يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

تراجع البطالة

يوسف القعيد

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 07:21 م

بالنظرة المجردة يمكن أن تدرك تراجع البطالة عندما تتجول بقرى الريف المصرى أو المدن أو المحافظات أو القاهرة والإسكندرية.

لا تجد المناظر التى كنا نراها فى أزمنة سبقت.

نكتشف أن العاطلين يجلسون فى انتظار ما يمكن أن يجود به الوقت من عمل لدى الآخرين.

وكانت هذه المناظر تزداد بمرور الوقت.

وكنا نكتب عن البطالة وكأنها جزء من أقدارنا.

علينا أن نتحمل نتائجها ونتعايش مع ما يمكن أن ينتج عنها من سلبيات وهى كثيرة.


الآن اختلفت الصورة. فبفضل المشروعات الجديدة وما أكثرها.

فالرئيس عبد الفتاح السيسى يفاجئنا أكثر من مرة فى الأسبوع بافتتاح مشروعات جديدة.

لا تخطر على البال.

ولم نكن نتخيل أنه بالإمكان إقامتها.

ولم نكن نجرؤ على الحلم بها.

وكل مشروع يمتد بطول الوادى من أسوان للإسكندرية وبور سعيد يحتاج أيدٍ عاملة.


لكنها تصل فى بعضها للآلاف.

لدرجة أننى عندما أقول إن عدد العاملين زاد خلال 2021 بثلاثة ملايين عامل كانوا عاطلين عن العمل لا أكون مبالغاً.

والبطالة تولِّد الكثير من الشرور والمشاكل والهموم.

فضلاً عن نظرتنا للعاطل عن العمل على أنه إنسان زائد عن الحاجة بلا مبرر لوجوده فى الدنيا.

ونبدأ فى التعامل معه بأكبر درجة من درجات الدونية.


الآن لدينا آلاف المشروعات وليس فى هذا أدنى مبالغة. ولذلك عندما أقول إن تطوير الريف المصرى عمل فيه ملايين العاملين وأن مشروع الدلتا الجديدة استوعب أعداداً مهولة من العاطلين.

وأن العاصمة الإدارية الجديدة فيها أعداد من المشتغلين لا يمكن حسابها بالأرقام.

وعندما ذهبت إليها رأيت السيارات التى تنقل العاملين إلى كل مكان فيها تزحم الطرق. وتوشك أن تخلق أزمة مرور غير عادية.

خاصة أن ذهابى كان صباحاً وعودتى كانت بعد الظهر أو قرب العصر.


رأيت عمالاً فى عمر الزهور يملأون هذه السيارات.

وقلت لنفسى لولا كل هذا البناء الذى يتم لكان هؤلاء من العاطلين عن العمل الآن.

والبطالة أُس الشرور، وتولِّد فى النفس البشرية الكثير من النوازع التى قد تدفعه للخروج على العرف العام أو القانون أو ربما اللجوء إلى الجريمة.


لا يتصور أحد أننا واجهنا البطالة فى القاهرة وحدها.

فالافتتاحات التى يشهدها الرئيس السيسى لمشروعات عملاقة تنتشر بطول الوادى من أقصى شمال مصر إلى أقصى جنوبها.

ولو استمرت وتيرة إنشاء المشروعات الجديدة بهذا المعدل سنكتشف فى مرحلة قريبة قادمة أنه لا يوجد فى مصر متعطل واحد عن العمل.

وأن المائة مليون مصرى كل منهم لديه عمله الذى يحرص على الذهاب إليه صباحاً والعودة منه مساء.


وبذلك لا يذهب تفكيره إلى أى شىء يمكن أن يضر المجتمع. فالقضاء على البطالة هو نوع من مواجهة الجريمة التى تنبت فى العقل الإنسانى.

ثم تُنفذ فتضعنا فى مواقف ليست حسنة.

ربما أكتب عن الجريمة وتراجعها مرة أخرى. ولكن الآن يكفينى البطالة وما جرى لها.

وأعداد الذين التحقوا بأعمال التى ربما تصل إلى الملايين من أبناء مصر.


فما بالك وكل هذا يجرى رغم أزمة كورونا.

أليست هذه عبقرية قيادة مصر الآن التى تعيد بنا ء مصر؟!.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة