الجمعة، 01 أكتوبر 2021 - 07:55 م

نجلاء بودن .. كلى يقين أنه  اسم سيخلده التاريخ، ليس فقط لأنها أول سيدة تتولى منصب رئاسة الوزراء فى العالم العربى، ولا لأنها سيدة  تولت المنصب فى وقت تحول سياسى عصيب فى حياة الدولة التونسية. 

إنما سيخلد التاريخ إسم نجلاء بودن، لأن كونها سيدة ستتحدى نفسها لتنتصر للمرأة أولا .. قبل أن تواجه تحديات المنصب المكلفة به .

فهذا ما حدث مع كل امرأة تولت هذا المنصب الرفيع من قبل.

ويذكر تاريخ رئيسات الوزراء  السيدة مارجريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقا، صاحبة لقب المرأة الحديدية ، لنجاحها الساحق فى إدارة حرب جزر فوكلاند مع الأرجنتين،  وهى صاحبة أطول فترة لتولى هذا المنصب فى تاريخ انجلترا.

ولا يمكن لأحد أن ينسى خليفتها فى ملاعب السياسة الأوروبية السيدة انجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا،  ذات الأربع دورات ناجحة متتالية، والتى تركت منصبها وألمانيا أكثر قوة واستقرارا، سياسيا واقتصاديا. .

ومن منا ينسى ملهمة المرأة فى العالم الأسطورة أنديرا غاندى رئيسة وزراء الهند، وايضا صاحبة أربع دورات لرئاسة الوزراء،  وخليفتها السيدة بينظير بوتو  أول رئيسة وزراء فى العالم الإسلامى وأقوى رئيسة وزراء حكمت باكستان.

كل هذه الأسماء خلدها التاريخ بحروف من نور، فقد كن  قمة فى التفانى والعظمة فى خدمة أوطانهن،  وحققن إنجازات فاقت بكثير ما حققه رجال سابقين أو لاحقين فى نفس المنصب.

ولذلك .. تفاءلت جدا عندما كلف الرئيس التونسى قيس سعيد السيدة نجلاء بودن بتشكيل مجلس الوزراء  .. فقد نكون أمام تجربة نسائية ناجحة وملهمة ولكنها هذه المرة ستكون عربية.

 وللحق.. تونس تستحق هذه النقلة الحضارية، ومن المؤكد  ستتبعها دول عربية أخرى، بعد أن تشهد  نجاح رئيسة الوزراء التونسية فى مهمتها الصعبة.
 فهكذا هن النساء جديرات بالنجاح فى  أصعب المعارك، وقادرات على مجابهة الأنواء. واذا سألنى أحد ..

هل أنت متحيزة للمرأة ؟  ستكون إجابتى ولأول مرة بقناعة تامة (بسم الله الرحمن الرحيم.. الإجابة تونس).