هالني وافزعني مشهد لن انساه عمري كله، لص يستقل موتوسيكل ويحاول سرقة موبايل من فتاة والتي بدورها استماتت علي جهازها وهو في يد السارق الذي أصر علي سرقته، خارت قواها وسقطت مغشيا عليها وطار هو بغنيمته، كل ذلك لم يستغرق دقائق وسط صريخ الفتاة وفزعي، ولكن ما ادهشني أكثر هو سلبية الرجال الذين تراصوا ليشاهدوا المنظر وكأنما يتابعون بشغف مسلسل تركي.
وقفت مكاني وأوصالي ترتعش وانسابت دموعي وتذكرت زمان.. كان ياما كان في سالف العصر والزمان حاجة حلوة اسمها.. شهامة ونخوة، هذه الصفات التي كانت تشعرنا بالامان ولو انها كانت موجودة الآن لكان اللص في خبر كان.
آآآآآآه.. لقد ضاع الأمان.. أصبح البشر لا يخشي العفاريت وإنما تهاب الانسان!!
تمالكت نفسي لأكمل طريقي إلي المنزل وتساءلت من نلوم؟ هل نلوم الشرطة؟ وطردت هذه الفكرة من رأسي فورا فهل ستعين الداخلية جندي لكل واحد فينا؟
لا.. لا.. فمن السبب أنا وأنت.. زمااااان كنا نترك أبواب منازلنا مفتوحة وكانت لا تُسرق.. زمان كان لا يجرؤ شاب علي معاكسة فتاة من منطقته.. زمان كان الشاب إذا رأي فتاة في الاتوبيس واقفة أسرع لترك مكانه لها.. أين ذهبت تلك الاخلاق؟ أين ذهبت الشهامة.. أين ذهب الأمان؟
تغيرت الاخلاق وطغت الانانية فضاع الأمان.. أسفة جدا إذ اقول لقد تغير المعني الحقيقي للرجولة.. فأصبحت مجرد چيل علي الشعر وبنطلون تكاد تلحق وسطه بصعوبة من الهبوط إلي الأرض.. وسماعة موبايل وانسيال وطغي مصطلح وأنا مالي.
عودوا إلي مصريتكم وإلي طباعكم الاصيلة.. لقد كان أهالينا بلا موبايل ولا تاب ولا لاب وإنما كانوا يملكون الاخلاق ويتلون القرآن وكانت ملابسهم متبرجة واخلاقهم ملتزمة.