في الوقت الذي يطوف فيه الرئيس السيسي شرقا وغربا شمالا وجنوبا بحثا عن مستقبل أفضل لأكثر من 90 مليونا مصريا معلقين في رقبته.. وفي الوقت الذي يبذل فيه الرجل جهودا جبارة لتغيير صورة بلد لاكته الألسنة وشوهته الآلة الإعلامية الإخوانية والصهيونية وإنقاذ مصر من مؤامرات كادت تهوي بها إلي الهاوية.. نفاجأ بإعلامنا المبجل يترك الانجازات التي حققتها زيارة الرئيس في كل من كازاخستان واليابان وكوريا وينشغل بتوفيق عكاشة ومقاس الجزمة التي انضرب بها وهل ستباع في مزاد علني أم يتم وضعها في تجويف هرم خوفو.. الإعلام انشغل بضبط الممثلة غادة إبراهيم في قضية دعارة واعتزال المطربة شيرين ومشاجرة الممثلة الشابة ميريهان مع ضابط الكمين.
أيام وليال قضاها المصريون أمام الشاشات لمتابعة إسقاط عضوية عكاشة الذي صنعته بعض الأجهزة وسمنته وزغطته مثل البط والأوز الذي كان يتحاكي عنه في برنامجه.. صنعوا منه هالة وساعده وزراء ومسئولون من كل العصور بداية من زمن مبارك بعد أن قام بتقبيل يد صفوت الشريف وخرج علي المصريين بطلته البهية يقول للمصريين « يا مبارك خد قرارك ربنا يخليه لينا «.
بعد ساعات من ثورة يناير انقلب علي مبارك ونصب نفسه بطلا من ورق عندما بصق علي مبارك عبر شاشة الفراعين التي استخدمها لتحقيق أهدافه في الزعامة والقيادة لدرجة أنه صدق نفسه.. تمادي في غيه وهاجم الجميع دون استثناء دون إدراك لطبيعة المرحلة.. بل تخطي كل الخطوط الحمراء عندما هاجم أجهزة مسئوليتها حماية الأمن القومي حتي مقام الرئاسة نفسه لم يسلم من لسانه وبذاءاته.. ركب الهواء وتخيل ان السكوت عليه ضعف وأنه يمسك علي الآخرين ما يخرسهم.. بعد نجاحه ودخوله مجلس النواب بدأت فصول مسرحيته الكوميدية داخل المجلس الموقر نهارا والإعادة عبر شاشة الفراعين ليلا لدرجة أنه وضع رأسه برأس الرئيس ورفض حضور الجلسة التي حضرها السيسي لأنه لم يسمح له بلقاء في القصر الجمهوري علي انفراد.. ثم تمادي في غيه وقرر أن يعاقب مصر وشعبها ولجأ إلي السفير الإسرائيلي مطبعا متحديا الإرادة الشعبية وعندما ثار الشعب ضد فعلته تمادي أكثر متخيلا أن الدولة في طريقها للانصياع لابتزازاته المستمرة وقرر أن يزيد العيار ووجه أسلحته هذه المرة للنيل من العلاقات المصرية مع دولتين من أعز الدول القريبة إلي قلوب كل المصريين هما المملكة العربية السعودية والإمارات العربية الشقيقة.. وانتفض الجميع ضده وجاءت النهاية التي تأخرت كثيرا بإسقاط عضويته من مجلس النواب رغم مشاهد التسول التي تثير الشفقة..
إذا أردنا أن نرتقي بمصر إلي مصاف النمور الأسيوية التي زارها الرئيس علي الدولة أن تضع نهاية لكل العكاكيش المنتشرين في كل مؤسسات الدولة معوقين ومبتزين ويعملون لصالح أنفسهم وصالح أسيادهم الذين يغدقون عليهم بالملايين التي جمعوها بطرق نعلمها جميعا.