كثرة التعديلات الوزارية جعلت المتوسط الزمني لبقاء الوزير في منصبه لا يتعدي شهورا.. وإذا تجاوز العام فإنه من المحظوظين بالتأكيد.

هل هي مصادفة أن يستهدف الارهاب الأسود العاصمة البلجيكية بروكسل بثلاثة تفجيرات ضخمة راح ضحيتها ٣٤ قتيلا وأكثر من مائتي جريح في نفس اليوم الذي يتحدث فيه فضيلة المفتي د.شوقي علام أمام البرلمان الأوروبي عن سماحة الاسلام ورفضه العنف والارهاب علي بعد كيلو مترات قليلة من موقع التفجيرات؟ وهل هي مصادفة أن ترتكب هذه الجريمة بعد أربعة أيام من القاء السلطات البلجيكية القبض علي الارهابي صلاح عبدالسلام أحد العقول المدبرة لعملية باريس الإرهابية وأحد منفذي عملية الاستاد الفاشلة بالعاصمة الفرنسية ؟
من المؤكد انها لم تكن مصادفة.. لقد أراد تنظيم داعش الذي تبني هذه التفجيرات الإرهابية احراج المفتي وعقاب بلجيكا لجهودها في ضبط الإرهابي صلاح عبدالسلام.. هذه العملية القذرة ضربت عصفورين بحجر واحد.. ومع ذلك لم نجد الإعلام البلجيكي يولول مستنكرا قصور الأداء الأمني أو الاهمال في إجراءات تأمين مطار بروكسل ومحطات المترو ولم نجد من يطالب بإقالة وزير داخلية بلجيكا بل كان التعامل الإعلامي والرسمي علي مستوي المسئولية فكان التأكيد علي أن الأمر لا يتعلق بقصور أمني بقدر ما يكشف أن التنظيمات الإرهابية بلغت من القوة ما يجعلها قادرة علي الوصول إلي أي مكان وتنفيذ أبشع الجرائم وهو ما يستدعي تضافر الجهود الأوروبية لمكافحة الارهاب.
ما قاله الاعلام والمسئولون في بلجيكا هو نفس ما حذر منه الرئيس السيسي أكثر من مرة منذ توليه المسئولية مؤكداً أن الارهاب لا وطن ولادين له وأنه لاتوجد دولة في العالم في مأمن من خطر الارهاب وهو ما يستدعي تعاون جميع الدول وتوحيد جهودها للقضاء علي الارهاب وتجفيف منابع تمويله ومواجهة التطرف الديني بكل الجدية وليس بالمؤتمرات والتصريحات فقط.
تفجيرات بروكسل جاءت أيضا بعدأيام قليلة من عملية كمين الصفا بالعريش التي راح ضحيتها ١٥ شهيداً من خيرة أبناء مصر ضباطاً وجنوداً في رسالة من تنظيم داعش أنه لايخوض حرباً ضد مصر فقط وإنما ضد العالم كله وأوروبا بصفة خاصة.
لقد أرادوا أن يطير النوم من عيون الأوروبيين وأن تفقد الدول الأوروبية أهم ما يميزها وهو الأمن والاستقرار لكن كما أن عملية كمين الصفا وأي عملية مشابهة سابقة أو لاحقة -لاقدر الله- لم ولن ترهب المصريين إنما ستزيدهم اصراراً علي مواصلة الحرب ضد الارهاب حتي القضاء عليه تماما فإن تفجيرات بروكسل يجب أيضا أن تكون نقطة انطلاق لمواجهة أوروبية شاملة للارهاب تعتمد علي التنسيق والتعاون الاستخباراتي والدعم المادي والعسكري لكل محاولات التصدي للارهاب في أوروبا وجميع الدول التي تحارب الارهاب وفي مقدمتها مصر التي كانت أول من حذر من خطر الإرهاب علي العالم كله.
أزمة اختيار الوزراء
مع كل تعديل أو تغيير وزاري تتكرر نفس الأزمة.. أزمة اختيار الوزراء الجدد والمفاضلة بين مجموعة من المرشحين طرحت أسماؤهم جميعا من خلال العلاقات الشخصية وترشيحات المقربين من رئيس الوزراء.. سبب هذه الأزمة أنه لا توجد لدينا قاعدة بيانات بالخبرات والكفاءات التي تصلح لتولي المناصب الوزارية وتحمل المسئولية.. لو لدينا هذه القاعدة في جميع القطاعات ما واجهنا هذه الأزمة - المضحكة المبكية - والتي غالبا ما تسفر عن اختيار شخصيات ليست بالكفاءة المطلوبة بدليل كثرة التعديلات الوزارية حتي أصبح المتوسط الزمني لبقاء الوزير في منصبه لا يتعدي شهورا وإذا تجاوز العام فإنه من المحظوظين بالتأكيد ولهذا برزت مشكلة أخري وهي العثور علي من يقبل تولي الوزارة.. لم يعد منصب الوزير مطمعا أو مغنما تسعي إليه الخبرات والكفاءات خاصة في ظل الأجواء التي تجعل أي وزير بين يوم وليلة متهما أو سجينا «وحلني» علي ما يثبت براءته!! ولهذا ترتعش أيادي الوزراء فيتراجع أداؤهم.
آخر كلام
لفتة رائعة من المجلس القومي للمرأة أن يحتفل اليوم بتكريم نماذج من المرأة المصرية المتميزة في جميع المجالات في احتفالية تحمل عنوان «عظيمات من مصر» بمناسبة يوم المرأة المصرية.. المكرمات شخصيات قيادية أثرت في مجتمعاتها وواجهت التحديات والظروف الصعبة أو حققت تميزا في الفنون والآداب والتعليم والرياضة.