نجيب ميقاتى مع  الرئيس الفرنسى ماكرون فى قصر الإليزية
نجيب ميقاتى مع الرئيس الفرنسى ماكرون فى قصر الإليزية


حكومة ميقاتى.. ومهمة انتشال لبنان من الانهيار

إبراهيم مصطفى

الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 09:26 م

 

تحت شعار «معاً للإنقاذ»، بدأت الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتى عملها، بعدما حصدت ثقة مجلس النواب الاثنين الماضى بأغلبية 85 صوتاً ومعارضة 15 عضواً، ما ينهى رسمياً 13 شهراً من الفراغ الحكومي.

صعوبة المهمة وجسامة التحديات أمام الحكومة عبر عنها رئيس الوزراء فى خطابه بجلسة نيل الثقة بالبرلمان، مؤكداً أنه سيعمل على استئناف التفاوض مع صندوق النقد الدولي، للوصول إلى برنامج إنقاذ قصير ومتوسط الأمد، وتأمين الكهرباء فى أسرع وقت، والعمل على تنويع مصادر الطاقة، كما تطرق للوضع الأمنى ودعمه لقوات الجيش والشرطة، مشيراً إلى سعيه لاستئناف المفاوضات من أجل حماية الحدود البحرية اللبنانية، وتعهد باستكمال التحقيق فى أسباب كارثة مرفأ بيروت.

وفى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، ستكون أولى المهمات أمام الحكومة الجديدة هى انتشال لبنان من الانهيار، الذى يشهده منذ عامين، فبحسب البنك الدولى سقط 78% من اللبنانيين فى شباك الفقر خلال العامين الماضيين، وتخلف لبنان عن سداد الدين العام، وانخفضت قيمة الليرة بأكثر من 90%، كما هبطت قيمة ودائع البنوك بنحو 80%، كما قفزت أسعار المواد الغذائية بنسبة 557% منذ أكتوبر 2019 وفق برنامج الغذاء العالمي، وإجمالاً انكمش الاقتصاد بنسبة 30% منذ عام 2017.

ومن المنتظر أن يكون رفع الدعم من أولى الخطوات فى برنامج إنقاذ اقتصادي، حيث قال ميقاتى فى تصريحات تليفزيونية إن الدعم يجب أن يتوقف تماماً باستثناء الأدوية، وبدت مؤشرات ذلك فى إعلان الحكومة رفع سعر البنزين مرتين خلال أسبوعين.. وسيكون على عاتق الحكومة الجديدة تنظيم الانتخابات التشريعية المرتقبة، والتى التزم ميقاتى إجراءها فى موعدها فى مايو من العام المقبل، وقد تعقد قبل ذلك الموعد، بعدما أعلن وزير الداخلية بسام مولوى أنه «لا مانع» من إجراء الانتخابات النيابية قبل موعدها، وذلك عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون.

ولا يبدو أمام ميقاتى وحكومته سوى العمل الفورى للوصول إلى نتائج سريعة، خاصة مع الضغط الدولى باتجاه تنفيذ إصلاحات، ما ظهر فى لقاء ميقاتى مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، خلال أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء الجديد، حيث طالب ماكرون الحكومة اللبنانية الجديدة، باتّخاذ إجراءات إصلاح عاجلة، مؤكداً ضرورة إصلاح النظام المالي، ورد ميقاتى بأنه عازم على تنفيذ الإصلاحات على وجه السرعة، ما يؤكد التزام سابق لرئيس الحكومة بتطبيق المبادرة الفرنسية التى طرحها ماكرون فى سبتمبر 2020 وتنص على إصلاحات اقتصادية مقابل مساعدة دولية.

وإلى جانب الصعوبات الاقتصادية، سيكون أمام ميقاتى تحد كبير هو حماية حكومته من التجاذبات السياسية، المنتظر أن تزداد فى الأشهر المقبلة كلما اقترب موعد الانتخابات، وهو ما ظهر فى الكلمات التى ألقيت بجلسة منح الثقة للحكومة، حيث حرص كل نائب على عرض سياسات فصيله، دون اكتراث بالبرنامج الذى قدمته الحكومة.. ودخل ميقاتى بوابة الأزمات مبكراً، بانتقاده شحنات الوقود الإيرانية التى أدخلها حزب الله للبلاد، ووصفها بـ«الانتهاك لسيادة لبنان»، مؤكداً فى تصريحات إعلامية أن العملية تمت فى معزل عن الحكومة، وتزامن ذلك مع إعلان الولايات المتحدة فرضها عقوبات على 4 شخصيات على صلة بحزب الله، لقيامهم بأعمال غسل للأموال لصالح الحزب وإيران.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة