غادة زين العابدين
غادة زين العابدين


عاجل جداً

«شريف» يستغيث بمحافظ الجيزة

غادة زين العابدين

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 - 05:09 م

بعد ٢٥ عاما فوجئت باتصاله،شريف عزت فهمى، الشاب الذى كتبت عنه أول قصة انسانية فى حياتى الصحفية،الشاب العشرينى الذى كان عائدا من الإسكندرية بصحبة صديقين من الكويت،أحدهما ابن الملحق الثقافى الكويتى وقتها،وانقلبت بهم السيارة عند وادى النطرون لتجاوز السرعة ٢٠٠ كم، الشاب أصيب إصابات بالغة بالنخاع الشوكى،بينما أصيب الصديقان برضوض،وجاء الملحق الثقافى ليأخذ ابنه ويترك صديقه المصرى ليواجه تأخر وسوء عملية الانقاذ،مما أدى لتدهور حالته وإصابته بشلل رباعى.
وبقدر قسوة والد الشاب الكويتى،كانت رحمة أمير الكويت -وقتها-الشيخ سعد العبد الله الصباح رحمه الله، فبمجرد قراءته للقصة بالأخبار ، قرر فورا علاج شريف بالخارج على نفقته،ولكن للأسف،لم يفلح العلاج،لعجز العلم عن علاج حالات الشلل الرباعى.
تذكرت هذا التاريخ الحزين،وأنا أتلقى اتصال شريف، الذى أصبح رجلا على مشارف الخمسين،وتجددت أحزانى،وهو يفاجئنى بمأساته الجديدة.
 قالى لى شريف إنه بعد ان انتهى به الحال فوق كرسى متحرك عام ١٩٩٢،قرر ألا يستسلم،فحصل على ليسانس الحقوق،وسعى للبحث عن عمل فى نسبة الـ5٪ ،وساعده د.شريف والى-مدير جهاز  رعاية وتشغيل الشباب بالجيزة وقتها-فى الحصول على محل بمشروع سويقة الدقى بشارع السودان،ونجح فى افتتاح محل نظارات،وفعل المستحيل لتجهيزه،ووضع فيه كل أمله،واستطاع ان يعتمد على نفسه فى توفير لقمة عيشه،ومرت السنوات وهو راض بحاله،إلى أن فوجئ منذ أيام بمن يريد ذبحه بمنتهى القسوة،حينما تلقى إنذارا من جهاز رعاية شباب الخريجين باخلاء المحل فجأة بعد ٢٥ عاما،وبعد أن أصبح مشروعا ناجحا ،بحجة إعادة استغلال المنطقة، دون اعتبار لضياع شقا العمر وكفاح السنين.
وأيا كانت المبررات،فمن يعوض شريف عن شقا عمره،وكيف يعيش حياته بعد تدمير مصدر دخله الوحيد،وكيف يبدأ من جديد فى هذا العمر ،ومع قسوة ظروفه الصحية.
شريف يستغيث بمحافظ الجيزة وبرئيس جهاز رعاية وتشغيل شباب الخريجين،هذا الجهاز الذى فتح أمامه باب الرزق والأمل منذ ٢٥ عاما، ويريد الآن إغلاقه فى وجهه بمنتهى القسوة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة