ثلاث محطات مهمة جديدة في الدبلوماسية المصرية أضيفت للمحطات المهمة والمؤثرة في مستقبل العلاقات المصرية الدولية، المحطة الأولي كازاخستان التي زارها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مستهل جولة أسيوية ضمت اليابان وكوريا، هناك في كازاخستان الدولة التي تعد الامتداد الطبيعي لروسيا ورابطها بالصين من الناحية الجغرافية كانت الزيارة المهمة لدولة تعد من الدول الأولي في تصدير المحصول الاستراتيجي وهو القمح، بالإضافة إلي كون كازاخستان تمتلك ٢٧٪‏ من احتياطي النفط في العالم وكذالك تكنولوجيا تصنيع الوقود النووي، كل ذلك يجعل من المباحثات المصرية الكازاخستانية ذات أبعاد استراتيجية مهمة للغاية لمصر وانفتاح سياسي واقتصادي مختلف لمصر، وكانت الاتفاقية المهمة التي تم توقيعها هناك باستئناف رحلات الطيران لشرم الشيخ لبدء عودة الرحلات الروسية مرة أخري لشرم بعد حادث الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية العام الماضي، كل هذا جعل من المحطة الكازاخستانية محطة مهمة جدا.
لنأتي للمحطة الثانية وهي اليابان، هناك التعليم والثقافة علي رأس جدول المباحثات بين الجانبين المصري والياباني ولعل زيارة الرئيس السيسي في ختام زيارته لإحدي المدارس اليابانية دليل علي رغبة الرئيس في الاستفادة من نقل التجربة اليابانية في مجال التعليم وكذلك القرض الميسر الذي تم توقيعه لبناء المتحف الكبير ليتوج المساعدات اليابانية لمصر في المجال الثقافي بعد مشروعات كثيرة في هذا المجال أقامتها اليابان في مصر من أهمها دار الأوبرا، بالإضافة إلي رسالة الطمأنينة التي قدمها الرئيس للمستثمر الياباني للاستثمار في مصر خاصة في مجالات التكنولوجيا والسيارات والتي سينعكس آثارها في الفترة القادمة علي السوق المصري.
المحطة الأخيرة كانت سول وهي أيضا من المحطات المهمة في مجال التعليم العالي بالنسبة لمصر خاصة وأن سول متقدمة في مجال التعليم الفني التكنولوجي، ضف علي ذلك الاستفادة من التجربة الكورية العملاقة في مجال السكة الحديد خاصة أن هذا المرفق في مصر يحتاج إلي تطوير كبير وسيكون للشأن الكوري باع طويل في هذا المجال، وكذلك في زيادة الاستثمارات بمصر في مجالات التكنولوجيا والسيارات وهما من الأمور المهمة والمحققة لفتح فرص عمل كثيرة أمام الشباب.
زيارة مهمة في وقت انشغل فيه الرأي العام بثلاث قضايا فرعية غريبة هي ميدو وأديب، وعكاشة وعضويته البرلمانية وأخيرا ميرهان والكمين، قضايا لا تمت بما يحدث في مصر المستقبل وتعطي رسالة سلبية عن مصر علي غير ما يحدث علي أرض الواقع، إنها مصر المستقبل التي تحتاج من الإعلام أن يتحد حولها ولا يبحث فقط عن الإثارة من أجل جذب المشاهد علي حساب وطن.