ساعات ويصدر التعديل الوزاري الذي انتظرناه طويلا.. واحترنا واحتار دليلنا مع الأسماء التي يتسابق الإعلام في الإعلان عنها.. المشكلة ليست في الأسماء ولا الانفراد بالخبر.. لكن المشكلة متكررة.. فمع كل تغيير وزاري نعلن أن هناك تعديلا وننتظر أسابيع وشهورا إلي أن يحدث التغيير والتعديل.. وما بين الإعلان والاختيار نترك الساحة للشائعات.. والقيل والقال.. ولا أدري هل المشكلة هي البحث عن كفاءات أم البحث عن وزراء يرتدون واقيا من رصاصات النقد الإعلامي والفضائي والالكتروني مع كل قرار يصدر عنهم.. فهم في مرمي النيران دائما.. وأعتقد أن هذا هو سر الاعتذار عن الكرسي الذي أصبح يهتز بصاحبه ويجعل يديه مرتعشة غير ثابتة.. أعلم أن مصر مليئة بالكفاءات والخبراء والمتخصصين..لكن الوزارة لم تعد هي الحلم والأمل.. فكم من وزير دخلها وسط زخم وترحيب إعلامي.. وخرج منها مطرودا مقهورا.. أو محبوسا يطارده الخزي والعار.. قد يكون بريئا وقد يكون ارتكب جريمة فعلا.. أو أخطأ في اتخاذ القرار.. وقد يكون وضع يديه في عش الدبابير.. أو ناطح مراكز القوي لديه.. ولكن النتيجة واحدة دائما.. يد مرتعشة ووزير خائف من نيران الإعلام.
لا أنكر أن هناك وزراء قاموا بدورهم بكفاءة مشهودة لها رغم ما أحاط بهم من نقد وتجريح.. ولكن هناك أيضا وزراء لا طعم ولا لون ولا رائحة.. لم نسمع طوال مدة الوزارة عن قرار صدر منهم أو أي تحرك.. أما المجموعة الاقتصادية فطوال تلك المدة كنا نشعر بتخبطهم في اتخاذ القرار مما أدي لارتفاع سعر العملات وتراجع الجنيه وارتفاع أسعار جميع السلع ليزداد الفقير فقرا.. وتتدهور حالتنا الاقتصادية من سيء إلي أسوأ.. ولولا وقفة الأصدقاء معنا كنا وصلنا إلي مرحلة الانهيار.
أتمني أن تكون الوزارة الجديدة علي قدر المسئولية وأن تبدأ عملها بالنظر إلي أهالينا البسطاء الذين لا يجدون قوت يومهم وهم كثر ومنتشرون بالقري والنجوع والكفور وأيضا في العاصمة موظفون يعملون في أكثر من وظيفة ومع ذلك لا يفون باحتياجات أسرهم.. فضلا عن العاطلين والباحثين عن عمل.
أما أملي الأكبر فهو أن نجد وزيرا للتعليم علي قدر المسئولية يبدأ خطة التطوير من الحضانة ويعمل علي تغيير مفهوم التعليم فيختفي التعليم الأجنبي ويصبح لدينا تعليم مصري بجد يحقق احتياجات المجتمع.. ويكمل برنامج الرئيس وحلمه في نقل التجربة اليابانية وأن تكون لدينا سياسة واضحة ثابتة ومستقرة لا تتغير بتغير الوزارات.
أتمني أن نجد وزراء ضد الرصاص الفضائي والالكتروني يعملون في صمت وبثقة ويد ثابتة.