أما زوجتي فعلينا أن نتحمل الحياة بعد زواج الأبناء، فقد كانت بالنسبة لهما مصباحا يشع نورا لتضيء لهما الطريق.. وتحملت الكثير من أجلهما

في هذا الشهر من العام الماضي تزوج ابني عمرو، واستقل بحياته في مسكنه الخاص، وشعرت أن جزءا من جسدي قد انفصل عني، ورغم الاتصالات التليفونية اليومية للاطمئنان عليه وعلي زوجته الدكتورة هبة الله، إلا أنني مازلت أشعر بألم الفراق، وبالأمس تم زفاف ابنتي نعم إلي زوجها محمد جاد.. وهنا أيقنت أن جسدي كله قد تركني، فعلاقتي بابنتي بها الكثير من الارتباط الروحي، ألبي طلبها قبل أن تقوله، ودارت بي الأيام منذ لحظة ولادتها في المستشفي السلطاني بسلطنة عمان حيث كنت أعمل هناك، وكيف مرت الأيام بسرعة وبعد انتهاء عملي بجريدة عمان عدت للقاهرة وعمرها لايتعدي ٦ شهور.. والآن صارت عروسا جميلة، بدأت معها تجهيز شقة الزوجية خطوة خطوة.. وكيف اختارت الفرش هي ووالدتها وخطيبها قطعة قطعة، وكنت حريصا علي تنفيذ رغباتها مهما كلفني، ففرحتها تجعل قلبي يرقص فرحا، وكم كانت لحظة تسليمها إلي زوجها تحمل الكثير من التناقضات، فرح وزعل في نفس الوقت، فهذه سنة الحياة، وكم كنت سعيداً وأنا أراها سعيدة وفرحانة وسط صديقاتها، إنها مثل العصفور يشع فرحا وسط الحديقة، لتبدأ رحلة حياة جديدة، وتكوّن أسرة سعيدة مثل أخيها إن شاء الله، فيارب بارك فيها وارزقها الذرية الصالحة، وعليها ألا تهمل رسالة الماجستير التي أوشكت علي النهاية ثم الدكتوراة لكي يكتمل الحلم ويتحول إلي حقيقة، أما زوجتي فعلينا أن نتحمل الحياة بعد زواج الأبناء، فقد كانت بالنسبة لهما مصباحا يشع نورا لتضيء لهما الطريق.. وتحملت الكثير من أجلهما، ولكن ما يخفف عنا أننا سنلتحق بهما عما قريب لنسكن معا في منزل واحد، فيارب أعطني العمر لأفرح بهما وأجني ثمار عمري أنا وزوجتي، شكرا لابني عمرو وابنتي نعم اللذين منحاني الفرحة.. وشكرا لأصدقائي وأهلي الذين رأيت في وجوههم الفرحة.
ياخسارتك يازمالك
اضطرتني الظروف إلي مشاهدة مباراة الزمالك والانتاج الحربي في أحد كافيهات مدينة نصر.. وكان لدي شعور بأن الزمالك لن يفوز بهذه المباراة.. وما أن بدأت تأكد هذا الشعور.. فقد رأيت الزمالك لاحول له ولاقوة أمام فريق صاعد حديثا من الدرجة الأولي للدوري الممتاز، ولكنه جمع عدداً من اللاعبين وتمكن شوقي غريب من صهرهم في بوتقة واحدة، ليكونوا «بعبع» لكل الأندية، وخلال المباراة أيقنت أيضا أن لاعبي الزمالك أصحاب الملايين يلعبون تحت ضغط رهيب، بمجرد دخول مرماهم هدف يصبحون تائهين.. لاحول لهم ولاقوة.. الخوف والرعب يتملكهم من أن ينالوا الكثير من السباب أو أن تظهر لهم السيديهات.. فعلي الرغم من لعب الانتاج المباراة شوطا كاملا بعشرة لاعبين.. إلا أنه استطاع التلاعب بالزمالك بقيادة مدربه الجديد الاسكتلندي صاحب الآلاف من الدولارات ويبدو أن مصيره سيكون مثل سابقيه باكيتا وميدو ومن قبلهما البرتغالي الهارب إلي قطر بسبب التدخل في عمله بل وسبّه علانية في وسائل الاعلام.. وياخسارة عليك يازمالك يبدو أن المركز الثاني المفضل لديك سيضيع هذا العام.
وبالرغم من حزني لهزيمة الزمالك.. ولكن الحزن الأكبر كان لما رأيته في الكافيه من مشاهدة فتيات في عمر الزهور وهن يدخن الشيشة بكل شراهة لدرجة التنافس بين الأم وابنتها علي تدخين أكبر عدد.. وضاعت حمرة الخجل.. فأصبح شعار المساواة بين الولد والبنت يشمل الكثير من العادات والتصرفات التي تهب علينا من الخارج.
الختام : محمد صلاح في روما.. أصبح الهداف.. معشوق الجماهير.. أمامه مسئولية صعبة في قيادة المنتخب للفوز علي نيجيريا المدججة بالنجوم.. فهل هو علي قدر هذه المسئولية؟