الشيخ محمد صديق المنشاوي
الشيخ محمد صديق المنشاوي


محمد صديق المنشاوي.. صوت من الجنة تعرض لمحاولة قتل بـ«السم»

حاتم نعام

الجمعة، 01 أكتوبر 2021 - 10:46 ص

كنز من الكنوز وجوهرة مكنونة لا تكاد تجد لها نظيرًا أو شبيها بين الكوكبة العظيمة من قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي والإسلامي ودرة متفردة تزداد قيمتها ويعز تكرارها بمرور الزمان.

إنه القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي تتميز قراءته بقوة الصوت وجماله وعذوبته وتعدد مقاماته وانفعاله العميق بالمعاني لنحلق معه في عالم سماوي رفيع عامر يصعد بك إليه ويهبط سريعا تارة ومتدرجًا تارة وبطيئا تارة أخرى وأنت مأخوذ في كل مرة تتأمل متذوقا هذا الأداء المعجز مع صوته الخفيض. 

قال عنه الشيخ مصطفى إسماعيل الشيخ محمد يحيي الليالي إلى ليالي تجليات وكذلك قال الشيخ الحصري لا يوجد مسلم على وجه الأرض لا يحب الشيخ محمد، وقال عنه الشيخ عبد الباسط عبدالصمد إنه كالماء والهواء.

وقال الشاعر أحمد رامي إنه صوت من السماء. أما الشيخ الشعراوي فذكر: «إذا أردت أن تسمع قرآن الجنة فاستمع إلى المنشاوي. وقيل إن نبوغه تسبب له في كثير من الحقد والمتاعب لدرجة أنها وصلت إلى حد أن يدس له بعض الحاقدين السم في الطعام عندما دعي العشاء بعد إحياء إحدى الحفلات إلا أن ضمير الطباخ قد استيقظ واخبره بذلك وطلب منه ألا يفضح أمره».

الشيخ محمد صديق المنشاوي من الأسرة المنشاوية أو كما يسمونها بيت القرآن التي وهبها الله أصواتا ملائكية وأداء ممتعا عذبا يقع على الأذان فيؤسر القلوب هي الشجرة المباركة التي حجزت لنفسها المكانة الأولى عبر زمان طويل فكانت منارة يشع منها الضوء ليملأ وجدان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نبتت هذه الشجرة في مركز المنشاه بمحافظة سوهاج في أوائل القرن التاسع عشر. 

نواتها الأولى هي الشيخ صديق السيد تائيب الشهير بالشيخ صديق المنشاوي ولد عام 1898 وورث قراءة القرآن كابرا عن كابر وأصبح القارئ الشهير في بلاد الصعيد . 

لكن البداية الحقيقية لشهرة الأسرة المنشاوية جاءت بعد ظهور الابن الأول محمد صديق الذي ولد عام 1920 وحفظ القرآن وهو في الثامنة من عمره وبعد أن أتم دراسته في أحكام القرآن بدأ يخرج مع والده في إحياء الحفلات والليالي والسهرات في بلاد الصعيد والبداية عندما كان يحيى حفلا مع والده في قرية ابار الملك بأخميم وقرأ آواخر سورة المؤمنين فشعر الناس أنهم يجلسون في جنة الفردوس من جمال الصوت وعذوبته التي كانت تسرق القلوب وبعد ذلك ذاع صيته وارسلت الاذاعة المصرية له للانضمام لها فرفض ولم يقبل الا بعد الحاح شديد وكانت هي المرة الأولى في تاريخ الإذاعة التي تنتقل فيها للتسجيل لقارئ في مكانه.

 واعتمد الشيخ في الإذاعة سنة 1953 وبدأ صوته يصل إلى جميع الدول العربية الإسلامية، خاصة بعد أن انبهر به ملوك ورؤساء الدول عندما كان يقرأ في سرادق وفاة والدة الرئيس جمال عبد الناصر وقالوا إنه صوت من الجنة. 

وبعد انتهاء ليلة العزاء التي كانت في الإسكندرية طلب منه الرئيس جمال عبدالناصر أن يبيت بالحجرة المجاورة له وعندما سمعه يتلو القرآن بكى الزعيم متأثرا وأصدر قرارا له بتسجيل المصحف المرتل للإذاعة المصرية.

الشيخ المنشاوي تزوج من ابنة عمه عام 1938 وأنجب منها 4 أولاد ولدين وبنتين ثم تزوج بأخرى من مركز أخميم وكان عمره قد تجاوز الأربعين وكانت زوجتاه تعيشان معا في مسكن واحد يجمعهما الحب والمودة وتوفيت زوجته الثانية في أثناء أداء فريضة الحج قبل وفاته بعام واحد.

اقرأ ايضا:أحمد البدوي .. كرامات شيخ العرب «الصامت»

وتوفي الشيخ في 20 يونيو عام 1969 عن عمر يناهز 49 عاما تاركا أكثر من مائة وخمسين تسجيلا بإذاعات مصر والإذاعات الأخرى. كما سجل ختمة قرآنية مرتلة في إذاعة القرآن الكريم لكن سيظل صوته مشرقا بنور القرآن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة