جلال دويدار
جلال دويدار


رحلة

مدينة صربية تعيش على سياحة الاستشفاء

جلال دويدار

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 - 05:59 م

شىء محمود واجتهاد طيب.. الكفاح بحثاً عن موارد للارتزاق والحياة. هذا الأمر يدفع إلى العمل لاستغلال كل الإمكانات المتاحة خاصة ما يتعلق منها بالجوانب الطبيعية التى يمكن أن تمثل تميزاً وعاملاً جاذباً.  تحقيق النجاح وصولاً إلى هذا الهدف.. مرهون بتوافر العزيمة والفكر الاستثمارى المستند إلى عمليات التسويق والترويج الخبيرة. هنا يأتى دور الدولة وأجهزة الحكم المحلى من خلال تبنيها لتقديم كافة التسهيلات وإزالة أى عقبات. هذا التحرك لابد وأن يتسم بالفهم والوعى وكلاهما يحتمان الالتزام بإدراك أن ما يحققه التعاظم الاستثمارى تنموياً واقتصادياً واجتماعياً يُعد أكثر وأفيد عائداً بوجه عام. هذا التوجه بشكل يعتبر أهم وأفيد من اللجوء إلى فرض الرسوم والإتاوات التى تخصصت فيها أجهزتنا مما جعلها طاردة للاستثمار فى أى من هذه المجالات.

***

هذا الواقع لمسته وشاهدته خلال زيارة جديدة.. قمت بها هذا الشهر لدولة صربيا بالبلقان والتى كانت الجزء الأساسى من دولة يوغسلافيا الصديقة قبل تفككها إلى عدة دول. المثال الذى أثارنى خلال هذه الزيارة والذى أرى أنه يجب أن يكون درساً لنا فى التنمية المستهدفة.. تجسد فى التجربة الناجحة لمدينة فرنياتشكا بانيا الصغيرة الواقعة بوسط صربيا   والتى تبعد ساعتين ونصف الساعة بالسيارة من العاصمة بلجراد. هذه المدينة لا يتعدى عدد سكانها الـ ١٦ ألف نسمة بينما يصل هذا التعداد بالقرى التابعة إلى ٣٠ ألف نسمة.
إن حياتها وكل أنشطتها تعتمد على استثمار ما تملكه من ثروة طبيعية تتمثل فى آبار المياه المعدنية والكبريتية التاريخية التى يعود اكتشافها إلى مائتى عام مضت. يضاف إلى ذلك.. نهر صغير مقام عليه كبارى تاريخية إلى جانب انتشار الحدائق والغابات الشجرية والجبال الخضراء.

استناداً إلى هذه الثروة تم إنشاء مركز كبير مُعد ومُجهز لتقديم العلاجات الطبية باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات ومزود بالأطباء والمتخصصين فى جميع الأمراض وبالأخص العلاج الطبيعى. المركز ملحق به فندق تتوافر فيه الخدمات على أعلى مستوى ويضم ٧٧٤ سريراً. هذا المركز جعل من مدينة فرنياتشكا بانيا منافسة للعديد من المدن المنتشرة فى النمسا وتشيكوسلوفكيا ورومانيا وتتميز عنها بتكلفتها المنخفضة.

***

الإقبال على هذا المركز الطبى الاستشفائى.. حوّل هذه المدينة وما حولها إلى منطقة جاذبة لعشرات الآلاف من الزوار السياح من أجل العلاج والاستشفاء وقضاء الإجازات استمتاعاً بمقوماتها الطبيعية. هذه الشهرة والنجاح اللذان تتمتعان بهما انعكستا آثارهما إيجاباً وبصورة تنموية رائعة على المدينة ومحيطها. كان من نتيجة ذلك انتشار العشرات من الفنادق الصغيرة والعائلية والشقق الفندقية والمطاعم والكافيتريات ومحلات بيع المشغولات اليدوية والسوبر ماركت وهو الأمر الذى تجلى فى الرواج الذى عمت عوائده على سكان المدينة وتوابعها.

هذه الشهرة.. كانت محل إطلاع ومتابعة من جانب اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء ضمن برنامج  زيارته للدولة الصربية - التى تمت منذ عدة أسابيع - والذى أعدّه السفير عمرو الجويلى سفير مصر فى صربيا.

خلال هذه الزيارة والتى صحب المحافظ وفد من  مستثمرى جنوب سيناء. المسئول عن الشركة التى تتولى تنمية منطقة عيون موسى بجنوب سيناء والمشهورة بمياهها المعدنية والكبريتية الطبيعية الساخنة والعضو بالوفد التقى مسئولى مركز فرنياتشكا بانيا. وبعد التباحث وبحضور المحافظ والسفير تم توقيع اتفاق تعاون بين مسئولى تنمية عيون موسى ومركز فرنياتشكا بانيا الاستشفائى. من المفروض الاستفادة من خبرة وتجربة هذا المركز لإقامة مدينة عيون موسى الاستشفائية العالمية. هذا المشروع لو تم تفعيله على الأسس السليمة والترويج له يمكن أن يكون إضافة هائلة من أجل  تعظيم تواجد وتوطين وانتشار السياحة الاستشفائية فى مصر.
وللحديث بقية فى مقال قادم عن مستقبل السياحية الطبية الاستشفائية فى مصر المحروسة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة