نقل التجربة اليابانية في التربية والتعليم لا ينبغي ان ينسينا ترسيخ القيم المصرية الاصيلة المتمثلة في الحضارة والثقافة المصرية
جاءت جولة الرئيس عبدالفتاح السيسي الآسيوية اوائل مارس الجاري في توقيت بالغ الاهمية حيث تبذل مصر جهودا جبارة- اعتقد انها الاعظم في تاريخ مصر الحديث- لوضع مصر علي طريق الاستقرار والتنمية بعد ان كادت تسقط في غياهب التطرف والفوضي في ظل حكم الجماعة الارهابية.
وعلي الرغم من النتائج الكبيرة والضخمة التي حققتها جولة الرئيس الآسيوية إلا انني سأركز فقط علي زيارته لليابان كما انني سأختار من بين الفعاليات الكثيرة تركيز الرئيس علي نقل التجربة اليابانية في التربية والتعليم لاحداث نهضة حقيقية وشاملة في منظومة التربية والتعليم في مصر باعتبارها الاساس لاي نهضة في جميع المجالات الاخري.
ان الازمة التي تواجهها مصر في مجال التربية والتعليم استفحلت وتحولت إلي كارثة للدرجة التي أدت إلي اعلان الدولة صراحة عجزها عن المواجهة وبدا ذلك واضحا في تراجعها عن عدد من القرارات التي كانت قد اصدرتها لتحقيق ولو بصيصا من الأمل لاصلاح هذه المنظومة الفاسدة ومن بين هذه القرارات رصد 10 درجات للانتظام في العملية التعليمية ومكافحة الدروس الخصوصية التي انتشرت في منظومة التعليم كانتشار النار في الهشيم.
وبنظرة ثاقبة لما يجري في منظومة التعليم في مصر سنجد ان الازمة الحقيقية ليست في التعليم ولكنها في التربية فالانحدار الأخلاقي والتربوي الذي اصاب الاسرة المصرية- التي هي النواة الاولي للمجتمع- انعكست اثاره علي كل الجوانب الحياتية وفي مقدمتها بطبيعة الحال العملية التعليمية.
ولم تكن الحملة الشرسة التي قادها- للأسف- عدد من المثقفين والكتاب ضد قرار وزير التربية والتعليم لتحقيق الانضباط في المدارس وقرار محافظ الشرقية الاسبق لمكافحة الدروس الخصوصية الا انعكاسا حقيقيا لما وصل اليه الانحدار الاخلاقي والتربوي في مصر.
ومن الانحدار الاخلاقي والتربوي إلي التشرذم الثقافي والحضاري للمكونات الحقيقية للشعب المصري علي مدار تاريخه الممتد لاكثر من سبعة آلاف عام فلم يحدث في تاريخ مصر القديم والحديث ان يكون هناك تعدد لانواع التربية والتنشئة علي ارضها فهناك المدارس والجامعات الانجليزية والفرنسية والامريكية وتلك الاخري المسماة بالاسلامية وكل هذه الانواع تدرس للنشء والشباب ثقافات وحضارات بعيدة تماما عن الحضارة والثقافة المصرية الاصيلة فالاعتراض ليس علي اللغة التي يتم التدريس بها ولكن الاعتراض علي السموم التي يبثها هؤلاء في عقول النشيء من الطلاب والتي تؤدي إلي انفصالهم عن الحضارة والثقافة الام وتعدد ولاءاتهم وتشتت انتماءاتهم.
وقد أدي ذلك إلي تفجير قضايا اعلامية لا علاقة لها بالحضارة والثقافة المصرية فهذا الوافد علي مصر يطالب بإباحة الزواج العرفي في الجامعات المصرية وأتحداه ان يطالب بذلك في بلاده التي أتي منها وهذه الاخري التي اعمتها الحضارة والثقافة الغربية تطالب بالإباحة الجنسية والخروج من دائرة العلاقات الزوجية المشروعة وهذا الثالث يطالب بترسيخ الفكر العلماني المنفصل تماما عن القيم الدينية السامية بل ان الفجور في ذلك بلغ شأواً عظيما للدرجة التي أدت إلي قيام احدي المتفرنجات بالضرب في الثوابت الدينية للشعب المصري وفي مقدمتها النصوص القرآنية.