ينتابني شعور بالدهشة التي تصل في كثير من الأحيان إلي حد الانزعاج الشديد لما أراه حولي من بعض ابناء مصر الذين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم ومستمرون في معارضتهم وجدالهم بلا فهم لأي قرار اقتصادي أو سياسي يشيعون الاحباط والطاقة السلبية في المجتمع.. يتحدثون عن زيادة الاسعار وارتفاع قيمة الدولار وينتقدون السلبيات التي ابتليت بها مصر منذ عشرات السنين من فساد وعشوائيات وانهيار للبنية التحتية وكأنها وليدة اليوم.. باختصار لا يرون إلا نصف الكوب الفارغ فإذا نجحت مصر في الوصول الي مركز دولي رفيع المستوي كمقعد غير دائم بمجلس الأمن بالأمم المتحدة أو منصب عربي بأن يكون وزير خارجيتها الأسبق أحمد أبو الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية.. فهو أمر طبيعي واذا نجحت الدولة في اقامة مشروعات تخدم المواطنين في مجالات الاسكان والمرافق والبنية التحتية تحدثوا عن «السجادة الحمراء».
ألا يعلم هؤلاء أننا في مرحلة حرجة وأن مصر تواجه تحديات صعبة علي المستويين المحلي والخارجي وأن ما يرددونه بجهل يجعل من السهل علي بعض الدول التضييق علي الاقتصاد المصري وتعطيل مسيرة التنمية وايقاعنا في مشاكل قد لا تستطيع الخروج منها.
أتمني أن ينظر هؤلاء الي ما يحدث في سوريا التي وصل عدد شهدائها الي ٢ مليون مواطن وينتشر لاجئوها في مصر والأردن وتركيا والعراق التي تم تقسيمها ولا يمر يوم إلا وقتلاها يملئون الشوارع واليمن التي تعيش حربا مستمرة مع الحوثيين والقلاقل التي تضرب تونس والقادمة من ليبيا التي تعاني بدورها من كل شيء والسعودية التي يهدد داعش حدودها.
كلي ثقة في فطنة الشعب المصري الذي طالما واجه المشاكل وعاني من الحروب وخرج منها منتصرا ومرفوع الرأس.