إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

قيم وأرقام !

إيمان أنور

الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 08:25 م

بالأمس فقط .. تنبهت أن ذاكرتى لم تعد كما كانت .. ربما بدأ العمر يترك بصمته.. أو لعلها تأثيرات هذا الطقس الحاد المتقلب بين ساخن وبارد..
مع اقتراب دخول فصل الخريف.. وتحول الجو من قسوة الحر الى الاعتدال.. فدائما يصيبنى تغيرا ما مع بداية الخريف.. إما مرض أو عرض.. لا أستطيع تفسيره .. غير أن أيامى تخرج وتشذ عن نمطها الطبيعى فى هذا الوقت من العام ..
وحياتنا جميعا باتت صعبة .. خاصة فى مصر العاطفية التى تؤمن بالمشاعر قبل الأرقام .. وإذا اكتشفت ان على حفظ عشرات الأرقام وكلمات السر .. وان غيرى مثلى ..
 احسان الرقم اصبح سيد حياتنا !!.. ونحن أسرى له .. من رقم موبايلك المحمول الى رقم هاتف بيتك مرورا برقم تليفون والدك وأمك وإخوتك واقاربك واصدقائك ..
ومع هذا حفنة ارقام لأناس يهمك امرهم فضلا عن مصادرك والصيدلية بجوارك والسوبر ماركت .. فتصحو بعد وقت وإذا بك لا تحفظ اى رقم !!.. وان الشريط سف !!..
ليس ذلك فقط وانما تأتيك أيضا الأرقام السرية .. رقم سرى لبطاقة حسابك البنكى.. وكلمة السر لإيميلك .. ولحسابك على الفيس بوك وتويتر وانستجرام .. شهادة ميلادك لها رقم.. ولذكرى يوم ميلادك رقم .. ولأولادك وزوجتك .. واعياد ميلاد كل فرد فى الأسرة رقم .. وعدد الأقساط لبعض مشترياتك وقيمتها وموعدها..
كل الذكريات باتت قائمة على الرقم قبل المشاعر.. تحفظ رقم سيارتك .. وتحفظ أيضا رقم راتبك الشهرى .. ومقدار علاوتك المالية .. تحفظ ديونك كلها .. وتحفظ تاريخ فك الوديعة فى البنك .. وتاريخ سحب الأرباح وقيمتها..
كل شىء بات بكلمة سر والضغط على ارقام بعينها ليفتح ابوابه..  كل شىء باستثناء القيم الانسانية والتى لا يمكن فك شفرتها بأرقام مثل غيرها .. فرقمها السرى مودع فى القلب .. لا يتغير ولايتم السطو عليه ولا يمكن عبوره بالحساب !..
ما هذه الحياة التى توارت فيها المشاعر أمام قسوة الأيام .. وباتت ارقام × ارقام وكلمات سر فى حروف!!.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة