كنت متفائلا بالثورة وأن البلد في سبيله لتحقيق حلم العيش والحرية، ولكن للأسف تحول الحلم إلي كابوس وأصبح الهم والنكد هو قاموس الحياة

علي الرغم من المجهود الجبار الذي يبذله رئيس الجمهورية من أجل الوطن والمواطن.. وما تقدمه قواتنا المسلحة والشرطة من شهداء للقضاء علي الإرهاب.. فإن المواطن المصري مازال يعاني ويتألم وحكومتنا الرشيدة تبحث عن حل لمشكلة الدولار بدلاً من البحث عن حلول لمعاناة المواطن.. وأصبح «الفيس بوك» يحرك الأحداث.. بل تكاد البلاد تُحكم من خلاله.. يشاركه برامج التوك شو علي اختلاف توجهاتها.. فمنها من يشعلل الأحداث ومنها من يطفئها خصوصاً إذا كانت له مصلحة.. والمواطن يري البلاد وقد فقدت الكثير من رونقها.. وسيطر الخوف والبيروقراطية علي عقول المسئولين.. وأصبح حق المواطن ضائعا في الوزارات.. وخاصة الخدمية. لابد من الواسطة والمحسوبية حتي يحقق طلباته، من يمشي في الشارع لا يجد طريقا يمشي عليه بعد أن استولت عليه الأحياء وحولته إلي موقف خاص لأصحاب السيارات. وتكون النتيجة أن تنتفخ جيوب موظفي الأحياء من هذه المواقف.. الشوارع والأرصفة السليمة يتم تكسيرها وتبديلها حتي تزيد عمليات السلب والنهب.. وأنا أحاول أن أبعد الشكوك أو مجرد التفكير فيها.. ولكن للأسف أصبحت حقيقة. وما أراه في شوارع مصر المحروسة من سيطرة البلطجية عليها، خير شاهد علي ذلك، فكم من القرارات صدرت لمنع عربات الكارو من المرور في شوارع القاهرة، ولكنها تمرح بكل حرية وطظ في القوانين.. أما عربات التوك توك التي تحتل الشوارع والحارات مثل الصراصير عكس الاتجاه ومع الاتجاه، تحمل كل أنواع الجرائم ويُخرج سائقها- حتي لو كان طفلا - لسانه لأي مسئول.. وكم من القوانين صدرت أيضا لتنظيم عملها وتحديد خط سيرها.. ولكن للأسف ونحن في «اللادولة» لا يتم تطبيق القوانين إلا علي الغلبان أو الفقير.. أماالبلطجي والحرامي فالكل يهابه ويخاف من سطوته.. أما سيارات الميكروباص فهي خارج سيطرة اللادولة.. ولا أحد يستطيع الاقتراب منها، وإلا سينال ما لا يعجبه، لدرجة أن شوارع القاهرة أصبحت تعج بسيارات «رحلات اسكندرية» وكأن سياراتها لا تكفيها.. يحددون الأجرة كيفما أرادوا ولا يستطيع أحد الاعتراض وإلا سيكون مصيره السحل أو الضرب علي أقل تقدير، في كل مرة أحاول أن أبعد هذه الكوابيس والتفكير السلبي الذي نعيشه هذه الأيام.. ولكن للأسف الأمور تسير بسرعة البرق إلي الخلف بدلا من أن تسير إلي الأمام.. كل شيء يحصل عليه المواطن بصعوبة.. الغلاء سيطر وطال كل شيء واللادولة عاجزة عن السيطرة عليه.. فالفقير يزداد فقرا والأغنياء لا يهمهم الفقراء.. أصبح حصول الشاب علي شقة من أحلام اليقظة، فكيف يحصل عليها وقد وصل أقل سعر شقة إلي 250 ألف جنيه، وهو لا يمتلك 250 ألف مليم.. ولا يجد وظيفة بعد أن أغلق الكثير من المصانع أبوابها.. وهرب المستثمرون بسبب تقلبات اللادولة والعمليات الإرهابية التي يقوم بها أناس لا يعرفون الله.. أما الوظائف الكبري فهي محجوزة لأولاد الذوات أو تُورَّث من الآباء للأبناء.. حتي المناطق السياحية لم تنج من الأزمة وأغلقت الفنادق والمنتجعات السياحية أبوابها.. وأصبح البوم والغربان هي ضيوف شواطئنا.
كنت متفائلا بالثورة وأن البلد في سبيله لتحقيق حلم العيش والحرية، ولكن للأسف تحول الحلم إلي كابوس وأصبح الهم والنكد هو قاموس الحياة.. وانحدر الجنيه إلي الأسفل وأصبح النظر إلي الجنيه نظرة احتقار والنظر إلي الدولار نظرة إعجاب وضاع المواطن بين الغلاء وعدم تحقيق الحلم وحكومتنا تائهة والوزراء مغيبون.
الختام.. سقوط الكثير من الشهداء من الجيش والشرطة في سيناء.. يدل أن هناك خطأ كبير!