزت فيهما هذه الحالة الموسيقية، وهما عرض مستمر وزيها مين.
وذلك ما أكدت عليه أيضا تجربة أخرى لحماقي ضمن هذا الألبوم، مع أغنية تك كلمات أمير طعيمة وألحان عمرو مصطفى، والتي على الرغم من أنها حملت بعض الاختلافات عن الأغنيتين السابقتين “عرض مستمر” وزيها مين، واقترابها بعض الشيء مع ألوان وتجارب موسيقية قدمها حماقي فيما سبق، إلا أن اللحن الذي ظهرت به وحمل توقيع الملحن عمرو مصطفى جاء على نفس النهج، وهو يؤكد بشكل أو بآخر على التوجه الذي أراد أن يسير فيه حماقي خلال هذا الألبوم، وكذلك إيقاع ورتم الكلمات في نفس الأغنية تك، والذي أرتبط بما سبقه في الاعتماد بشكل كبير على المصطلح الدارج تك، فضلا عن حرص مؤلف الأغنية الشاعر أمير طعيمة على التركيز على القافية والسجع الصريح في ختام كل كوبليه من الأغنية، وهو نمط نادرا ما كان يعتمد عليه في تجارب عديدة سابقة له.