محمد الشماع
محمد الشماع


قريبا من السياسة

تحت القصف

الأخبار

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 06:21 م

 

لا تزال الكورونا تضرب بعنف هنا وهناك تتمحور وتكتسب صفات جديدة، كأنها تشن على العالم حرباً بيولوجية، والفيروسات عموما من أعجب المخلوقات فهى لا تأكل ولا تشرب ولا تمتلك ماكينة للتمثيل الغذائى، إنما هى شفرات وراثية لاهم لها إلا أن تنسخ نفسها. لذلك لا يعتبرها العلماء كائناً حياً.


وفى النقاش الشهير الذى جرى بين المرحوم د.يوسف إدريس والمرحوم د. أحمد شفيق الذى زعم أنه اكتشف علاجاً لفيروس الإيدز، قال ليوسف إدريس كلمة لا تزال محفورة فى الذهن، وهى أن من يستطيع أن يحل شفرة الفيروس فإنه يتوصل إلى نصف سر الخلق. فالفيروس الذى يأكل فى طريقه الكائنات هو نفسه الذى يحافظ على حياتنا، فهو سبب رئيسى من أسباب التوازن البيئى لأنه يتطفل أيضاً على الميكروبات ولولا الفيروسات لأكلتنا الميكروبات.


بعض هذه الميكروبات تصيب العوالق البحرية فتقتلها ولكن الفيروسات تأتى بدورها فتقتل تلك الميكروبات لتحافظ على العوالق البحرية من الفناء، والعوالق البحرية هى التى تنتج معظم الأكسجين الذى نتنفسه، لو فنيت لفنيت معها الحياة!


الفيروسات إذن لا تزال موضع البحث فى جميع معامل الأبحاث فى العالم. وعلماء مصر وأطباؤها قد اثبتت التجربة أنهم على كفاءة عالية وقد أداروا المعركة مع الكورونا بشكل جيد، وبالطبع فإن علينا أن نذكر هنا جهود وزارة الصحة المصرية التى استطاعت أن تتعامل مع الأزمة بكفاءة لا يمكن إنكارها، وأمامنا أمثلة واضحة، فقد انكسر النظام الطبى فى إيطاليا تحت وطأة الكورونا، وثبت ضعف النظام وهزاله فى أمريكا، ولن أحدثكم عن الكساد الاقتصادى الذى ضرب العالم تحت وطأة الكورونا، مما يؤكد أن الأمن الصحى للمجتمع  وللعالم هو جزء أساسى من الأمن القومى الذى يجب أن نعتنى به وأن نسعى إلى تطويره.


كل التحية لأطباء مصر وعلمائها مع الدعوة بالرحمة والغفران لشهدائنا الأبرار من الطواقم الطبية، وخالص التحية للعلماء الذين تجمعوا أمس فى مؤتمر الأمراض الصدرية برئاسة أ.د. رمضان نافع أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة الزقازيق وتحت رعاية أ.د. عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لتدارس أبعاد المشكلة وكيفية تطوير المواجهة مع هذا الفيروس القاتل، فى هذا الحدث العلمى الذى يشبه «مؤتمرًا تحت القصف».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة