تفجيرات بروكسل ومن قبلها تفجيرات باريس، وضعتنا أمام معضلة كبيرة، العالم كلة تعاطف مع ماحدث في الدولتين الأوربيتين، وتم اتخاذ الإجراءات الفورية العنيفة والاستثنائية، وكان الشعبان الفرنسي والبلجيكي علي قلب رجل واحد، لم ينتقد احد إلاجراءت التي تم اتخاذها في أعقاب التفجيرات التي حدثت، ولم يصرخ احد متسائلا أين حقوق الانسان، او يشر إلي تقصير أمني او حتي السخرية من الدولة كما لو كان هناك حالة تشف من المسؤلين والاهم هو التضامن الدولي والعالمي لما حدث في الدولتين وتعريف ما حدث بأنه ارهاب، وان داعش مسئولة عنه حتي قبل ان تعلن هي ذالك.
كل ذلك طبيعي ولكن نفس الذين انتفضوا وتضامنوا هم انفسهم الذين يسمعون كل يوم عما يحدث في مصر من حوادث ارهابية وبالتحديد علي ارض الفيروز في سيناء، هم يرون ان ما يحدث هو رد فعل، ولا اعلم ماهو الفعل الذي حدث ليكون ما يحدث هو رد فعل له، ومع ذلك فإن حوادث استهداف المدنيين هل هي الأخري رد فعل ؟ وحادث الطائرة الروسية هي الأخري رد فعل ؟ هنا مكمن القضية التي اثيرها.
نحن نتحدث مع أنفسنا ولا نتحدث معهم، الاعلام الغربي والعالمي لا نصل إليه وهناك تقصير منا في هذا الجانب، ولا ادري هي مسئولية من، فالامر اكبر من هيئة الاستعلامات ولا تحل بعودة وزارة الاعلام ولا هي مسئولية السفراء في الخارج، هي اكبر من ذلك بكثير، وأضرب عدة أمثلة للاختلاف وعدم استغلال القرص.
مثلا لم يتحدث احد عن تقصير أمني في مطار بروكسل ولا أن هناك أفراد أمن كانوا مشغولين بأمور شخصية بعيدة عن تأمين المطار، في الوقت الذي اجتمعوا للنيل من أمن مطار شرم الشيخ يوم سقوط الطائرة الروسية، وأيضاً لم يتحدث احد عن مقاطعة الذهاب لباريس وبلجيكا، في الوقت الذي تباروا في مقاطعة مصر كلها، والأغرب انه في الوقت الذي شنوا هجوما علي مصر بوصفهم ان القمع هو الذي يؤدي للارهاب والتطرف، تضرب عاصمة الاتحاد الأوروبي وبلد الحريات باريس بالإرهاب والتطرف.
كل هذه الأمور كان يمكن استخدامها بشكل علي مستوي الاعلام الدولي لو احسنا الامر خاصة ان الاعلام يؤثر في سياسات الدول وقراراتها بالاضافة إلي توضيح رؤية الرئيس حول ضرورة انتباه الغرب للتطرف وبعد رؤيته التي تحققت بعد سنين.
كل ذالك سيؤدي إلي تجنيب مصر احداثا كثيرة وكنا في قلب القرار العالمي وهو المطلوب أن نكون فيه الان.