هبة الليثى عبدالناصر
هبة الليثى عبدالناصر


ابنة شقيق الزعيم .. هبة الليثى عبد الناصر: عمـى مـؤسس مصــــر الحــرة

آخر ساعة

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 11:25 ص

أحمد‭ ‬دياب

هو‭ ‬مواطن‭ ‬بسيط‭ .. ‬بدرجة‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية ،‭ ‬كافح‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الفقراء‭ ‬والفلاحين،‭ ‬وتحمل‭ ‬صعوبات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر،‭ ‬وأحب‭ ‬عائلته‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬صارما‭ ‬مع‭ ‬أفرادها‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمور،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬هبة‭ ‬الليثى‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬حسين،‭ ‬ابنة‭ ‬شقيق‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬فى‭ ‬حوارها‭ ‬التالى‭ ‬لـآخرساعة٫

 

‭ ‬من‭ ‬هى‭ ‬هبة‭ ‬الليثى‭ ‬عبدالناصر‭ ‬حسين؟

ــ‭ ‬أنا‭ ‬مواطنة‭ ‬مصرية‭ ‬أحب‭ ‬بلدى‭ ‬وعائلتى‭ ‬التى‭ ‬خرج‭ ‬منها‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬وأم‭ ‬لثلاثه‭ ‬أولاد،‭ ‬ولدين‭ ‬وبنت‭ ‬أكبرهم‭ ‬خالد‭ ‬الذى‭ ‬سميته‭ ‬على‭ ‬اسم‭ ‬ابن‭ ‬عمى‭  ‬المهندس‭ ‬خالد‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وتخرجت‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬قسم‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬دبلومة‭ ‬فى‭ ‬أبحاث‭ ‬المحيطات‭ ‬وتطوير‭ ‬المزارع‭ ‬السمكية‭ ‬لأن‭ ‬هوايتى‭ ‬المفضلة‭ ‬هى‭ ‬مهنة‭ ‬الصيد‭ ‬وقمت‭ ‬بتأسيس‭ ‬شركة‭ ‬مصايد‭ ‬للأسماك‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ودبى‭ ‬والسنغال‭ ‬للتصدير‭ ‬للخارج‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬51‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬عبد‭ ‬الناصر ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬المشهد؟

ــ‭ ‬مازلنا‭ ‬كأسرة‭ ‬له‭ ‬نعيش‭ ‬على‭ ‬ذكراه‭ ‬واسمه،‭ ‬وكنت‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬شخصية‭ ‬عادية‭ ‬لأقول‭ ‬وجهه‭ ‬نظرى‭ ‬كمواطنة‭ ‬عن‭ ‬الزعيم‭ ‬ونضاله‭ ‬وكفاحه،‭ ‬وفى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والمواقف‭ ‬التاريخية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬وبعد‭ ‬رحيله‭ ‬مازالت‭ ‬صوره‭ ‬وشعاراته‭ ‬تُرفع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجماهير،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬زعيم‭ ‬ووطنى‭ ‬حتى‭ ‬النخاع‭ ‬ومناصر‭ ‬للفقراء‭ ‬ومدافع‭ ‬عن‭ ‬العمال‭. ‬

‭ ‬هل‭ ‬ساعدك‭ ‬كونك‭ ‬ابنة‭ ‬شقيق‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬حياتك‭ ‬وعملك؟

ــ‭ ‬عندما‭ ‬ذهبت‭ ‬لتأسيس‭ ‬شركتى‭ ‬فى‭ ‬أريتريا‭ ‬قالوا‭ ‬لى‭ ‬إن‭ ‬الجنرال‭ ‬محمد‭ ‬كارى،‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الحربية،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬يريد‭ ‬مقابلتى‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬مصوع،‭ ‬فذهبت‭ ‬إليه‭ ‬وقابلته‭ ‬فى‭ ‬منزله‭ ‬حيث‭ ‬رحب‭ ‬بحفاوة‭ ‬بى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عمى‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬القاعدة‭ ‬الحربية،‭ ‬التى‭ ‬كنت‭ ‬أول‭ ‬سيدة‭ ‬تدخلها،‭ ‬وقال‭ ‬لى‭ ‬الجنرال‭ ‬محمد‭ ‬كاري‭: ‬اازددت‭ ‬شرفا‭ ‬أن‭ ‬ابنة‭ ‬شقيق‭ ‬الزعيم‭ ‬عبدالناصر‭ ‬تجلس‭ ‬معىب‭.‬

‭ ‬بعد‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬رحيله‭ ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬لمصر؟

ــ‭ ‬سأظل‭ ‬أطلق‭ ‬على‭ ‬عمى‭ ‬لقب‭ ‬امؤسس‭ ‬مصر‭ ‬الحرةب،‭ ‬فهو‭ ‬الذى‭ ‬أعطى‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬الحرية،‭ ‬ونجد‭ ‬بصمته‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬منزل‭ ‬مصرى‭ ‬وعربى‭ ‬على‭ ‬درجات‭ ‬اختلاف‭ ‬حبهم‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬أسرة‭ ‬الزعيم؟

ــ‭ ‬كان‭ ‬ترتيب‭ ‬عمى‭ ‬الأكبر‭ ‬بين‭ ‬إخوته‭ ‬ثم‭ ‬تلاه‭ ‬أعمامى‭ ‬عز‭ ‬العرب،‭ ‬ثم‭ ‬الليثى‭ ‬والدى،‭ ‬وشوقى،‭ ‬وجدى‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬ارحمه‭ ‬اللهب‭ ‬تزوج‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬وأنجب‭ ‬ستة‭ ‬أبناء‭ ‬اللواء‭ ‬طيار‭ ‬حسين‭ ‬ارحمه‭ ‬اللهب‭ ‬زوج‭ ‬كريمة‭ ‬المشير‭ ‬عامر،‭ ‬واللواء‭ ‬طارق‭ ‬لواء‭ ‬مدرعات،‭ ‬واللواء‭ ‬بحرى‭ ‬رفيق،‭ ‬والدكتور‭ ‬عادل‭ ‬أستاذ‭ ‬التاريخ‭ ‬بجامعة‭ ‬الاسكندرية،‭ ‬ومصطفى‭ ‬وعايدة،‭ ‬ووالدى‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬مدرس‭ ‬تاريخ،‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬شقيقه‭ ‬الأكبر‭ ‬جمال‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية،‭ ‬وكان‭ ‬حاصلا‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬قسم‭ ‬التاريخ‭.‬

‭  ‬ما‭ ‬صحة‭ ‬قيام‭ ‬جدك‭ ‬بإخراج‭ ‬والدك‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬المصروفات؟

ــ‭ ‬بعد‭ ‬ارتفاع‭ ‬مصروفات‭ ‬المدرسة‭ ‬قام‭ ‬جدى‭ ‬بإخراج‭ ‬والدى‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬وعندما‭ ‬عرف‭ ‬عمى‭ ‬جمال‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬والده‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬شقيقه‭ ‬الليثى‭ ‬بالمدرسة‭ ‬وسوف‭ ‬يطلب‭ ‬نقله‭ ‬فورا‭ ‬الى‭ ‬منقباد‭ ‬بأسيوط‭  ‬لزيادة‭ ‬راتبه‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬قرشا‭ ‬ليتعلم‭ ‬وعاد‭ ‬للمدرسة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬واستمر‭ ‬يرسل‭ ‬إلى‭ ‬جدى‭ ‬مصروفات‭ ‬أبى‭ ‬الليثى‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬والدك‭ ‬كان‭ ‬يمتلك‭ ‬شقة‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬الرئيس‭ ‬بيعها؟

ــ‭ ‬قام‭ ‬والدى‭ ‬بتأجير‭ ‬شقة‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬نظرا‭ ‬لمشاركته‭ ‬فى‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الاشتراكى‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عضوا‭ ‬فيهما‭ ‬عن‭ ‬الإسكندرية،‭ ‬وكان‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬منه‭ ‬المبيت‭ ‬فى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وعندما‭ ‬عرف‭ ‬عمى‭ ‬جمال‭ ‬بذلك‭ ‬طلبه،‭ ‬وذهب‭ ‬إليه‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭ ‬فسأله‭: ‬اإنت‭ ‬عايش‭ ‬فى‭ ‬الإسكندرية‭ ‬ولاّ‭ ‬فى‭ ‬القاهرة؟‭!‬ب‭.. ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬أبى‭ ‬بأن‭ ‬الأسرة‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬الإسكنرية‭ ‬وعملى‭ ‬فى‭ ‬القاهرة،‭ ‬فسأله‭ ‬عمى‭ ‬عن‭ ‬الشقة،‭ ‬فأجابه‭ ‬والدي‭: ‬الشغلى‭ ‬عشان‭ ‬جلسات‭ ‬المجلس‭ ‬المتأخرة‭ ‬ليلاب،‭ ‬فأجابه‭ ‬عمي‭: ‬اإنت‭ ‬عايز‭ ‬الناس‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬أخو‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬معاه‭ ‬شقتين‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬والإسكندرية؟‭ ‬وبعدين‭ ‬بيتى‭ ‬مفتوح‭ ‬لك‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬وقتب،‭ ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نملك‭ ‬أى‭ ‬مكان‭ ‬بالقاهرة‭ ‬وأثناء‭ ‬زيارتى‭ ‬للقاهرة‭ ‬ننزل‭ ‬فى‭ ‬ضيافة‭ ‬أولاد‭ ‬عمى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬الدكتورة‭ ‬هدى‭ ‬ومنى‭ ‬وعبد‭ ‬الحكيم‭ ‬الذى‭ ‬أعتبره‭ ‬أخى‭ ‬الأكبر‭.‬

‭ ‬اروىِ‭ ‬لنا‭ ‬لمحات‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬عبدالناصر‭ ‬الإنسانية؟

ــ‭ ‬كانت‭ ‬الأسرة‭ ‬تجلس‭ ‬سويا‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬فى‭ ‬المعمورة‭ ‬ونتجاذب‭ ‬أطراف‭ ‬الحديث‭ ‬وكان‭ ‬عمى‭ ‬ماهرا‭ ‬فى‭ ‬لعبة‭ ‬الشطرنج‭ ‬وعلّمها‭ ‬لأبنائه‭ ‬ولعدد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬العائلة،‭ ‬والفرق‭ ‬بين‭ ‬االرئيس‭ .. ‬والعم‭ ‬جمالب‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬إنسانا‭ ‬وعادلا‭ ‬مع‭ ‬أسرته‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬صارما‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بها‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬حال‭ ‬والدك‭ ‬حينما‭ ‬توفى‭ ‬عمك‭ ‬الرئيس؟

ــ‭ ‬والدى‭ ‬أصيب‭ ‬بذبحة‭ ‬كادت‭ ‬أن‭ ‬تودى‭ ‬بحياته‭ ‬أثناء‭ ‬الجنازة‭ ‬وتم‭ ‬نقله‭ ‬لفندق‭ ‬هيلتون،‭ ‬وقبل‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬شقيقه‭ ‬كان‭ ‬يضع‭ ‬بجوار‭ ‬سريره‭ ‬تليفونا‭ ‬ويطلب‭ ‬منا‭ ‬عدم‭ ‬الرد‭ ‬عليه‭ ‬لأنه‭ ‬التليفون‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتصل‭ ‬عليه‭ ‬عمي،‭ ‬ووالدى‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬إخوته‭ ‬شبها‭ ‬للرئيس‭.‬

ومن‭ ‬المواقف‭ ‬التى‭ ‬أتذكرها‭ ‬ولن‭ ‬أنساها‭ ‬أن‭ ‬والدى‭ ‬تعرض‭ ‬لحادثة‭ ‬فى‭ ‬1969،‭ ‬عندما‭ ‬اختلت‭ ‬عجلة‭ ‬القيادة‭ ‬وانقلبت‭ ‬سيارته‭ ‬ودخل‭ ‬فى‭ ‬غيبوبة‭ ‬تامة‭ ‬وكنا‭ ‬فى‭ ‬مستشفى‭ ‬المواساة‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬فجاء‭ ‬عمى‭ ‬وجلس‭ ‬بجواره‭ ‬ممسكا‭ ‬بيده‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬وكدنا‭ ‬نفقد‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬عودته‭ ‬للحياه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬شفاه‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬يوجد‭ ‬اتصال‭ ‬دائم‭ ‬بينك‭ ‬وبين‭ ‬أبناء‭ ‬عمك؟

ــ‭ ‬كل‭ ‬أفراد‭ ‬أسرة‭ ‬عمى‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬دائم‭ ‬بى‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬فلا‭ ‬يمر‭ ‬أسبوع‭ ‬إلا‭ ‬ونتحدث‭ ‬مع‭ ‬بعض،‭ ‬وأعتبر‭ ‬المهندس‭ ‬عبدالحكيم‭ ‬أخى‭ ‬الكبير،‭ ‬أما‭ ‬خالد‭ ‬ارحمه‭ ‬اللهب‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬القلب‭ ‬الكبير،‭ ‬وكنت‭ ‬أعتبره‭ ‬عمى‭ ‬الثانى‭ ‬وكنت‭ ‬أشعر‭ ‬دائما‭ ‬بأن‭ ‬لدىّ‭ ‬ظهرا‭ ‬أعتمد‭ ‬عليه،‭ ‬وكنا‭ ‬نتناقش‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬وأهمها‭ ‬تطبيق‭ ‬السياسة‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عاشقا‭ ‬للشطرنج‭ ‬وكنا‭ ‬نلعب‭ ‬سويا‭ ‬عندما‭ ‬نتقابل‭ ‬فى‭ ‬منزله‭ ‬بمنشية‭ ‬البكرى‭ ‬بكوبرى‭ ‬القبة‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬تتذكرين‭ ‬يوم‭ ‬وفاة‭ ‬عبدالناصر؟

ــ‭ ‬لن‭ ‬أنسى‭ ‬يومى‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬و28‭ ‬يناير‭ ‬فهما‭ ‬ذكرى‭ ‬وفاة‭ ‬عمى‭ ‬ووالدى‭ ‬على‭ ‬التوالي،‭ ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬عمرى10‭ ‬سنوات‭ ‬يوم‭ ‬وفاته‭ ‬ووقتها‭ ‬ازدحم‭ ‬بيتنا‭ ‬بالمواطنين‭ ‬حينما‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬وفاته،‭ ‬وكان‭ ‬الكل‭ ‬يبكى،‭ ‬حتى‭ ‬أننى‭ ‬رأيت‭ ‬محافظ‭ ‬الإسكندرية‭ ‬حمدى‭ ‬عاشور،‭ ‬وقتها‭ ‬يبكي،‭ ‬وتم‭ ‬إرسال‭ ‬طائرة‭ ‬هيلوكوبتر‭ ‬لنقل‭ ‬والدى‭ ‬ووالداتى‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة،‭ ‬وقد‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انهيار‭ ‬تام‭.‬

‭ ‬هل‭ ‬ترين‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬عبد‭ ‬الناصر؟

ــ‭ ‬بالفعل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬يستكمل‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬يأمل‭ ‬فى‭ ‬تنفيذه‭ ‬ولكن‭ ‬قضاء‭ ‬الله‭ ‬منعه،‭ ‬والرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬فكر‭ ‬قوى‭ ‬ووطنى‭ ‬ويكفى‭ ‬أنه‭ ‬خلّص‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬الجماعة‭ ‬الإهاربية‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬جاثمة‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬صدورنا،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬قيامه‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬القومى‭ ‬والعربى‭ ‬لأنه‭ ‬ذو‭ ‬رؤية‭ ‬مستقبلية‭ ‬بحجم‭ ‬المخاطر‭ ‬التى‭ ‬تحيط‭ ‬بمصر‭ ‬شرقا‭ ‬وغربا‭ ‬وجنوبا،‭ ‬مع‭ ‬إقامته‭ ‬لأكبر‭ ‬شبكة‭ ‬للطرق‭ ‬والمواصلات‭ ‬والسكة‭ ‬الحديد‭ ‬هذا‭ ‬إعجاز‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬عهد‭ ‬محمد‭ ‬على‭  ‬مع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالأسر‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬من‭ ‬مبادراته‭ ‬الرئاسية‭ ‬وآخرها‭ ‬احياة‭ ‬كريمةب‭.‬

‭ ‬وما‭ ‬أوجه‭ ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬السيسى‭ ‬وعبدالناصر؟

ــ‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬جاء‭ ‬ببريق‭ ‬الأمل‭ ‬وتوسمنا‭ ‬فيه‭ ‬خيرا‭ ‬وكان‭ ‬محل‭ ‬الثقة‭ ‬لأنه‭ ‬عاش‭ ‬نفس‭ ‬النشأة‭ ‬والانتماء‭ ‬العسكرى‭ ‬واهتمامه‭ ‬بالفقراء‭ ‬والفلاحين‭ ‬والمزارعين‭ ‬باعتبارهم‭ ‬عصب‭ ‬الحياة‭ ‬واهتمامة‭ ‬بالدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬والعربية‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬الزعيم‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬لأفريقيا‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬وهذا‭ ‬امتداد‭ ‬لمسيرة‭ ‬عمى‭ ‬فى‭ ‬توثيق‭ ‬الروابط‭ ‬بيننا‭ ‬مستقبلا‭ ‬التى‭ ‬انقطعت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭.‬

‭ ‬ماذا‭ ‬ترك‭ ‬لكم‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر؟

ــ‭ ‬ترك‭ ‬لنا‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬والكرامة،‭ ‬والفخر‭ ‬بتاريخه‭ ‬ونضاله،‭ ‬ويكفى‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نرث‭ ‬أموالا‭ ‬عن‭ ‬والدانا‭ ‬بل‭ ‬ترك‭ ‬لنا‭ ‬هو‭ ‬وعمنا‭ ‬التاريخ‭ ‬المشرف‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬النفس‭ ‬فتعلمنا‭ ‬ونجحنا‭ ‬وحققنا‭ ‬ما‭ ‬كنا‭ ‬نريده‭ ‬فى‭ ‬حياتنا‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة