عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

خيار إخوان ليبيا!

‬عبدالقادر شهيب

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 07:19 م

 

اختلف المراقبون حول كيف سيتصرف  إخوان ليبيا بعد الإطاحة بأخوان تونس من الحكم بقرارات الرئيس قيس سعيد، وبإخوان المغرب بعد حجب الناخبين اصواتهم عنهم فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة ..

فإن ثمة من يرون أن ذلك سوف يدفع اخوان ليبيا الى الانحناء امام هذه العاصفة حتى تمر، وهو ما سيجعلهم يراجعون مواقفهم المتصلبة تجاه العديد من القضايا الوطنية، وأهمها الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة التى مازال إجراؤها فى موعدها قبل نهاية العام مشكوكا فيه..

وفى المقابل ثمة فريق اخر من المراقبين رأوا أن هزيمة اخوان تونس التى تلتها هزيمة اخوان المغرب كانت قاسية ومؤلمة لإخوان ليبيا وستجعلهم اكثر تصلبا  واكثر تشبثا  بمواقعهم فى ليبيا التى يسيطرون عليها بميليشياتهم وميليشيات حلفائهم وبمساعدة القوات التركية، باعتبارها اخر المواقع التى يسيطرون عليها فى المنطقة العربية.. وبالتالى سوف يمضون فى محاولات عرقلة اجراء الانتخابات فى موعدها خشية ان تكتب نهايتهم ايضا. 


وقد استند الفريق الأول الذى يتوقع انسحابات تكتيكية لاخوان ليبيا  فى هذه التوقعات الى بعض التصرفات والمواقف مثل تغيير اخوان ليبيا اسم جماعتهم بعد ان اقترن  اسم الاخوان بالعنف والارهاب، ومثل اتخاذ اخوان ليبيا الى بعض الاستعدادات للانتخابات المقبلة املا فى تحقيق نتائج مناسبة، كان أهمها القيام ببعض التحالفات الانتخابية مع قوى وعناصر غير اخوانية، مع الاستعداد للتقدم بمرشحين غير معروفين بإخوانيتهم لخداع الناخبين الليبيين. 


أما الفريق الثانى الذى توقع تصلبا اكثر لإخوان ليبيا فقد استند فى ذلك الى التعطيل المتعمد لصياغة القاعدة الدستورية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وكذلك التعطيل المتعمد لتجهيز البلاد للانتخابات، والذى بلغ ذروته فى تعطيل سحب المرتزقة الأجانب والقوات  العسكرية الأجنبية وحل الميليشيات العسكرية، وفى ذات الوقت تحريض الحكومة على حجب أى تمويل للجيش الوطنى الليبى فى الوقت الذى تحظى هذه الميليشيات بالتمويل الحكومى! 


وما تشهده ليبيا الآن من احداث يرجح كفة الفريق الذى توقع ان تؤدى هزيمة اخوان تونس وإخوان المغرب الى تصلب اخوان ليبيا وليس تراجعهم ..

فبعد فشل المحاولات المغربية للتوصل الى قدر من التوافق بين الفرقاء الليبيين حول القضايا الأساسية الخاصة بتوزيع المناصب المهمة والسيادية تفتح الباب لتوحيد المؤسسات الليبية، فقد مضت الأمور فى اتجاه التصعيد من قبل الإخوان الذين انتفضوا لرفض ما انتهت إليه اللجنة العسكرية الليبية المشتركة من ضرورة سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضى الليبية قبل اجراء الانتخابات، وأفضى ذلك الى سحب مجلس النواب الليبى الثقة من الحكومة التى لم تتخذ موقفا تجاه ذلك فى اطار مهامها المكلفة بها، فقامت بالدعوة  الى مظاهرات فى غرب ليبيا ترفض ذلك، مما يعزز الانقسام الليبى .. وكل ذلك يهدد مشروع التسوية السياسية فى ليبيا ..

ولعله هو ما اختاره الإخوان..
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة