لأنها مدرسة صحفية متميزة تأسست علي الابتكار الدائم في الشكل والمضمون منذ قيام الأخوين مصطفي وعلي أمين بوضع اللبنة الأولي لهذا الصرح العريق توارثت الأجيال التجديد والتطوير المستمر، ومنذ شهرين أعلن الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم ورئيس تحرير الأخبار عن استحداث صفحتين للحوارات بشكل جديد ومختلف عن المعتاد تتضمنان 4 حوارات متنوعة، منها حوار يحمل عنوان «عندي فكرة» الذي تشرفت بالعمل به، ورغم حماسي الشديد لهذه الفكرة فقد انتابني شعور مختلط، جمع بين الفخر والحماس الشديد، والخوف من صعوبة الحصول علي أفكار متميزة تستحق النشر إلا أنني اكتشفت أن مصر تمتلك ثروة بشرية هائلة من العقول المبتكرة سواء أساتذة أكاديميين أو طلابا، تستحق أن يسلط عليهم الضوء.

وتذكرت تجربة اليابان التي خرجت من الحرب العالمية باقتصاد منهار وانخفاض نسبة الرجال إلي السيدات بمقدار 1 إلي 3، وهي لا تمتلك أي مصادر طبيعية سوي براكين تثور وزلازل، لكنها تمتلك عقلًا بشريًا راهنت عليه فنجحت بفتح المجال لكل مبتكر صاحب فكرة فوصلت لأكبر وأهم اقتصاد بالعالم. ووجدت نفسي مسئولة عن كل صاحب ابتكار أو فكرة تعاطفت وتحمست لطلاب مبتكرين يقدرون العلم، اختاروا الطريق الصعب، وأصروا علي النجاح، شاركتهم أحلامهم ومعاناتهم، انبهرت بعقولهم، وبحصولهم علي العديد من الجوائز المحلية والعالمية وأثبتوا للعالم أن مصر قادرة علي التفكير والابتكار، رفضوا الهجرة واكتفوا بالأمل في أن تري ابتكاراتهم النور فشعرت بثقل المسئولية تجاههم كيف تحتضنهم مصر، وتفرح بهم وتستفيد من ابتكاراتهم قبل أن يتسرب اليأس إلي نفوسهم وينضم العديد منهم إلي أسراب الطيور المهاجرة الي دول أدركت أهمية العلم والبحث العلمي، ورصدت ملايين الدولارات للبحث عن المبتكرين وتنمية قدراتهم العلمية لتشجيعهم علي الابتكار والأهم من ذلك العمل علي تنفيذ وتسويق اختراعاتهم. ونحن إذا أدركنا أننا أمام تحد حقيقي علينا أن نبدأ بالعلم فعندما سُئل مهاتير محمد عن أسباب نهضة ماليزيا، قال دون تردد: العلم، ثم العلم، لذا أطالب الدولة أن تبدأ من العلم بتخصيص مناهج دراسية تعرف بأساسيات البحث العلمي في جميع مراحل التعليم وترصد 5% درجات للطلاب المبتكرين والمتفوقين علميًا، أسوة بالمتميزين رياضيًا ونهتم بالجانب العلمي أكثر من النظري في المدارس وتعيد إنشاء نوادي العلوم في جميع محافظات وقري مصر ونشئ فروعا لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في المحافظات ونقلل مدة الحصول علي براءة الاختراع التي قد تمتد إلي 8 سنوات مع تخفض رسوم التسجيل في أكاديمية البحث العلمي حتي لا يصاب المبتكرون بالحزن والإحباط علينا أن نتبني سياسة العلم ونهتم بزهور مصر المفكرة.. أيها السادة.. يا دعاة العلم.. امنحوها اهتمامًا واحترامًا تطرح علمًا وابتكارًا.