آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

أزمات الشرق الأوسط

آمال المغربي

الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 09:00 م

كل الدلائل تؤكد أن  أزمات الشرق الأوسط وحروبه لم تعد تحظى باهتمام العالم الغربى المنشغل الآن  بالتوجهات الأمريكية الجديدة نحو الصين.. تأكدت هذه الحقيقة خلال الدورة الأخيرة لأعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى عقدت فى نيويورك الأسبوع الماضى.
ففى خطاب الرئيس الأمريكى جو بايدن الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتوقف عند الأزمات المتفاقمة فى المنطقة العربية، وركز على وباء كوفيد-19 وتغير المناخ والتوترات مع الصين وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.. ومشاكل الشرق الاوسط الان لدى الولايات المتحدة واوروبا  تنحصر فقط فى الاتفاق النووى مع إيران اما خارجه فقد انشغلت الدول الأوروبية بتطورات حلف أوكوس (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا)، الذى تنظر إليه أوروبا على أنه قوة عسكرية مرادفة لحلف الناتو تأتى ضمن استراتيجية أمريكا  لمواجهة الصين.
يتحجج العالم الغربى الان بأن معظم الصراعات فى المنطقة وصلت لطريق مسدود وغير قابلة للإصلاح رغم انهم هم من تدخلوا عسكريا  فيها إلى جانب واشنطن وتركوها فى أتون صراعات لا تنتهى.   
فى المقابل، يحذر الخبراء من أن هذا التحول سيكون مكلفا بالنسبة لأوروبا، لأن الانسحاب الأمريكى من الشرق الأوسط هو «انسحاب شكلي» ويفيد واشنطن فى استراتيجيتها الجديدة أن تبقى المنطقة منشغلة فى صراعاتها وتداعيات تلك الصراعات وبجعلها تركز على الصين.
 وهو نفس ما تفعله الدول الاوربية التى عليها إبقاء دول الشرق الاوسط منشغلة بخلافاتها وأزماتها، ففى سوريا تراهن واشنطن على خلافات مستقبلية بين إيران وروسيا ما يطيل الأزمة فى هذا البلد، حيث تنشط أيضا جماعات جهادية. أما فى ليبيا فتركز واشنطن على الدبلوماسية الأممية مراهنة فى نفس الوقت على الانقسامات الداخلية ما يبقى البلد فى وضع غير مستقر على مدى طويل
والوضع ليس مشرقا فى بقية دول المنطقة التى يقف بعضها على شفا كارثة إنسانية ويعانى بعضها الآخر من تداعيات أزمة الربيع العربى ومن تدهور اقتصادى ومن مخلفات جائحة كورونا وارتفاع فى معدلات الفقر وتبدو ممزقة بين تلبية شروط صندوق النقد الدولى وتأثيرات ذلك على المجتمع، وما قد يخلفه من اضطرابات شعبية وسياسية.
ورغم ان الإدارة الأمريكية تخاطر بترك هذه الأزمات تتفاقم فإنها لن تتدخل الا اذا خرجت  الامور عن السيطرة أو شكلت تهديدا لمصالحها.
وبالنسبة لأوروبا، فالوضع  يختلف وأكثر خطورة مقارنة بالولايات المتحدة فيرى الخبراء أن زعزعة الاستقرار فى الشرق الاوسط  ستمتد لأوروبا من خلال انتشار حالة اليأس بين شعوب تلك الدول، خاصة الشباب، ما سيقوى من الرغبة فى الهجرة بطرق شرعية وغير شرعية، وهذا سيعطى زخما لأحزاب اليمين المتطرف بالإضافة إلى التكلفة الاقتصادية لأزمة الهجرة واللجوء على أوروبا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة