أنني أشعر باللخبطة والحيرة وأتساءل مَنْ علي حق من هذه الجماعات وهل إسلامي خطأ أو ناقص.. أمام هذه الاختلافات والصراعات التي تدور حاليا

الحمد لله.. أنني ولدت علي الاسلام.. وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.. وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.. وهي الأركان الخمسة للإسلام.. ألتزم بها التزاما كاملا وأتممتها كاملة والحمدلله.. وآمل أن يتقبلها الله خالصة لوجهه الكريم.
>> ولكن ما يحزنني هذه الأيام اشتعال المعارك بين المسلمين وأصبح الكثير من البلاد العربية مسرحا للقتل والدمار تحت حجة الدفاع عن الإسلام وتطبيق الشريعة، وتفرق الإسلام شيعا وجماعات وأصبح القتل والدمار هو السائد بينهم.. بدلا من التوحد تحت لواء الإسلام.. ولننظر إلي حال الدولة العربية وما وصلت إليه الآن من صراع، لدرجة أنني أشعر باللخبطة والحيرة وأتساءل مَنْ علي حق من هذه الجماعات وهل إسلامي خطأ أو ناقص.. أمام هذه الاختلافات والصراعات التي تدور حاليا.
ففي اليمن.. تدور الحرب بين الحوثيين أصحاب المذهب الشيعي وحليفهم علي عبدالله صالح وتنظيم القاعدة والدولة ممثلة في هادي منصور.. وتدخلت السعودية لصالح الحكومة الشرعية في محاولة لوقف الزحف الشيعي.. وتحول اليمن السعيد إلي اليمن التعيس، وقادته الحرب الأهلية إلي تدمير البلاد.
أما في العراق.. فقادت أمريكا خطة لتفتيته إلي دويلات صغيرة.. وبالفعل تحقق لها ما أرادت.. فتم اعدام صدام حسين.. وانهارت الدولة وانفصلت أقاليم كردستان واستولي الشيعة علي الحكم وتحول السنة إلي مجموعات.. هذا انضم إلي القاعدة وذاك انضم إلي داعش.. وأصبحت العراق مسرحا لحرب دموية، وأصبح السنة تحت مطرقة المد الشيعي الذي تقوده ايران، وتحولوا إلي حرب عصابات وانضموا إلي تنظيم داعش أو القاعدة في محاولة للحفاظ علي هويتهم والوقوف في وجه المد الشيعي الذي تقوده إيران.
أما سوريا.. فقد أتت الحرب الأهلية علي الأخضر واليابس ويحاول بشار الأسد «العلوي الشيعي» الحفاظ علي حكمه واستعان بحزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وروسيا من أجل هذا.. ويخوض حربا شرسة في مواجهة تنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام.. وتدخلت بعض الدول العربية لصالح طرف ضد آخر.. ووقعت البلاد فريسة للصراع وتحول سكانها إلي مجرد أرقام غرقي في البحر المتوسط أو لاجئين في حدود الدول المجاورة.. ومن تبقي في البلاد لايجد لقمة العيش لكي يستمر في الحياة.
وليبيا.. فقاد حلف الاطلنطي خطة للقضاء علي حكم القذافي وبالفعل قتل بطريقة بشعة، بعيدة كل البعد عن الإسلام وسماحته، وتولي الإخوان المسلمون وحلفاؤهم حكم البلاد حتي تم إجراء انتخابات برلمانية أسفرت عن فوز الليبراليين وهزيمة الإخوان وأنصارهم.. ولكن هذا لم يأت علي هوي البعض ولم يعترف الإخوان بهذه الانتخابات.. وتدور المعارك حاليا بين الجماعات الاسلامية وتنظيم داعش والقاعدة من جهة والحكومة الليبرالية بقيادة اللواء خليفة حفتر وفشلت كل الجهود من أجل إنقاذ ليبيا من الدمار.
الختام : هكذا انهارت اليمن والعراق وسوريا وليبيا.. وهذا الانهيار لم يكن عشوائيا.. بل لخدمة الصهيونية العالمية ومحاولة خنق الإسلام وتقسيمه بين سنة وشيعة.. وللأسف كبار العلماء المسلمين والحكام.. غير مدركين لهذا التقسيم فالخوف أن نستيقظ في الصباح ونجد عدد الدول العربية وقد اصبح ٥٠٠ دولة أو دويلة.. ياخسارة.. كرسي الحكم في الدول العربية به مادة لاصقة لا تزول إلا بموت الحاكم أو توريثه لأحد أبنائه!