واقعة طبيب الكلب
واقعة طبيب الكلب


ترك: السخرية مرض نفسي وجريمة أخلاقية

سنية عباس

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 07:44 م

 

بعض الناس يتخذ من المزاح سبيلاً لاحتقارالآخرين والسخرية منهم وهو مما نهى عنه الله تعالى فى قوله عز وجل: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم»، ولتجنب هذا السلوك السلبى وضع الإسلام قواعد اللياقة الاجتماعية والأدب النفسى وضوابط للتعامل فى المجتمع الإنسانى والشاهد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)..

يوضح الشيخ أحمد ترك من علماء الأوقاف ما تحث عليه الشريعة من ضوابط للمزاح حتى لا يكون شكلاً من أشكال أذى الناس، التى يفعلها من يغفل نتائجها لينال ثواب دفع الأذى عن نفسه وغيره، ويدرك من يتعرض لأذى السخرية كيف يكون رد الفعل الأمثل دون الوقوع فى إثم؟.


يقول الشيخ أحمد ترك: كثير من الناس يعانون من أمراض نفسية وسلوكية تظهر فى صورة عنف أو تسلط أو سخرية، وهؤلاء يحتاجون إلى تدخل علاجى قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء)، وهذه مسئولية كل من يعمل فى مجال الوعى الدينى والصحى والمجتمعى، ليبصر الناس ألا يخافوا أو يخجلوا من التوجه للعلاج النفسى الذى لا يقل أهمية عن علاج المرض الجسدى ومن عواقبه الإقدام على أفعال مؤذية وهم لا يدركون نتيجة ذلك.

أو لأن البعض بالفعل مرضى هدفهم الاستمتاع بالانتصار فى كل المواقف وهؤلاء يتصفون بالنفس الملوثة بجراثيم العجب والتكبر بدافع الشعور بالفوقية المتغلغلة فى أعماقهم المريضة، ومن الشواهد استهانة إبليس بآدم عليه السلام وسخريته منه قائلاً: (أنا خير منه) فباء بالخسارة والخذلان.


ويضيف: سخرية الإنسان من أخيه الإنسان تسبب أخطاراً مجتمعية تسهم فى إضعاف العلاقات الإنسانية وتمزيق الأخوة الإيمانية وتقوية الرغبة فى الانتقام والتقليل من احترام الذات والتعجيل بتدمير الإنسان وبها يستعلى المرء بماله أو حسبه أو جاهه وهذه أسلحة إبليس يضعها بين أيدى الخلائق ليزرع بينهم العداوة والبغضاء.

ومن أسباب اللجوء إلى هذا السلوك السلبى سوء التنشئة واضطراب شخصية المرضى وحب الذات الذى يؤدى إلى فقدان الاتزان النفسى والافتقار للأخلاقيات، ويتابع: دائماً يذكر القرآن الكريم الذين آمنوا بأنهم وحدة متماسكة فيقول الله تعالى: «ولا تلمزوا أنفسكم» لأن من يعيب غيره فكأنما عاب نفسه، ومن اللمز التنابز بالألقاب التى يكرهها أصحابها وإطلاقها عليهم من قبيل السخرية والعيب فيهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:( حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)، ويخشى على المستهزئ أن تعود عليه تلك الخصلة التى يسخر من غيره بها فيتصف بها ويبتلى بفعلها، ويستكمل: من أبشع أنواع السخرية التعرض إلى الله عز وجل أو الرسول صلى الله عليه وسلم أو الدين بصفة عامة فيعد ذلك من نواقض الإسلام ومن الكبائر.

فجانب الربوبية والرسالة والرسل والوحى والأمور الدينية لا يجوز لأحد العبث فيها ومن يفعل عليه التوبة إلى الله عز وجل مما صنع ويتصف بأنه سمة المنافقين وحيلة العاجزين وبضاعة المفلسين، أما المزاح بين البشر وتحكمه الضوابط الشرعية فهو مباح بل ومطلوب لأنه من ألوان إذابة الجليد بين الناس والتآلف ورخصة وفسحة لاستمرار النفس فى أداء واجبها.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح ولكن لا يقول إلا حقاً، أما المزاح الذى يصل إلى درجة الترويع والتخويف والإذلال فهو جريمة خلقية ودينية قال تعالى: «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً»، ويجب على المازح ألا يقول المازح إلا صدقاً ولاسيما عند أولئك الذين اعتادوا ذكر الطرائف الكاذبة بقصد إضحاك الناس ويقعوا فى ذلك بسبب الفراغ وضعف الإيمان ومصاحبتهم لأصدقاء السوء.

ويعتقد البعض أن السخرية من أشكال ممارسة الحرية والحقيقة أنها آفة اجتماعية وعادة سلوكية منبوذة ولو كانت بكلمة أو نظرة أما احترام الآخرين  فهو فرض  شرعى وواجب أخلاقى، ومن يستمتع  بسخرية غيره إنسان عدوانى يحاول استفزاز غيره لافتقاده للثقة بالنفس وتجاهله خير رد فعل على سلوكه وعلى المتضرر منه تكوين صداقات جديدة لأنه لا يستحق صداقة الأسوياء من البشر، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار).  

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة