هالة العيسوي
هالة العيسوي


من وراء النافذة

طنطاوى يترجل

هالة العيسوي

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 - 06:18 م

آن للنوبة أن تزهو وتتمطى .. فقد أهدتنا اثنين من أبطال أكتوبر العظام، القائد الشجاع النبيل المشير الراحل محمد حسين طنطاوى .. أسد الحروب وصمام أمان الوطن فى أحلك الظروف وأشد الأوقات ارتباكًا وفوضى ، طنطاوى الفارس الذى جنب البلاد حمامات الدم فى 2011 وتفانى مع رجاله أبطال حرب أكتوبر ليحميها من لؤم الأعداء فى معركة المزرعة الصينية  1973 ، سيبقى اسمه عنوانًا للرجولة والصمود والالتزام والحكمة أبد التاريخ المصرى الحديث، وفى اليوم نفسه نودع ابن النوبة العبقرى الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية فى حرب أكتوبر.. وتحيا مصر بأبنائها.

طقوس شيطانية
لم يكن هول صدمة فيديو السجود للكلب بقدر هول ما كشفه زميل الطبيب المتهم فى الواقعة كمحاولة للدفاع عنه، كان من الممكن تصديق أنه حادث فردى لشخص موتور مغرور، لكن أن نعرف أن ثمة طقوسًا سرية معتادة ومألوفة لدى قطاع كبير من المحسوبين على النخبة أو من يعتبرهم الناس «كريمة المجتمع ووش القفص» فهذه هى الكارثة التى تقتح أبواب الجحيم ، مبدئيًا فإن عذر إهانة إنسان وإذلاله، وإجباره على السجود لغير الله تعالى بحجة المزاح والصداقة هو عذر أقبح من الذنب، وأن نكتشف أن هذا التصرف وغيره مما لا يقل عنه بشاعة أمر مألوف ومعمول به بين الجراحين تحت مسمى «التدشين» بحجة نقل الطبيب المستجد من مرحلة النعومة إلى مرحلة الجد والانضباط والرجولة هو أمر مشين لايقبله العقل.

أفهم أن يقع الطبيب المستجد تحت ضغط عمل هائل  فى بداية حياته المهنية لتدريبه على أوقات العمل الشاقة المكثفة، واختبار قدرته على التحمل والجلد، لكن أن يتم تدنيس بدنه بمواد مقززة ونجسه بهذه الحجة الواهية فهو الأمر المثير للغثيان والتبرؤ منه.

وليعلم هؤلاء أن الجماعات السرية فقط هى التى تمارس هذه الطقوس الباطنية بإذلال أعضائها الجدد لضمان أن يكون ولاؤهم الوحيد لهذه الجماعة فقط.؛ فلا انتماء لدين أو معتقد أو وطن أو أهل، الولاء كل الولاء لهذه الجماعة فقط والعبودية الذليلة لكبرائها فقط ،وقد اشتهرت الجماعات الماسونية، والخلايا الأصغر المتناثرة التابعة لها  بإجراء مثل هذه الطقوس على أعضائها الجدد لدرجة، أن يتم دفن الشخص المستجد فى مقبرة مظلمة وحيدًا لعدة أيام ثم يتم إخراجه بعدها ليعيش تجربة الإحياء بعد الموت على يد أساتذته الماسون وكأنه وُلِد من جديد، قبل أن يتقدم بقسم الولاء للجماعة فيسصبح ميتاً بين المجتمع حيًا بين أفراد جماعته.

شيء من هذا القبيل تمارسه جماعة الإخوان فى سرية مطلقة على أعضائها الجدد، ربما بطقوس مختلفة، لكن كشفتها أدبيات المنشقين عنها فى مؤلفاتهم.
المذهل فى واقعة الفيديو والمدافعين عنه، أننا لم نسمع صوتًا عاليًا من أبناء المهنة السامية يستنكر أو ينفى ما تم الكشف عنه، وكأن ثمة اتفاقًا على كتمان الأمر والسكوت عنه بل، والإبقاء عليه، فى الحقيقة لم أفهم الرد الباهت  الذى أدلى به الدكتور أسامة عبدالحى أمين عام نقابة الأطباء، لـ«الوطن»،بأن ما ذكره الدكتور المدافع عن الفيديو، كلام مؤسف لا يمكن الرد عليه، و«رجاء عدم تسليط الضوء عليه»!!.
يعنى حصل ويحصل أم لا؟ عادى يعني.. كما يقول المدافعون؟

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة