الجمعة، 01 أكتوبر 2021 - 07:56 م

حقق لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي.. حُلما لبلادنا ظل يراود خيالنا لنحو نصف قرن، بعد نصر جيشنا فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣.

هو حُلم تعمير سيناء، وإنهاء عزلتها تماماً عن وطننا الأم.. تمهيداً لدفع المصريين للهجرة إليها والسكن فيها.

فقبل أيام.. كان الرئيس فى سيناء يفتتح عددا ًمن المشروعات الجديدة.. هى «والقادم منها» ثمار لجهد خارق لــ «خلية نحل ضخمة» استمرت منذ ستة أعوام، ستستمر بنفس معدلها، وربما أسرع خلال الأعوام القادمة بإذن الله.

 لم يحدث أبداً طوال التاريخ.. أن ضخت الدولة هذا القدر من الاستثمارات لصالح سيناء، نحن نتحدث عن ٧٠٠ مليار جنيه تم استثمارها بالفعل لتحويل وجه الحياة فى هذا الجزء الغالى من الوطن، والذى يمثل وحده سُدس مساحة بلادنا.

 كانت فلسفة التعمير القديمة التى تم وضعها خلال التسعينيات.. هى محاولة توطين مليون أسرة مصرية فى أرض الفيروز.. وكانت الرؤية وقتها.. هى نقل المواطن أولاً، ثم التدرج فى تزويده بالخدمات ووسائل الحياة لاحقاً، وبالتدريج حسب الموازنة العامة للدولة!!

لكن ابتداء من العام ٢٠١٥، تطورت النظرة مع بداية الجمهورية الجديدة لتصبح «المواطن أولا».. بإقامة سبل العيش الكريم أولاً فى المناطق الجديدة، ما يجعل الناس فى شغف وتسابق للحياة فيها، ومن هنا جاء هذا الرقم غير المسبوق لتحسين أوجه الحياة فى سيناء.. وتحويلها لتصبح أفضل من مدن الوادى القديم.

أنا شخصيا تمنيت الحياة والعمل والإقامة فى مدينة الإسماعيلية الجديدة على أرض سينا.. وذلك عند تفقدى لها وزيارتها على امتداد فترات إنشائها حتى أصبحت على الصورة التى عليها الآن.. مدينة راقية حديثة هى أقرب للواحة الخضراء على أرض سيناء.

إننا نتذكر اليوم أبطالنا الذين ضربوا أول مطرقة فى معارك التحرير يوم العبور فى السادس من أكتوبر١٩٧٣، ممن خاضوا حربا صعبة أشبه بالمعجزة أمام عدو غاشم فانتصروا عليه بإرادة من حديد، فنتوجه لهم بالعرفان.. وهو ما نوجهه أيضاً لأبطال اليوم الذين يضربون الصحارى بمطارق عزيمتهم لتحويلها إلى مدن ومزارع ومصانع وطرق ومدارس وضحكات للأطفال.

 كل عام ومصر بشعبها وقادتها بألف خير ونصر فى الذكرى ٤٨ للعبور العظيم، ونصرنا الحديث ضد الإرهاب وقوى الشر والظلام، ومرحبا بعبور سيناء إلى جمهوريتنا الجديدة.