أغرب حالات اختفاء في التاريخ
أغرب حالات اختفاء في التاريخ


حكايات| «فص ملح وداب».. أغرب حالات اختفاء في التاريخ

هناء حمدي

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 10:42 ص

أحداث تاريخية ووقائع توقف أمامها العقل البشري لسنوات طوال في محاولة تفسيرها بشكل منطقي أو إيجاد أسباب علمية تقف ورائها، ولكن مع استمرار غموضها وعدم القدرة على فك ألغازها، لجأ العقل الجمعي إلى نظريات المؤامرة والأسباب الخارقة في محاولة لتفسير هذه الوقائع كإرجاعها إلى كائنات فضائية خارقة مثلا، ومن ضمن هذه الوقائع والتي أصبحت مصدرا أساسيا لنمو هذه التفسيرات الغريبة هي حوادث الاختفاء التي لم يتم فك غموض ألغازها حتى الآن.

ومع ما توصلنا له من تطور وطالما الألغاز الغامضة وراء حالات الاختفاء لا تزال قائمة ولم يتم حلها بعد، نعرض عليك أغرب 3 حالات اختفاء غامضة.. فهل تتمكن من فك شفرات غموضها وتقدم تفسير منطقي لها؟!

- سفينة "يو إس إس سايكلوبس"

هي ليست كأي سفينة فهي أكبر سفينة امتلكتها البحرية الأمريكية في وقتها حيث بلغ طولها 165 مترًا، كما أنها تمتلك تاريخا طويلا حيث تم استخدامها في نقل الفحم حول العالم، كما اعتمدت عليها القوات الأمريكية في نقل الوقود والقوات خلال الحرب العالمية الأولى، ولذلك أصبح اختفائها مع طاقمها بالكامل والذي بلغ عدده أكثر من 300 شخص وحمولتها التي تخطت الـ11 ألف طن في آخر رحلاتها لغز محير؛ خاصة مع عدم العثور على حطام أو أطلال لها مما فتح الباب أمام الكثير من التفسيرات غير المنطقية.

وبدأ اللغز مع مغادرة السفينة للبرازيل في فبراير عام 1918 متجهة إلى بالتيمور إحدى المدن الواقعة على الساحل الشرقي لأمريكا، وعلى متنها ما يقرب من 11 ألف طن من معدن المنجنيز، وفي أثناء رحلتها توقفت عند جزيرة بربادوس إحدى جزر الكاريبي لتجدد إمداداتها ليتوقف بعدها الاتصال فجأة وتختفي السفينة بكل بساطة كأنها لم تكن موجودة بالأساس حتى أنها لم ترسل أي إشارة استغاثة أو طلب للمساعدة ومع البحث عنها لمعرفة ما حدث للسفينة وطاقمها تأكدت مجموعات البحث أن السفينة في 4 مارس وصلت بالفعل إلى سواحل جزيرة بربادوس.

ومع عدم توصل مجموعات البحث عن أي حطام أو اطلال للسفينة أو حتى أثار لشخص واحد من طاقمها فتح الباب أمام الكثير من التفسيرات والتي تنوعت ما بين غرقها في مثلث برمودا وابتلاع الوحوش البحرية العملاقة لها وحتى ضمها لإحدى عمليات الاختطاف التي ينفذها الفضائيين والانجراف إلى قلب المحيط حتى أخيرا اعتقد البعض أن السفينة تم تدميرها على يد الغواصات الألمانية المعادية كانتقام لدورها التاريخي في الحرب العالمية الأولى ولكن تم استبعاد الفكرة مع عدم وجود أي اثار لحطام السفينة.

- أميليا إيرهارت

دخلت التاريخ من أوسع أبوابه فقد حققت إنجازًا باقتحامها مجال لم تتمكن أي سيدة في عصرها على اقتحامه وحتى الآن مازلنا نحتفي بأي امرأة تدخل هذا المجال لصعوبته أو غموضه، فهي أول امرأة تقود طائرة وليس هذا فقط فهي تمكنت من تحطيم رقم قياسي في عصرها كأول امرأة عبرت المحيط الأطلنطي، ونظرا لنجاحها الكبير في مجال الطيران وتحقيقها الكثير من الإنجازات نالت شهرة كبيرة في المجتمع الأمريكي، حتى أن كل شركات الطيران كانت تستعين بها عندما تصنع طرازًا جديدًا من الطائرات ليكون ذلك أفضل دعاية للشركة.

كما أنها انضمت إلى جمعية لترويج استخدام الطائرات في النقل كوسيلة انتقال داخلية وخارجية أفضل من الوسائل البرية وأكثر أمان من الوسائل البرية؛ خاصة أن السفر عبر الطائرة في ذلك الوقت كان منبعا للشك لدى كثير من الناس حتى انقلب السحر على الساحر لتكون الطائرة هي سبب اختفائها! ذلك اللغز الذي حير العالم ولم يفك طلاسمه حتى الآن حتى رغم عمليات البحث الواسعة والتي غطت ربع مليون ميل وتكلفت أكثر من 4 ملايين دولار.

ويعود بداية اللغز إلى 2 يوليو من عام 1937 عندما قررت القيام برحلة أخرى حول العالم تعبر خلالها المحيط الهادي بصحبة مساعد لها يدعى "فريد نونان" لتكون أول سيدة تدور حول الأرض بطائرة من طراز "لوكهيد" ذات المحركين فقط، وتمكنت أميليا ومساعدها من قطع مسافة تصل إلى 35 ألف كيلومتر تخطت خلالها أمريكا الجنوبية وأفريقيا وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، وقبل أن تنهي رحلتها التي لم يتبق منها سوى 11 ألف كيلو متر فقط، توقفت بالقرب من جزيرة هولاند الواقعة بجنوب غرب هاواي للاستراحة وللوقود لتختفي بعدها مع اخر كلماتها عبر رسالة راديو تقول فيها "نتجه للشمال والجنوب".

وبعدها انقطع الاتصال مع أميليا إيرهارت والمساعد المرافق لها لتبدأ رحلة البحث الطويلة دون العثور على أي دليل أو اثر لها أو للمرافق أو حتى للطائرة وكما هو معتاد بدأت التكهنات والتفسيرات الغير متوقعة لتنشر بعض وسائل الإعلام أخبار عن مقتل أميليا إيرهارت والطيار المرافق لها في يناير من عام 1939 دون تقديم أي إثبات كالعثور على جثة أميليا أو الطيار المساعد واعتقد البعض في تورط القوات البريطانية للتخلص منها ولكن لا يوجد أي اثر لحطام الطائرة ومنهم من قال أنها لم تمت وأنها عاشت بشخصية أخرى غير شخصيتها لظهور عشيق أخر لها.

 

- سكان مستعمرة رونوك

خرج وعاد فلم يجد شعبه! هكذا حدث مع "جون وايت" عمدة مستعمرة جزيرة رونوك والتي تعد واحدة من أولى المستعمرات التي أنشأها المستوطنون الإنجليز في شمال أمريكا موقع ولاية نورث كارولينا حاليا والتي وصل عدد المستوطنين الانجليز فيها حوالي 115 مستوطن وفي عام 1587 عاد عمدة المستعمرة بعد انتهاء رحلته إلى بريطانيا بهدف احضار موارد وتقديم طلب بارسال مزيد من السكان للمستعمرة ونتيجة اندلاع الحرب بين إنجلترا واسبانيا تأخر عمدة المستعمرة في العودة إلى أمريكا لتستمر الرحلة 3 سنوات وعند عودته اكتشف جون اختفاء سكان المستعمرة بكاملهم بما فيهم زوجته وابنته وحفيدته ولم يعثر إلا على كلمة " CROATOAN" محفورة على الأشجار.

اقرأ ايضا:حكايات| «فورتادا».. جزيرة تسيطر عليها القطط في البرازيل 

وفي محاولة لفك اللغز اقترح البعض أن سكان المستوطنة قتلتهم قبيلة تدعى " كروتوان" من السكان الأصليين والتي عاشت جنوب المستعمرة معتمدين في تفسرهم على كلمة " CROATOAN" المحفورة على الأشجار وتشير نظريات أخرى إلى أن تأخر عمدة المستعمرة في رحلته إلى بريطانيا دفع المستوطنين للعودة إلى أوروبا بعد اعتقادهم أن حاكمهم تخلى عنهم واستكمالا لهذا الاعتقاد فسروا اختفائهم بأن المستوطنين أبحروا وضلوا الطريق وهلكوا في المياه الجليدية أو قتلهم الإسبان وفي تفسير أخير اعتقد البعض ان المستوطنين اندمجوا مع السكان الأصليين أو ربما لجأوا إلى حصن قديم غرب المستوطنة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة