هبة الليثى عبدالناصر
ابنة شقيق الزعيم .. هبة الليثى عبد الناصر: عمـى مـؤسس مصــــر الحــرة
السبت، 02 أكتوبر 2021 - 11:25 ص
أحمد دياب
هو مواطن بسيط .. بدرجة رئيس جمهورية ، كافح من أجل الفقراء والفلاحين، وتحمل صعوبات كثيرة من أجل مصر، وأحب عائلته التى كان صارما مع أفرادها فى كثير من الأمور، هذا ما أكدته هبة الليثى عبد الناصر حسين، ابنة شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فى حوارها التالى لـآخرساعة٫
من هى هبة الليثى عبدالناصر حسين؟
ــ أنا مواطنة مصرية أحب بلدى وعائلتى التى خرج منها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وأم لثلاثه أولاد، ولدين وبنت أكبرهم خالد الذى سميته على اسم ابن عمى المهندس خالد عبدالناصر، رحمه الله، وتخرجت فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وحصلت على دبلومة فى أبحاث المحيطات وتطوير المزارع السمكية لأن هوايتى المفضلة هى مهنة الصيد وقمت بتأسيس شركة مصايد للأسماك فى الإسكندرية ودبى والسنغال للتصدير للخارج.
بعد مرور 51 سنة على رحيل عبد الناصر كيف ترين المشهد؟
ــ مازلنا كأسرة له نعيش على ذكراه واسمه، وكنت أتمنى أن أكون شخصية عادية لأقول وجهه نظرى كمواطنة عن الزعيم ونضاله وكفاحه، وفى كثير من الأحداث والمواقف التاريخية المتعاقبة وبعد رحيله مازالت صوره وشعاراته تُرفع من قبل الجماهير، وهذا يدل على أنه زعيم ووطنى حتى النخاع ومناصر للفقراء ومدافع عن العمال.
هل ساعدك كونك ابنة شقيق عبدالناصر فى حياتك وعملك؟
ــ عندما ذهبت لتأسيس شركتى فى أريتريا قالوا لى إن الجنرال محمد كارى، قائد القوات البحرية الحربية، نائب رئيس الجمهورية، يريد مقابلتى فى مدينة مصوع، فذهبت إليه وقابلته فى منزله حيث رحب بحفاوة بى من أجل عمى عبدالناصر، وذهبت إلى القاعدة الحربية، التى كنت أول سيدة تدخلها، وقال لى الجنرال محمد كاري: اازددت شرفا أن ابنة شقيق الزعيم عبدالناصر تجلس معىب.
بعد أعوام على رحيله كيف ترين ما قدمه لمصر؟
ــ سأظل أطلق على عمى لقب امؤسس مصر الحرةب، فهو الذى أعطى الشعب المصرى الحرية، ونجد بصمته فى كل منزل مصرى وعربى على درجات اختلاف حبهم.
ماذا عن أسرة الزعيم؟
ــ كان ترتيب عمى الأكبر بين إخوته ثم تلاه أعمامى عز العرب، ثم الليثى والدى، وشوقى، وجدى عبد الناصر ارحمه اللهب تزوج بعد وفاة زوجته الأولى وأنجب ستة أبناء اللواء طيار حسين ارحمه اللهب زوج كريمة المشير عامر، واللواء طارق لواء مدرعات، واللواء بحرى رفيق، والدكتور عادل أستاذ التاريخ بجامعة الاسكندرية، ومصطفى وعايدة، ووالدى وكان يعمل مدرس تاريخ، وقت أن كان شقيقه الأكبر جمال رئيسا للجمهورية، وكان حاصلا على شهادة كلية الآداب قسم التاريخ.
ما صحة قيام جدك بإخراج والدك من المدرسة بعد ارتفاع المصروفات؟
ــ بعد ارتفاع مصروفات المدرسة قام جدى بإخراج والدى من المدرسة، وعندما عرف عمى جمال طلب من والده أن يظل شقيقه الليثى بالمدرسة وسوف يطلب نقله فورا الى منقباد بأسيوط لزيادة راتبه إلى 30 قرشا ليتعلم وعاد للمدرسة مرة أخرى، واستمر يرسل إلى جدى مصروفات أبى الليثى.
هل صحيح أن والدك كان يمتلك شقة فى القاهرة وطلب منه الرئيس بيعها؟
ــ قام والدى بتأجير شقة فى القاهرة نظرا لمشاركته فى اجتماعات مجلس الأمة والاتحاد الاشتراكى حيث كان عضوا فيهما عن الإسكندرية، وكان الأمر يتطلب منه المبيت فى القاهرة، وعندما عرف عمى جمال بذلك طلبه، وذهب إليه فى المنزل فسأله: اإنت عايش فى الإسكندرية ولاّ فى القاهرة؟!ب.. فرد عليه أبى بأن الأسرة تعيش فى الإسكنرية وعملى فى القاهرة، فسأله عمى عن الشقة، فأجابه والدي: الشغلى عشان جلسات المجلس المتأخرة ليلاب، فأجابه عمي: اإنت عايز الناس تقول إن أخو عبد الناصر معاه شقتين فى القاهرة والإسكندرية؟ وبعدين بيتى مفتوح لك فى أى وقتب، نحن لا نملك أى مكان بالقاهرة وأثناء زيارتى للقاهرة ننزل فى ضيافة أولاد عمى الرئيس عبد الناصر الدكتورة هدى ومنى وعبد الحكيم الذى أعتبره أخى الأكبر.
اروىِ لنا لمحات من حياة عبدالناصر الإنسانية؟
ــ كانت الأسرة تجلس سويا فى نهاية الأسبوع فى المعمورة ونتجاذب أطراف الحديث وكان عمى ماهرا فى لعبة الشطرنج وعلّمها لأبنائه ولعدد من أبناء العائلة، والفرق بين االرئيس .. والعم جمالب أنه كان إنسانا وعادلا مع أسرته بينما كان صارما فى بعض الأمور التى لا يسمح بها.
كيف كان حال والدك حينما توفى عمك الرئيس؟
ــ والدى أصيب بذبحة كادت أن تودى بحياته أثناء الجنازة وتم نقله لفندق هيلتون، وقبل ذلك فى حياة شقيقه كان يضع بجوار سريره تليفونا ويطلب منا عدم الرد عليه لأنه التليفون الذى كان يتصل عليه عمي، ووالدى كان أكثر إخوته شبها للرئيس.
ومن المواقف التى أتذكرها ولن أنساها أن والدى تعرض لحادثة فى 1969، عندما اختلت عجلة القيادة وانقلبت سيارته ودخل فى غيبوبة تامة وكنا فى مستشفى المواساة بالإسكندرية فجاء عمى وجلس بجواره ممسكا بيده عدة ساعات وكدنا نفقد الأمل فى عودته للحياه مرة أخرى ولكن الله قد شفاه.
هل يوجد اتصال دائم بينك وبين أبناء عمك؟
ــ كل أفراد أسرة عمى عبد الناصر على اتصال دائم بى حتى الآن، فلا يمر أسبوع إلا ونتحدث مع بعض، وأعتبر المهندس عبدالحكيم أخى الكبير، أما خالد ارحمه اللهب فقد كان القلب الكبير، وكنت أعتبره عمى الثانى وكنت أشعر دائما بأن لدىّ ظهرا أعتمد عليه، وكنا نتناقش فى كل القضايا وأهمها تطبيق السياسة على الحياة الاجتماعية، كما كان عاشقا للشطرنج وكنا نلعب سويا عندما نتقابل فى منزله بمنشية البكرى بكوبرى القبة.
كيف تتذكرين يوم وفاة عبدالناصر؟
ــ لن أنسى يومى 28 سبتمبر و28 يناير فهما ذكرى وفاة عمى ووالدى على التوالي، لقد كان عمرى10 سنوات يوم وفاته ووقتها ازدحم بيتنا بالمواطنين حينما تم إعلان وفاته، وكان الكل يبكى، حتى أننى رأيت محافظ الإسكندرية حمدى عاشور، وقتها يبكي، وتم إرسال طائرة هيلوكوبتر لنقل والدى ووالداتى إلى القاهرة، وقد كانوا فى حالة انهيار تام.
هل ترين أن الرئيس السيسى يسير على خطى عبد الناصر؟
ــ بالفعل الرئيس السيسى يستكمل ما كان عبد الناصر يأمل فى تنفيذه ولكن قضاء الله منعه، والرئيس السيسى لديه فكر قوى ووطنى ويكفى أنه خلّص مصر من كابوس الجماعة الإهاربية التى ظلت جاثمة سنة على صدورنا، إضافة الى قيامه بتنويع مصادر السلاح حفاظا على أمننا القومى والعربى لأنه ذو رؤية مستقبلية بحجم المخاطر التى تحيط بمصر شرقا وغربا وجنوبا، مع إقامته لأكبر شبكة للطرق والمواصلات والسكة الحديد هذا إعجاز لم يحدث منذ عهد محمد على مع الاهتمام بالأسر محدودة الدخل من مبادراته الرئاسية وآخرها احياة كريمةب.
وما أوجه التشابه بين السيسى وعبدالناصر؟
ــ الرئيس السيسى، جاء ببريق الأمل وتوسمنا فيه خيرا وكان محل الثقة لأنه عاش نفس النشأة والانتماء العسكرى واهتمامه بالفقراء والفلاحين والمزارعين باعتبارهم عصب الحياة واهتمامة بالدول الأفريقية والعربية مثلما فعل الزعيم عبد الناصر من زيارات لأفريقيا وشرق آسيا وهذا امتداد لمسيرة عمى فى توثيق الروابط بيننا مستقبلا التى انقطعت خلال السنوات الماضية وخاصة خلال حكم الجماعة الإرهابية.
ماذا ترك لكم جمال عبد الناصر؟
ــ ترك لنا محبة الناس والكرامة، والفخر بتاريخه ونضاله، ويكفى أننا لم نرث أموالا عن والدانا بل ترك لنا هو وعمنا التاريخ المشرف والاعتماد على النفس فتعلمنا ونجحنا وحققنا ما كنا نريده فى حياتنا.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة