يشب في صدري حريق يطرح سؤال محيرا ماذا يكون الحوار بين شهيد حرر التراب الوطني وشهيد سقط من جراء أثام البعض من امتنا طمعا في التراب الوطني

أكاد أري دموع شهدائنا تتساقط علي الرمال التي احتضنت أجسادهم بعد صعود أرواحهم الطاهرة إلي عليين في معركة تحرير أرض الفيروز من العدوان الصهيوني من غدر من يزعمون أنهم يحررون الأرض من جيشها العظيم صاحب أسطورة قهر الغطرسة الإسرائيلية في حرب مازالت تدرس حتي الآن في جميع المحافل العسكرية، هذا الإرهاب الأعمي يسقط كل يوم لنا شهيداً من الجيش والشرطة في جميع أنحاء الوطن والأغرب أنهم يضللون بعض ضعاف البصيرة أنهم يقومون بعمل وطني يسقط في سبيله الكثير من الشهداء طرفهم.
هذا الأمر يستدعي إلي الذاكرة أن نعيد تدريس معني الشهادة ودرجات الشهداء في مدارسنا حتي لا يفتتن بعض أبنائنا بهذا التضليل لجهل منهم أو تعاطف مع قريب لهم شارك مع هذه الفئة الضالة البعيدة عن منهج الإسلام وتعاليمه.
شهداؤنا بين شهيد دافع عن وطنه من أجل بناء مصرنا الحبيبة وحتي ينعم شعبها بمراحل التنمية الاقتصادية والاجتماعية وبين شهيد يدافع عن عدم هدم هذا البناء الحديث فكلاهما يكمل مسيرة الآخر نحو وطنه.
معاول الهدم كثيرة ولها أذرع تمد يد العون لها من كل حدب وصوب ولكن صلابة جنودنا وضباطنا من الجيش والشرطة تقف لهم بالمرصاد ويسقط منهم الكثير من الشهداء ليقابلوا أخوانهم الذين سبقوهم في تحرير الأرض من الاحتلال.
إنه لقاء الأخوة الشهداء ولكن أعتقد أن شهداء الأمس كانوا يتمنون أن يكون شهداء اليوم هم من يستكملون تحرير التراب العربي من دنس العدوان الإسرائيلي وإعادة بيت المقدس من براثن الصهيونية إلي القيادة العربية.
الصورة قاتمة فالمفروض أن هذه الجماعات التي أشهرت السلاح في وجه الجيوش العربية في ليبيا ومصر وسوريا واليمن وتونس وغيرهما كانت تتجه نحو إسرائيل كما يتمني الناس وكما توقعوا من تسمياتهم الإسلامية التي يتفاخرون بها ولكن للأسف اتجهت إلي أوطاننا العربية لتدمر أرضنا وتبور زرعنا وتسيل دماء أبنائنا وتحرق كل تراث حضاري.
تطهير النفس يحتاج إلي زمن طويل فالحرب ضد الإرهاب والجماعات المتشددة لا يجب أن تتوقف عند المواجهة العسكرية وحدها وإنما علي المؤسسات الدينية والتربوية والشبابية أن تقوم بدورها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتي لانفاجأ بجماعات أخري أكثر تشددا نتيجة الجهل والتعصب الأعمي.
علينا أن نواجه أزمتنا حتي نحافظ علي أبنائنا ويكون استشهادهم في ميدان المعركة الحاسم لتحرير بيت المقدس.
مطلوب علي وجه السرعة التحاور مع الشباب المتشدد نسبيا ولم يحمل السلاح بعد لقتل أبناء وطننا وإيضاح الصورة أمامهم والصبر عليهم حتي يتفهموا الموقف ويتعرفوا علي أبعاد المؤامرة التي حيكت لتقسيم وتفتيت الأمة العربية والإسلامية إلي دويلات وطوائف ضعيفة لاحول لها ولا قوة فتسود إسرائيل الشرق الأوسط بكامله دون أن تطلق رصاصة واحدة.
إسرائيل ليست وحدها التي تطمع في السيطرة علي المنطقة العربية بجميع دولها إلا أنها الأخطر ويقظة الأمة العربية بالتفاف أبنائها حولها وقطع يد الإرهاب كفيل بأن يرهب كل من تسول له نفسه أن يصول ويجول في هذه الأمة وحتي يكون حوار شهدائنا في اتجاه واحد.. تحرير الوطن العربي من الأعداء والطامعين فيه.