سليمان قناوى
سليمان قناوى


أفكار متقاطعة

عذاب «تلقيح» المسافرين

سليمان قناوي

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021 - 05:13 م

« الحلو ما يكملش» شتان بين ما يجرى داخل مركز تلقى لقاح كورونا للمسافرين بأرض المعارض بمدينة نصر، وما يدور خارجه داخل الخيمة المنصوبة لاستقبال طالبى اللقاح، فى الداخل تشعر كأنك فى «ناسا» وفى الخيمة أنت فى «حوسة» تحاول أن تجد مكتباً للاستعلامات لتعرف فى أى طابور تقف فلا تجد ثم تكتشف أن مكاتب الاستعلامات موجودة بجانب الخيمة وتغطيها طوابير المنتظرين فلا يراها أحد ،وعكس الانضباط  والنظافة والرقى داخل المركز تجد الفوضى ضاربة فى الخارج طوابير أفعوانية  تلتف حول الخيمة وتمتد لعدة كيلومترات ويتكدس الناس بشكل يجعلك تخشى أنك بدلاً من مجيئك لتحصن نفسك، فأنت تذهب برجليك لالتقاط الفيروس ،الطابور مختلط للنساء والرجال وكبار السن وحتى الأجانب ،وسبب طول الطابور وبطء تحركه أن موظفاً واحداً  يستوثق أولا من الرسالة المرسلة على تليفونك المحمول قبل أن يعطيك رقماً ،ويبدو أن المسئولين فهموا عملية التلقيح خطأ بأنها»اتلقح بره بالخيمة»  ،وكان يمكن أن نوفر تعذيب وقوف المواطنين فى الطابور لأربع ساعات( أكتب عن تجربة شخصية) بأن يرسل لكل طالب للقاح على تليفونه رقم دخوله مع تحديد موعد تقريبى لاحتمال حصوله على اللقاح ويستمر التعذيب فبعد الوقوف 3 ساعات للحصول على رقم ،  ننتقل للوقوف فى طابور آخر استعداداً للدخول، وحين تسأل عن جدوى الطابور الثانى وما قيمة الرقم الذى حصلت عليه كترتيب لعملية دخولك فلا تجد إجابة منطقية ، وكان يمكن التسهيل على الحاضرين بتشغيل الشاشات الثلاثة العملاقة( المعطلة) بظهور رقم كل مواطن على إحداها حسب ترتيبه وأمامه رقم»الكاونتر» الذى يتجه إليه لتلقى اللقاح، كما هو المعمول به فى جميع البنوك( رقم كذا يذهب إلى شباك كذا) ، وتظهر الفوضى مرة أخرى فى الطابور الثانى بإدخال المواطنين عشرات عشرات( بالزوفة) لكن حين تدخل المركز بعد أن تتمتم بالشهادتين تحس أنك انتقلت من الفردوس المفقود إلى الفردوس الموجود ،نظافة إيه ورقى إيه..كاونترات عديدة وطبيبات وحكيمات مهذبات وكثيرات فلا يستغرق الحصول على اللقاح سوى 15 دقيقة شملت استفسار الطبيبات عن تاريخك المرضى والأدوية التى تتعاطاها بما فيها سداد رسوم الحصول على الشهادة المعتمدة للسفر، تقضى 4 ساعات انتظاراً بسبب سوء التنظيم والأمر الفعلى لا يستغرق سوى 15 دقيقة ، أتمنى على وزارة الصحة أن تكمل الحلو بتنظيم دخول المواطنين بطريقة أيسر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة