«من أفسد شيئا عليه إصلاحه».. مبدأ عادل يحرص د.سعد الجيوشي علي تطبيقه لأول مرة في تاريخ وزارة النقل.. فمنذ أيام قرر وزير النقل - للمرة الثانية - وقف قطار السويس الإسماعيلية بعد تعرضه للتخريب وإلزام المخربين بتحمل فاتورة إصلاحه.. كشرط لإعادة تسييره..
والجميل.. أن المخربين في كل مرة يلتزمون ويضطر الأهالي لتجميع نفقات الإصلاح وسرعة سدادها.. حتي لا تتعطل مصالح أهالي المنطقة الذين ترتبط أعمالهم أو دراستهم أو حياتهم اليومية بهذا القطار..
في المرة الأولي سدد الأهالي مرغمين 31 ألف جنيه لإصلاح خطأ أبنائهم المشاغبين طلاب مدرسة الأهرام الصناعية الثانوية.. الذين عاكسوا فتاة خلال وقوفها علي المحطة.. وتطور الأمر إلي مشاجرات بالحجارة بينهم وبين الأهالي.. تسببت في تكسير الألواح الزجاجية لـ 8 عربات من القطار.
وفي المرة الثانية قام المخربون - وهم طلاب أيضا - بسداد مبلغ 7682 جنيها بعد قيامهم بتكسير 43 لوحا زجاجا وأربعة مقاعد خلال مشاجرة.
ود. سعد الجيوشي يضرب بقراره الجرئ ثلاثة عصافير بحجر واحد.. فهو من ناحية يوفر ميزانية الوزارة التي تعاني خسائر ضخمة في كل قطاعاتها.. ولا تتحمل إضافة بند جديد للإتلاف والتخريب. وهو أيضا جانب تربوي يجبر المواطن - حتي لو كان بلطجيا - أن يحافظ علي ممتلكات الدولة.. لأن «مفيش حاجة بتوجع المواطن أد الفلوس».. وقد يتساءل البعض - مثلي - لماذا يوقف الوزير القطار ويضر بمصالح باقي الأهالي ليدفعوا ثمن خطأ ارتكبه قلة مشاغبة ؟ والإجابة كما جاءت علي لسان أحمد إبراهيم المتحدث الرسمي للوزارة أن هؤلاء المواطنين المتضررين يسارعون بمساعدة الشرطة في القبض علي الهاربين ودفعهم لتحمل مقابل خطئهم.. وهكذا يكون قرار الوزير سببا في تحفيز المواطنين علي التصرف بإيجابية والتخلي عن سياسة «وأنا مالي».. وهو العصفور الثالث الذي يضربه وزير النقل بقراره الجرئ!!
أحيي وزير النقل علي قراراته الجريئة التي اعتدنا عليها.. ولكني من ناحية أخري أطالبه بالعدل.. وبإلزام الوزارة بسرعة تعويض المواطن عن أي خسائر يمكن أن يتعرض لها بسبب إهمال أي قطاع من قطاعات الوزارة.. مثل الحوادث التي نشهدها كل يوم بسبب أخطاء عمال المزلقانات أو سائقي القطارات.. أو سوء حالة الطرق والكباري.. وغيرها.. فهذا هو منتهي العدل.. «مش كده والا إيه؟».