أنيس منصور
أنيس منصور


كنوز | «أنيس» يكشف صراع عمالقة الفن والأدب

عاطف النمر

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 - 07:00 م

هناك فى التاريخ معارك أدبية أو فنية بين الأدباء والفنانين معلنة أو خفية، مثلا: بين العقاد وشوقى، وبين العقاد وطه حسين، وبين العقاد وتوفيق الحكيم، وبين العقاد ومصطفى صادق الرافعى، وكنا نتابعها ولا نخفى دهشتنا واستنكارنا أيضا.

مثلا: هاجم الأستاذ العقاد أمير الشعراء شوقى فى محاضرة له فى الجامعة الأمريكية بعد وفاة شوقى بعشرين عاما، ولما سئل العقاد قال:
- إننى أحسن حالا من الذين يدافعون عن شوقى، هم يرونه قد مات، وأنا أراه حيا !

وهناك معارك بين الموسيقيين الكبار «محمد عبد الوهاب وكمال الطويل وبليغ حمدى ومحمد الموجى »، وكان عبد الوهاب متحفظا دبلوماسيا لا يجاهر بالعداوة، وكانوا جميعا يتنافسون على عبد الحليم حافظ، محمد الموجى يرى أنه هو الذى اكتشف عبد الحليم وأول من لحن له.. وكمال الطويل يرى أن أغنية «على قد الشوق» هى التى رفعت عبد الحليم حافظ إلى السماء وجاء توقيتها فى أعياد ثورة يوليو، وبعدها بسرعة ظهرت أغنية عبد الوهاب « أنا والعذاب وهواك »، وقال لى يومها كمال الطويل إن عبد الوهاب أراد إن يقضى عليه، وهذا غير صحيح !

ولكن أسوأ هذه الخناقات هى التى كانت بين محمد عبد الوهاب وبليغ حمدى الذى كان يهاجم عبد الوهاب بخشونة، فقد اعتقد أن عبد الوهاب يريد أن يقضى عليه، وبليغ حمدى عبقرى ضعيف فى الحب، عنيف فى الخصومة!

وفى التاريخ الأوروبى نجد أن الموسيقار العظيم بيتهوفن وهو شاب ذهب إلى موتسارت عبقرى زمانه يعرض عليه بعض أعماله الفنية، ثم طلب إلى موتسارت أن يعطيه جملة موسيقية ليبنى عليها عملا فنيا، وأعطاه، وبعد ساعة عاد إليه بيتهوفن فوقف موتسارت يقول: 

- «ضعوا عيونكم على هذا الشاب سوف يكون حديث الدنيا »!

والغريب أن بيتهوفن لم يذكر موتسارت طوال حياته إلا وشتمه ولعنه وهاجمه، مع أن كلا منهما عظيم جدا ! 

ولم يسأل أحد بيتهوفن لماذا الهجوم على من شجعه.

وهو صغير، ولكنه لم يقل، ودخل بيتهوفن العظيم من أوسع أبواب الصغائر والحقد، فليس العظيم عظيما فى كل شيء بل هو أحيانا ليس كذلك!

 أنيس منصور  من كتاب «من نفسى» 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة