عندما يخرج بيان لمجلس وزراء الداخلية العرب عقب أحد اجتماعاته البروتوكولية الروتينية التي سئمنا أخبارها ليصنف حزب الله «حزباً» إرهابياً، يمارس أعمالاً خطرة تزعزع الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية، فلابد لنا ـ وأقصد الشعوب العربية ـ أن نقف وأن نسأل وزراء داخليتنا، علي ماذا بنوا مواقفهم تلك..؟؟، وكيف لأي واحد منهم أن يقبل ببساطة وبغير صفة ولا تفويض التوقيع علي هكذا بيان يحدد موقف بلد له شعب ومؤسسات تمثله، وتشارك رئيسه صياغة المواقف الوطنية، من دون دور لحكومة سوي التنفيذ..
ولا أري غير أمر من اثنين حدثا ليوقع من يخصنا «وزير داخلية مصر» علي هذا البيان، فإما إنه عاد إلي مؤسسات أعلي للاستشارة وأجابته بالموافقة علي توقيع البيان، سواء أكان ذلك حرجاً من دول صارت لها كلمة، أو مجاملة لسابقة مواقف داعمة، وإما رأي سيادته من عندياته أن يوقع البيان باسم مصر غافلاً أن لها شعباً يحكمها عبر مؤسستين اختارهما الرئاسة والبرلمان، وفي أمر جسيم التأثير كشأن تصنيف حزب المقاومة اللبناني، علي غير حقيقته الوطنية النضالية والقومية، الأكيد أنه ليس لرئيس منفرداً ولا حتي باتفاق وموافقة مجلس الشعب أن يتخذا مثل هذا الموقف المنفصل عن الموقف والإرادة الشعبية..
وأياً كانت حقيقة الذي جري في اجتماعات الغرف والقاعات المغلقة بعاصمة الثورة العربية الجديدة «تونس»، والتي خرج علينا الوزراء منها ببيان يصعد ومن دون مناسبة ضد إيران جارتنا الإقليمية المسلمة القوية، وليصم حزب الله الظاهرة المقاومة الأشرف في مواجهة العدو التقليدي وأعدائنا من جماعات الكفر والضلال بالإرهاب، فإنه لا يبرر هذا النزق السياسي الذي يغفل بديهيات توظيف عناصر القوة الشاملة - كلها - في استراتيجيات المواجهات الشاملة مع أعداء الأمم العاقلة، فما نحن أمامه حقيقة هو هدر مريب لأحد أهم مدخلات عناصر القوة، لا يحار المرء كثيراً في تقدير مثالبه..
كمواطن مصري عربي لا أري في بيان وزراء الداخلية العرب إلا عاراً، ويكفي أن العرب فعلوا ما لم تفلح إسرائيل ولا حتي الولايات المتحدة في فعله وأهدوا إلي الأعداء رءوس رجال الأمة « مستباحة « علي مذبح كراهية العرب لأنفسهم.. فمن يوقف اليوم عدوانية الغرب تجاه من يقفون منعاً لتوسع الدولة العبرية ومن يتصدون لأئمة وجماعات الكفر في الشام كله..
حزب الله ليس إرهابياً.. الملاجئ التي فرت علي الصهاينة سكناها في مواجهتهم مع رجال الأمة بلبنان.. تشهد لرجاله بالبطولة وعليكم بالخذلان... !!